الأزهر يدعو إلي الوفاق.. ويحذر من العنف وتكفير الخصوم أكد الإمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أن المعارضة السلمية لولي الأمر جائزة شرعا، ولا علاقَةَ لها بالإيمان والكُفرِ، وأن العُنْف والخروج المُسلَّحَ مَعصِيةٌ كبيرةٌ . وشدد الإمام الأكبر علي أن الأزهرُ الشريفُ يدعو إلي الوِفاق ويُحذِّرُ من العُنف والفِتنَة، ويُحذِّرُ أيضًا من تكفير الخصوم جاء ذلك في البيان الذي أصدره الأزهر أمس: إن الأزهر الشريف، الذي يعمل دَومًا علي جمعِ الكلمة، ونبذ الخلاف والفُرقة التي توهن من قوتنا، وتذهب بريحنا، يجد نفسه مضطرًا إلي التعقيب علي ما نُشِرَ من أقوالٍ وإفتاءاتٍ منسوبة لبعض الطارئين علي ساحة العلوم الشرعيَّة والفتوي. ومنها أن مَنْ يَخرج علي طاعة وليِّ الأمر الشرعيِّ فهو منافقٌ وكافرٌ، وهذا يعني بالضرورة الخروج عن مِلَّةِ الإسلام، وأوضح الأزهرُ إن بهذا الشأن عِدَّة أحكامٍ شرعية: أولاً: أن هذا هو رأي الفِرق المنحرفة عن الطريق الصحيح للإسلام، وهو كلامٌ يرفُضُه صحيحُ الدِّينِ ويأباه المسلمون جميعًا، ويُجْمِعُ فقهاءَ أهلِ السُّنَّة والجماعة علي انحرافه وضلاله. ثانيًا: رغم أن الذين خرجوا علي الإمام عليٍّ- رضي الله عنه - قاتلوهُ واتهمُوهُ بالكُفر، إلا أنَّ الإمام عليًا وفقهاء الصحابة لم يُكَفِّرُوا هؤلاء الخارجين علي الإمام بالعُنْف والسِّلاحِ، ولم يعتبروهُم مِن أهل الرِدَّة الخارجين من المِلَّة، وأقصي ما قالوه: إنهم عُصاةٌ وبُغاةٌ تَجِبُ مقاومتهم بسبب استخدامهم للسِّلاح، وليس بسبب معارضتهم. ويؤكد الأزهر أنَّ المعارضةَ السِّلميَّة لوليّ الأمر الشرعيّ جائزةٌ ومُباحة شرعًا، ولا علاقَةَ لها بالإيمان والكُفرِ، وأن العُنْف والخروج المُسلَّحَ مَعصِيةٌ كبيرةٌ ارتكبها الخوارِجُ ضِدَّ الخُلفاء الراشدين ولكنَّهم لم يَكفُروا ولم يخرجوا من الإسلام. هذا هو الحُكمُ الشرعيُّ الذي يُجمع عليه أهل السُنَّة والجماعة. والأزهرُ الشريفُ إذ يدعو إلي الوِفاق ويُحذِّرُ من العُنف والفِتنَة، يُحذِّرُ أيضًا من تكفير الخصوم واتهامِهِم في دِينِهِم.