خواطري ورصدي اليومي لأحوال مصر كنت أنهيها ،بكل ما فيها من سواد خانق، بهانت؟ ... الكلمة لازمتني عاما كاملا يوميا.. انتُقدت ... نصيحة البعض لي كانت بعدم الإفراط في الوهم والتوهم... الإخوان بعد طول انتظار جلسوا علي كرسي الحكم ولن يتركوه!.. اعقل! ..الأخونة في طريقها.. هي حقيقة مسلم بها ، بتخطيط ودعم أمريكي وتمويل وقطري ، ومن التنظيم الدولي للإخوان ...تمهل !! ... هكذا قيل لي ..بعنْد وإصرار رددتها ... كانت دوما ثقتي في عبقرية الشعب المصري لا تهتز ،وغيري كثيرون ، فعرفته عن قرب ، وحقائق التاريخ والجغرافيا تؤكد أن ما نتابعه عبث ...وفي النهاية لن يصح إلا الصحيح ... إذن إنها هانت ... والله معنا ...كانت قناعة ...سؤال لازمني أمس طويلا ... حوار في داخلي متابعا مولد الفجر الجديد ... هل أستمر في ترديدها؟ ... مصر العملاقة حطم ثوارها أبواب محبسها ... هي ثورة المبدأ... هي ثورة شعب عاشق ...وقف الخلق جميعا مشدوهين في أركان الدنيا يسجلون ظاهرة فريدة من نوعها ... لم يشهد التاريخ شعبا بأكمله يقول في نفس واحد ... يا حبيبتي يا مصر ... صيحة قوية حطمت قيود المعشوقة ... انطلقت هي سعيا الي أحضان عاشقيها ... هرول خاطفوها الي جحورهم ... سجل التاريخ أمس " الحدث " الفريد ...سقط المغتصب المفروض علينا .... انتهي الوهم الإخواني ...الإعلام الغربي ، الذي لا أظلمه حين أصفه بالمغرض والموجه،تجاهل الكارثة التي فرضتها الإدارة الأمريكية لتحقيق مصالحها بطريقة "هوليوودية "علي مدي عام ... أهذا ما يسمونه هم حرية صحافة وإعلام ؟ ...هذا اعلام "مُبلْشف" ...ساند الوهم وأسماه ديمقراطية ... وصف الهارب من السجون بأنه أول رئيس منتخب علي خلاف الحقيقة ... أمرونا ،بتعال وغطرسة ، أن نتعلم من الكبار كيف نحترم الصندوق ... يا لهم من أقزام ،إعلاما وفكرا وسياسة وساسة !... تعلموا أمس من العملاق المصري ... تعلموا أنتم يا صغار من الكبير المتمرد الشاب المصري ..سوف استمر في ترديد هانت ... أمس يوم .. واليوم استمرار ثوري .. سقط الإخوان .. انهار الوهم الأمريكي ... قال الشعب العملاق كلمته .. حررت مصر .. لكن ... وماذا بعد ؟ ...كيف ننتقل بسرعة فائقة من الحالة الثورية الي الشرعية الدستورية ؟ ... كيف نحول الرومانسية الي برجماتية ؟ ... من يحدد أولويات المراحل القادمة ؟ من ينفذها ويراقب التنفيذ ؟ من يوظف طاقة 60٪ من الشعب المصري ، الشباب ، التوظيف الصحيح ؟ من يحرر الصحافة ويعيدها صاحبة جلالة بعد أن طال الأمد جارية في بلاط حاكم ؟ ...أليست هي أمورا تقتضي أن نتساءل بشأنها ؟...وهل هانت ؟ سجلت هذه الأسئلة أمس وغيرها .. خوفا من انزلاقي في رومانسية اللحظة ..ومن هنا كان قراري بالتمسك بكلمة هانت ... حصاد عامين حول المصريين جميعا الي مراقبين سياسيين ، وهذا لم يحدث منذ ثورتي 1919 و2519 ... اليوم وقد سقط مرسي وإخوانه ، من يتولي شئون الحكم؟... رئيس المحكمة الدستورية ، هذا اجراء دستوري ... من يفرضه؟ الشعب ... من ينفذ قرار الشعب ويحميه؟ القوات المسلحة ... وماذا بعد؟ ...من يضع الدستور ؟ لجنة تكلف بوضعه .. وليس انتخاب هيئة تأسيسية .. يوضع قانون انتخابي ... وبالتوازي، وفورا ، تشكل حكومة مكلفة بأمر واحد فقط " الإقتصاد " .. سنصل الي وقفة طوابير مرة أخري للاستفتاء والانتخابات ... فليكن ! ...هدفنا هو بناء الجمهورية الثانية ... إذن نفرح باليوم أو غدا أو أي يوم قادم ؟ .... لا ! نعمل ... ونعمل ... ونعمل ... صرخنا وهتفنا وحزنا ومنا من يئس ...كفي مشاعر ولغة القلوب ... هي دعوة واضحة للسواعد والعقول ليبدع العملاق المصري الشاب ... عندها سأقول كفي استخدام هانت ؟ لا ! لماذا؟ لأننا في حاجة أن يكون لنا المشروع القومي . هو إعادة التعليم الي مصر وهو مشروع طويل المدي ... نحن في حاجة ماسة جدا أن نلغي "كعب أخيل " .. وهو انعدام المعرفة بالقراءة ... قراءة التاريخ وغيره ... ضربنا في مقتل منذ عامين ،وخدعنا بسهولة ،هيمنت الرومانسية ، وهتافات ، وكلمة من هذا ومن ذاك ...تلقت القلوب الكلمات لغياب الآذان الواعية والعقول المؤهلة .. التفاؤل ليس شعورا عاطفيا لكن تولده حسابات دقيقة ...فهل هانت؟ ...لكل خطوة مما ذكرت كلمة هانت لننتقل الي الخطوة التالية ... هي معركة تحديث العقول، والنفوس ، والأخلاق ... هي معركة إعلاء قيمة العقول علي حساب الكروش ... هي معركة الندية مع الدولة الصغيرة والكبيرة ... هي معركة إعلاء شأن المصري وقيمته أينما وجد .. هي معركة يتعلم فيها الأمريكي، الذي لم يمس مقره أمس بحجر ، ألا يوفد إلينا متغطرسا جاهلا وأحمق للتعامل معنا ، هذا ليس غرور مني هذه قناعتي ، إما كلام معنا بأدب وتواضع ، أو ركل خارج أراضينا...هي معركة نهضة مصر ...تبدأ الآن بالدستور ولا نهاية لطريق النهضة ...إنها رحلة لإعادة تأهيل المعشوقة ... تستقبل يوميا تحدياتها ببشر وتفاؤل.. هي معارك العمر وكل عمر ... والله أكبر علي عبقرية مصر ... حفظها الله من كل غادر جبان مغرور ... حفظها الله لعاشقيها ناهضة عزيزة قوية ومحترمة.... والله المستعان ... هانت !....