من يريد إرضاء كل الناس فهو أنسان فاشل ..أقول هذا الكلام بمناسبة موقف محمد البرادعى من سيناريو تخريب مصر ..وهو الموقف الذى إختزله فى شىء واخد هو الإستقالة من منصب نائب رئيس الجمهورية للشئون الخارجية ..وهى الإستقالة التى لم أندهش منها ولم أستغرب منها رغم اننى غضبى من توقيتها الذى جعل هذه الإستقالة طعنة للوطن والإيحاء للغرب والأمريكان الكارهون لمصر بأن هذه الإستقالة شق للصف المصرى ..ومن وجهة نظرى هذه الإستقالة زادت من تماسك المصريين وزاد من إصرارهم على ضرورة الحفاظ على الوطن و العمل على إنقاذ مصر من براثن الإرهاب والإرهابين ..وهو ما حدث ويحدث بالفعل فى جميع ربوع الوطن ..البرادعى إستقال من منصبه لإحساسه بأن المصريين تمكنوا من ضرب المشروع الأمريكى وإفساده وفشل المشروع الأمريكى يعنى إنتهاء مهمته فى توقيت خسر فيه البرادعى كل شىء خسر حب المصريين وخسر أنصاره وخسر مريديه الذين إنفضوا من حوله لشعورهم بأن الرجل خذلهم وأطفأ حالة الإنبهار بصاحب جائزة نوبل للسلام ..محمد البرادعى الذى رشحه الثوار لمنصب نائب رئيس الجمهورية لم يعترف بثورة 30 يونية ولم يقل أنها ثورة شعبية إطلاقا وفى نص إستقالته وصفها بالصيحة وهذا يعنى أن رحيل البرادعى مكسبا للثورة المصرية المجيدة لسبب بسيط هو أن البرادعى الذى لم يستقيل من هيئة الطاقة الذرية تعاطفا مع قتل العراقيين فى حرب الأمريكان عليهم إعتاد على المشى على السجادة الحمراء لنقل وجهات نظر الأخرين مما جعله رجل دولى لكن ليس لديه ما يجعله رجل دولة ..رجل يدير الدولة ويتخذ القرارات الصعبة والمهمة فى إدارة شئون الدولة بما يحافظ على سيادتها وقوتها وتماسكها ..البرادعى إعتاد نقل الأوامر والتعليمات التى تحددها الإدارة الأمريكية ولم يعتاد على أن يكون صاحب قرار أو صاحب موقف ..ومع أول أزمة للوطن قفز وهرب وشعر بالحرج من فشل المشروع الأمريكى بإنهياره أمام الإرادة المصرية ..البرادعى كان خياره الأمريكان ولم يكن الوطن خياره ..وله ما إختار ..ولمصر شعبها العظيم ..وجيشها العظيم ورجال الشرطة العظماء الذين يضحون من أجل مصر وشعبها ..والتحية والمجد للشهداء ..وتسلم الأيادى [email protected]