في قضية سد النهضة الإثيوبي الذي بدأت المراحل الاولي لإقامته علي النيل الازرق، هناك شبه اجماع بين جميع الخبراء والمتخصصين في اقامة السدود، علي ان هناك ثلاثة اضرار رئيسية مؤكدة يمكن ان تصيب مصر جراء هذا السد، بالاضافة الي بعض الاضرار والتأثيرات الجانبية الاخري. ويتفق الخبراء علي ان هذه الاضرار الرئيسية تتعلق بالمياه والكهرباء ثم طبيعة التربة التي سيقام عليها السد،..، وذلك يعني في مجمله ان مجرد بناء هذا السد يمثل في حد ذاته ضررا لمصر، لابد من السعي بكل السبل لمنعه او التقليل منه قدر الإمكان. وفي تفصيل هذه الاضرار يؤكدون ان السد سيؤثر بالقطع علي تدفق المياه في نهر النيل، وان بحيرة السد التي أعلن عنها بسعة تصل الي 57 مليار متر مكعب من المياه، ستؤدي الي نقص حصة مصر من المياه بنسبة الربع 52٪ اذا ما تم ملؤها خلال ست سنوات، وتزيد النسبة عن ذلك اذا ما تم التخزين في اقل من ذلك،...، وهذا ضرر كبير. ويقول الخبراء ان نقص المياه الواردة الي مصر طوال سنوت التخزين خلف السد الاثيوبي سيضطر مصر لزيادة سحب المياه من بحيرة ناصر، لتعويض الفارق الذي نحتاجه، وهذا سيؤدي الي نقص ارتفاع المياه خلف السد العالي، وهو ما يؤدي بالضرورة الي خفض حجم وكمية الطاقة الكهربائية المتولدة عن السد العالي. وبذلك نكون أمام حقيقة مؤكدة مؤداها اننا ستتعرض لخطر مزدوج من بناء هذا السد، وهو نقص مؤكد في المياه، وفي الكهرباء ايضا طوال فترة تخزين المياه في بحيرة سد النهضة الاثيوبي. ولكن الأمر لن يتوقف عند ذلك فقط، بل هناك خطر ثالث يصبح حالا وواردا فور امتلاء بحيرة السد الاثيوبي بالمياه، حيث ان ذلك الامتلاء سيلقي بوزن وثقل وضغط كبير علي المنطقة المقام عليها السد والبحيرة، ونظرا لكونها منطقة غير مستقرة حيث انها منطقة زلازل، فستكون عرضة لعدم الاستقرار، مما يجعل احتمالات انهيار السد واردة في أي لحظة، وذلك يحمل في طياته خطرا كبيرا بالنسبة للسودان ثم مصر. وفي هذه الحالة تصبح السودان معرضة للغرق، وجنوب مصر ايضا، بالاضافة الي تأثير اندفاع هذه الكمية الهائلة من المياه »57 مليار متر مكعب« علي السد العالي. ملحوظة: هذه الصورة البائسة والمعتمة ليست من عندي، ولكنها ما يجمع عليه الخبراء والمتخصصون.