تشييع جنازة احد الشهداء فى ميدان التحرير شهد مسجد عمر مكرم بميدان التحرير أمس تشييع جثمان الشهيد سالم احمد مديح ابن منطقة ارض اللواء والذي لم يبلغ بعد عامه الثالث والثلاثين في جنازة مهيبة شارك فيها الاهل و الاحباب ورفاقه من الميدان الي مثواه الأخير وكان قد اصيب أعلي كوبري اكتوبر اغتالته ايدي آثمة لا تحرم سفك الدماء خلال أحداث ماسبيرو وكوبري اكتوبر يوم الجمعة قبل الماضي. اصابته طلقة حية من خرطوش لتستقر في كبده وليتم نقله علي اثرها الي مستشفي قصر العيني الفرنساوي ليتلقي فيها علاجه علي امل الشفاء للرجوع الي الميدان الذي شهد شهامته وشجاعته فهو الذي تصدي للمجرمين والبلطجية الذين اعتدوا وقاموا بالتحرش بالصحفية الهولندية والذي اصيب خلالها في الميدان الذي كان معتصما به وهو مصاب بكسر في القدم وآخر في اليد ليعلن انه كان ثائرا من اجل الحرية وليس من اجل حزب او فصيل. أقيمت صلاة الجنازة علي الشهيد الذي وافته المنية أول أمس السبت في مستشفي قصر العيني الفرنساوي وسط مئات من المشيعين حيث بكي اهله وذووه عليه دما وانفطرت قلوبهم خلال وداعه وارتفعت اللافتات وتصدرت المشهد لافتة (بلاغ من ميدان التحرير الي النائب العام والفريق السيسي القائد العام للقوات المسلحة نناشدكم القبض علي بلطجية الاخوان ومحرضيهم حيث هاجموا مقر اعتصامنا ونخص المرشد والبلتاجي وصفوت حجازي سامح رميح شهيد الوطن). واللافت للنظر خلال جولتنا بالتحرير استمرار اضاءة مصابيح الأعمدة الكهربائية طوال فترة ساعات النهار مع استمرار اللافتات الثورية في ارجاء الميدان. كما استمرت خيام المعتصمين متواجدة ومنتشرة في أرجاء الميدان فقد امتلأت الجزيرة الوسطي بالخيام في حين تواجد عدد من الخيام المتفرقة في المنطقة الأمامية لمجمع المصالح ومجموعة أخري من الخيام والحديقة الأمامية لمدخل التحرير. وشهد ميدان التحرير هدوءاً كالعادة منذ بداية شهر رمضان الكريم حيث اختفي وقل عدد المتعصمين في الساعات الأولي من الصباح بعد سهرهم طوال الليل ابتهاجاً بليالي رمضان وشهد الميدان اغلاق مدخل كوبري قصر النيل بالمتاريس الحديدية والأسلاك وأجولة الرمال وكذلك الحال بالنسبة للمدخل الرئيسي والذي تحولت المساحة الأمامية لهما إلي جراج عشوائي للسيارات تحت اشراف وسيطرة فارضي الاتاوات من البلطجية وأطفال الشوارع في حين تم ترك المداخل والمخارج الفرعية المؤدية الي التحرير مفتوحة مثل شارع محمد محمود وطلعت حرب والتحرير لخروج الموتوسيكلات وقد تم تشديد الحراسة امام المداخل الرئيسية وتفتيش المارة تفتيشاً ذاتياً تحسباً لدخول المندسين واحداث اي اشتباكات مع المعتضمين داخل الميدان. كما شهدت الساحة الأمامية لمجمع المصالح عودة الباعة الجائلين واصبحت اشبه بسوق عشوائي بعد ان ارتفع عددهم لأول مرة منذ قدوم شهر رمضان عارضين بضائعهم للمواطنين والموظفين الذين يرتادون المجمع مستغلين هذه الكثافة العددية حيث تنوعت البضاعة من خزف وصيني وملابس جاهزة وخاصة التي شيرتات الثورية وأيضاً الاجهزة الالكترونية وبذلك يتناوب الباعة الجائلون ليعمل أصحاب الخردوات صباحاً وباعة المأكولات والمشروبات مساء وطوال الليل. وخلال خروج الجثمان من المسجد ردد المشيعون مجموعة من الهتافات وسط حالة من البكاء والصراخ هي (الشهيد حبيب الله ياشهيد نام وارتاح واحنا راح نكمل الكفاح ياشهيد اتهني اتهني هما في النار وانت في الجنة ياشهيد يا بطل دمك حامي للوطن) وقام المشيعون بالسير بالجثمان في ارجاء الميدان ليودع مقر اعتصامه.