أصبح من الضروري تخصيص وزارة مستقلة تعني بشئون سيناء أمنيا وسياحيا وجغرافيا واقتصاديا وتعليميا واجتماعيا وسكانيا وصحيا وتجاريا وتعدينيا... وغيرها. وسيناء كما هو معلوم شبه جزيرة صحراوية تقع بين البحر المتوسط وخليج وقناة السويس والبحر الاحمر وخليج العقبة، وقد حباها الله تعالي بموقع جغرافي متميز فهي تربط بين قارتي افريقيا وآسيا عبر الحد المشترك مع فلسطين شرقا- ومساحة سيناء تبلغ 880.06 كيلو متر مربع- وتمثل نسبة حوالي 6٪من اجمالي مساحة مصر- وسكانها تجاوزوا النصف مليون نسمة بقليل »يبلغ نسبة سكان محافظة شمال سيناء حوالي 000.573 نسمة- وسكان محافظة جنوبسيناء وصل عددهم تقريبا حوالي 000.551 نسمة، هذا بالاضافة الي سكان مدن القنطرة شرق وبورفؤاد والشط في حدود 000.05 نسمة". ويلاحظ أن هذه النسبة لا يمكن مقارنتها بالكثافة السكانية في قطاع غزة القريب والملاصق تماما لحدودنا الشمالية في هذه المنطقة »والتي لايفصلنا عنها سوي سلك شائك وانفاق بين المنطقتين«- ففي حدودنا الشمالية في هذه المنطقة يصل نسبة عدد السكان لمساحة الارض اقل من 01 نسمة لكل كيلومتر مربع- بينما في قطاع غزة تصل النسبة لثلاثة آلاف نسمة لنفس المساحة من الارض، الامر الذي يدق ناقوس الخطر والذي يتمثل في رغبة اهالي منطقة غزةالفلسطينية في عبور الحدود والاستيطان والبحث عن لقمة العيش في أراضينا وهو ما ترغب فيه اسرائيل. وتخطط له منذ عقود ومازالت تخطط له حديثا ناهيك عن قلاقل الارهاب والتطرف والتهريب عبر الانفاق والمعابر ولعل آخرها ما حدث مغرب يوم الاحد 5/8/2102م والمتمثل في هذا الاعتداء الغاشم من قبل مجموعة ارهابية متطرفة علي كمين عسكري في مدينة رفح المصرية واختطافهم مركبة عسكرية ومقتل 61 ظابطا وجنديا مصريا واصابة عدد آخر منهم باصابات بالغة وهذا أن دل علي شيء فإنما يدلنا علي الأخطار المحدقة بهذه المنطقة الحساسة من أرض مصر الغالية. لذلك اصبحت »تنمية سيناء« قضية أمن قومي يجب أن تلفت اليه حكومتنا الرشيدة بعد ثورة 52 يناير المجيدة. أما اذا اتجهنا لسيناء الغالية اقتصاديا فيلاحظ أنها تتمتع بالعديد من المصادر الطبيعية التي تجعلها من اغني مناطق مصر اقتصاديا فالبترول مثلا يستخرج من حقول بلاعيم بحري وبلاعيم بري وحقول أخري في مدن مثل »سدر وعسل ومطامر«. ويصل اجمالي الاحتياطي حوالي 002611 الف طن متري. كما تعتبر محافظة جنوبسيناء من اهم المواقع المنتجة للبترول، هذا بالاضافة لمناطق اخري مثل »أبورديس ورأس سدر« والعديد من المواقع البحرية بخليج العريش- حيث تنتج وحدها حوالي ثلث انتاج مصر من البترول، ايضا بسيناء العديد من مصادر الثروة المعدنية مثل »النحاس والفوسات والحديد والفحم والمنجنيز واليورانيوم والجبس والطفلة الكربونية والتي تستخدم في توليد الطاقة الكهربية« ويقدر احتياطي الطفلة الكربونية في سيناء بحوالي 57 مليون طن- كما تشتهر سيناء بأجود انواع الفيروز في العالم »والذي اكتشفه قدماء المصريين