منذ صغره وقد أحس بأن أمه كان لها عين واحدة.. كرهها لأنها كانت تسبب له الاحراج.. والده متوفي كانت الأم تعمل طاهية في احدي المطاعم لتعيل العائلة، ذات يوم وهو في المرحلة الابتدائية جاءت لتطمئن عليه، احس بالاحراج.. كيف تفعل هذا؟! تجاهلها.. رمقها بنظرة مليئة بالكره، وفي اليوم التالي عايره زملاؤه في المدرسة واخذوا يضحكون عليه ويقولون له امك »عوره«.. تمني في هذه اللحظة ان تنشق الأرض وتبتلعه أو أن يدفن نفسه.. أو ان تختفي أمه من حياته، رجع من المدرسة.. واجهها قائلا: "لقد جعلت مني أضحوكة، لم لا تموتين!؟ ولكنها لم تجب!!! لم يكن مترددا في كلامه.. كان غاضبا جدا... ولم يبال بمشاعرها!!! انهي دراسته وحصل علي منحة دراسية مكملة في سنغافورة... وفعلا، سافر ودرس هناك، ثم تزوج، واشتري بيتا، وأنجب أولادا، وكان مستريحا وسعيدا في حياته. وفي يوم من الأيام أتت أمه لزيارته ولم تكن قد رأته منذ سنوات ولم تري أحفادها أبدا!!.. وقفت علي الباب وأخذ أولاده يضحكون عليها... صرخ الابن فيها: "كيف تجرأت وأتيت لتخيفي أولادي؟ أخرجي حالا!! "أجابت بهدوء": "آسفة أخطأت العنوان علي ما يبدو"... واختفت... وذات يوم وصلته رسالة من مدرسته تدعوه لاجتماع هام، سافر للاجتماع.. شده الحنين إلي البيت القديم الذي كان يعيش فيه مع والدته!!! أخبره الجيران أن أمه.. ماتت لم يذرف ولو دمعة واحدة!!! قاموا بتسليمه رسالة من أمه: "ابني الحبيب كنت دائما أفكر فيك.. آسفة لمجيئي إلي سنغافورة وإخافة أولادك.. كنت سعيدة جدا عندما سمعت أنك ستأتي للاجتماع... ولكنني لا أستطيع مغادرة السرير لرؤيتك آسفة لأنني سببت لك الإحراج مرات ومرات. هل تعلم... لقد تعرضت انت لحادث عندما كنت صغيرا وقد فقدت احدي عينيك... وكأي أم لم أستطع أن أتركك هكذا تكبر بعين واحدة لذا أعطيتك عيني وكنت فخورة وسعيدة جدا لأن ابني يستطيع رؤية العالم بعيني. ... مع خالص حبي.. أمك..!! تجربة حياة: الدموع للحزن عن فراق انسان تحبه.. واحيانا للفرح.. دموع للقاء واخري للوداع.. والأصعب من ذلك دموع لقاء بعد الفراق!!