بحث مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة امس مشروع قرار يدين "تدخل مقاتلين أجانب" في بلدة القصير بريف حمص غرب سوريا والتي تشهد معارك عنيفة منذ أكثر من اسبوع، معتبرا القتال في سوريا "خرج عن السيطرة". ويدين مشروع القرار الذي تقدمت به الولاياتالمتحدة وتركيا وقطر ونددت به روسيا، "مجازر القصير" مع استخدام النظام وحلفائه (في إشارة الي عناصر حزب الله اللبناني) الصواريخ البالستية وغيرها من الاسلحة الثقيلة ضد المدنيين. في الوقت نفسه أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان "حزب الله" اللبناني وقوات الحرس الجمهوري السوري أرسلا تعزيزات الي القصير، فيما يبدوا انه "تحضير لعملية واسعة"، مشيرا الي اشتداد القصف الجوي بالتركيز علي شمال البلدة وغربها حيث يتحصن مقاتلو المعارضة الذين "أبدوا حتي الآن مقاومة شرسة". وأشار المرصد الي ان "مقاتلين لبنانيين سنة" يشاركون في المعارك الي جانب مقاتلي المعارضة السورية، معتبرا ان ما يجري في المدينة "يأخذ طابعا مذهبيا اكثر فأكثر". جاء التصعيد قبل يوم من مقابلة تليفزيونية متوقعة للأسد مساء اليوم مع قناة "المنار" التابعة لحزب الله، أعلنتها صفحته علي موقع "فيسبوك". وفي دمشق استخدمت قوات الأسد للمرة الأولي صواريخ جراد التي قصفت بها حي عكرمة مما أسفر عن سقوط عدد من القتلي، وذلك بعد يوم من سقوط 149 قتيلا في المواجهات. من جهته دعا الإئتلاف الوطني المعارض الاتحاد الأوروبي -الذي رفع الحظر علي تسليح المعارضة السورية - للتعجيل بإرسال أسلحة ثقيلة الي مقاتليه، في حين انتقد نظام الأسد القرار الأوروبي معتبرا انه "يعرقل التسوية السياسية". وخيمت الخلافات بين القوي الكبري فيما يتعلق بمسألة تسليح المعارضة علي مساعي تنظيم محادثات سلام مقترحة في جنيف الشهر القادم. ونقل تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن محللين ان مسعي أوروبا لتسليح مقاتلي المعارضة "قد تأتي بنتائج عكسية، لأن نظام الأسد يستطيع الاعتماد علي حلفائه (روسيا وإيران وحزب الله) في تأمين إمداد عسكري سيرتقي لمستوي الأسلحة الأوروبية أيا كانت، مشيرين الي تعهد روسيا الأخير بتسليم صواريخ فائقة التطور لنظام الأسد. وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي امس وزراءه بعدم إصدار تعليقات حول الوضع في سوريا. وفي طهران أعلن وزير الخارجية "علي أكبر صالحي" امس خلال اجتماع بحضور ممثلي 40 دولة بينهم روسيا والصين تأييدها لعقد محادثات جنيف. وفي اسطنبول حيث يختلف ساسة المعارضة منذ أيام علي تشكيلة الإئتلاف الوطني قبل محادثات جنيف، نددت أربع مجموعات معارضة بشلل الائتلاف، معتبرة في بيان ان "هذه القيادة فشلت في تحمل مسؤولية وشرف تمثيل الثورة.. وانها لن تمنح بعد اليوم اي شرعية ثورية لجسم سياسي قد يتحول إلي سرطان في جسم الثورة لو تمت توسعته بشكل خاطئ".