منذ آلاف السنين وكان يستخدم في تزيين المعابد والتماثيل«.. أما اذا اتجهنا الي سيناء سياحيا فنجد انها تتمتع بموقع خلاب لا يمكن أن يوجد مثيل له في العالم. وبها العديد من مقومات السياحة »العلاجية، الثقافية، الدينية، الاثرية، الرياضية، الشواطيء، المؤتمرات، السفاري، اليخوت، الغوص.... وغيرها«. ومن ابرز مدنها السياحية كما هو معلوم مدن »شرم الشيخ، دهب، رأس سدر، نويبع، طابا، سانت كاترين، الطور،... وغيرها«. وبسيناء 03٪ من سواحل مصر- ويلاحظ أن لكل كيلو متر ساحلي في سيناء -حوالي 78 كيلو مترا مربعا من اجمالي مساحتها مقابل 714 كيلو مترا مربعا بالنسبة لمساحة مصر عموما. أما بخصوص الزراعة والرعي والصيد في سيناء فهي من اهم انشطة السكان- حيث تقدر المساحات المزروعة فيها بحوالي »571« الف فدان منها حوالي »5.371« الف فدان في شمال سيناء ونحو 0051 فدان في جنوبسيناء، وبسيناء ثروة حيوانية تقدر بحوالي »582« الف رأس من الاغنام والماعز والجمال وبعض الابقار والجاموس ويعتمد اغلبها علي المراعي الطبيعية. وكما هو معلوم فإن سيناء تنقسم إداريا الي محافظتين هما: شمال سيناء: وعاصمتها العريش. جنوبسيناء: وعاصمتها مدينة الطور. كما تقع اجزاء أخري من سيناء في نطاق محافظات القنال الثلاث السويس في الجنوب والاسماعيلية في الوسط وبورسعيد في الشمال. وجغرافيتها تنقسم الي ثلاثة أقسام علي النحو التالي: القسم الشمالي: ويعرف بالسهول الشمالية. القسم الاوسط: يبلغ مساحته ثلث مساحة سيناء وتظهر فيه هضبة التيه الجيرية »وسميت بهذا الاسم نظرا لخروج اليهود من مصر حيث تاهوا بعد ذلك في هذه المنطقة 04 سنة«. كما أن المياه تحيط بسيناء من اغلب جهاتها علي النحو التالي: 1- البحر المتوسط في الشمال بطول 021 كيلو مترا. 2- قناة السويس في الغرب بطول 061 مترا مربعا. 3- خليج العريش من الجنوب الغربي بطول 042 كيلو مترا. 4- خليج العقبة من الجنوب الشرقي بطول 051 كيلو مترا. المتأمل في كل هذه النقاط وعوامل الجذب السياحي والاقتصادي والتجاري والزراعي والتعديني والصناعي يلاحظ أنها لم تستغل ولم تستخدم الاستخدام المثالي، فسيناء مازالت تعاني من الفقر والجهل والتخلف وسوء التخطيط والعمران، ويكفي للتدليل علي ذلك انتشار التطرف والارهاب بها، وانتشار تجارة السلاح وتهريب البضائع والمخدرات عبر الانفاق مع فلسطينوغزة، والصراع الحدودي مع اسرائيل ومحاولات العديد من الافارقة الهروب الي اسرائيل، هذا بالاضافة الي المحاولات المتكررة المتمثلة في اشعال انابيب البترول والغاز في العديد من المناطق في سيناء،... وغيرها كثير يصعب حصره ايضا لايوجد في سيناء جامعة واحدة حكومية وانما هي جامعة خاصة بها سبع كليات جامعية وعدد آخر من المعاهد الخاصة ايضا لايصل عدده عدد أصابع اليد الواحدة، لذلك كله اصبح من الضرورة تخصيص وزارة مستقلة تعني بشئون سيناء لتنميتها وتطويرها وذلك بالتعاون مع الوزارات والهيئات والمؤسسات والجهات المعنية .