الشعب المصري كله يحتاج إلى فرحة - أي فرحة - تخرجه من حالة الكآبة التي كتبوها عليه، لذلك تأتي القيمة الحقيقية لفوز النادي الأهلي الكبير بكأس أبطال افريقيا لكرة القدم وتأهله لنهائيات كأس العالم للأندية المقرر إقامتها بالمغرب الشهر المقبل. نعم كان الشعب المصري، وجماهير الكرة المصرية على وجه الخصوص بحاجة إلى انجاز كروي يرفع من معنوياته، ويشعره أنه لا يزال قادرا على العطاء والتفاعل مع الحياة، ويتأكد من فاعلية قواه الناعمة التي تم تعطيلها بفعل فاعل طويلا، بل بدا لي الأمر في بعض الأحيان كأن هناك خطة منظمة لتدمير هذه القوة، وتلك قضية أخرى. مبروك للشعب المصري كله هذا الفوز الكبير الذي تحقق بعد آداء رائع قدمه النادي الأهلي أمام اورلاندو محرزا هدفين بعد أن تعادل بهدف على أرض خصمه، وكان يكفيه التعادل السلبي في مباراة العودة للحصول على الكأس الغالية، إلا أن أبو تريكة وعبد الظاهر وإكرامي آبوا إلا أن تخرج جماهيرهم من المدرجات إلا وتملأهم السعادة والزهو والشعور بلذة الانتصار. أما تريكة وعبد الظاهر فقد أحرزا الهدفين وأما إكرامي فقد منع هدفا محققا ماكان ليلومه أحد لو سكن شباكه، ولا يعني ذلك الانتقاص من جميع زملائهم ومدربيهم بقيادة الكابتن محمد يوسف الذي حفر اسمه في قائمة المدربين الوطنيين بهدا الانجاز الرائع. بقي أن نكون صادقين مع أنفسنا أن هذا الفوز الكبير بالكأس الكبيرة لا يعني أن الكرة المصرية بخير، على العكس فإن أمامنا مشوار طويل، لأم مستوانا الحقيقي، هو ما ظهر أمام غانا يوم السداسية الشهيرة، وشتان مستوى الكرة الإفريقية على مستوى منتخباتها الوطنية التي تعج بنجوم الملاعب الأوروبية من جهة، ومستوى الأندية التي تخلو أولا بأول من أي موهبة تكاد تسطع حتى يختطفها في المهد سماسرة العالم الكروي المتقدم. ومع ذلك من حقنا أن نفرح وأن نفخر وأن نأمل في غد أفضل بإدن الله تعالى. ** تكرار المصادمات العلنية بين أعضاء ألتراس أهلاوي تذكرني بما كان يحدث في أحزاب المعارضة "زمان" من انقسامات وخناقات وقضايا تنتهي إلى تجميد الحزب تماما وهو المقصود. [email protected]