أبرز موقع الاتحاد الدولى لكرة القدم رياح التغيير التى هبت في إنجلترا خلال الصيف.. فمن أصل الأندية الأربعة التي تأهلت للمشاركة في دوري أبطال أوروبا، وحده آرسنال احتفظ بمدربه أرسين فينجر. في المقابل، ساهم خروج مانشستر سيتي خالي الوفاض الموسم الماضي في تسريع النخلي عن خدمات روبرتو مانشيني، في حين أشرف رافايل بينيتز على تشلسي بشكل مؤقت، أما السير أليكس فيرجوسون فقرر الاعتزال نهائيا بعد 26 عاما مليئة بالنجاحات قضاها على رأس الجهاز الفني لمانشستر يونايتد. واختار الاسكتلندي الأسطورة خليفته بنفسه بشخص ديفيد مويز الذي أمضى 11 عاما في ايفرتون. خلال هذه الفترة حول ايفرتون الملقب "توفيز" من فريق يصارع من أجل البقاء في الدرجة الممتازة إلى فريق يطمح بإحتلال مركز مؤهل إلى البطولات الأوروبية وسط ميزانية محدودة جدا. لن تكون بداية مويز سهلة في الدوري الممتاز الذي يفتتحه فريقه بزيارة سوانسي قبل ان يستقبل تشلسي على ملعب أولدترافورد ثم يحل ضيفا على غريمه التقليدي ليفربول. وبالإضافة الى الوجوه الجديدة على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين، قد يلجأ أنصار مانشستر يونايتد إلى اطلاق اسم جديد على الفريق. فكما عرف النادي الإنكليزي الشهير، جيل بازبي بايبز، وشباب فيرجي، فهل ينجح صغار مويز في ترك أثر أيضا موسم 2013-2014. ولا شك بأن المؤشرات الأولية تنذر بالأمل، فالثلاثي الشاب المؤلف من جيسي لينجارد، ويلفريد زاها وعدنان جانوزاي قدموا عروضا لافتة خلال المباريات الإعدادية الخمس للفريق في جولته الآسيوية ووضعوا أنفسهم على أبواب الفريق الأول. أنهى لينجارد جولة مانشستر يونيتد كأفضل هداف في صفوف الفريق برصيد 4 أهداف، في حين سجل كل من زاها (20 عاما) وجانوزاي (18) هدفا أيضا. وبعد التجربة الآسيوية قال مويز "قدم لاعبان شابان لم أكن أعرفهما كثيرا وهما عدنان وجيسي لينجارد عروضا جيدة، بالإضافة الى ويلفريد زاها الذي انضم حديثا إلى النادي، فقد أظهر هو الآخر قدراته في المباريات التي لعبها. اعتقد بأنهم سيشعرون بأنهم ساهموا كثيرا في هذه الرحلة". وقد أعرب مدافع مانشستر يونايتد ريو فرديناندو عن اعجابه بمساهمة زاها حتى الآن بقوله: "ما لفت نظري كثيرا في ما يتعلق بزاها هي قدرته الخام. انه لاعب سريع ولا يتردد بالهجوم لكن ما فاجأني أيضا هو قدرته على التسديد بسرعة لدى تخطيه أحد اللاعبين المنافسين. انه جناح، لكنه يملك شغفا في التوغل داخل منطقة الجزاء ليخلق المتاعب لمدافعي الفرق المنافسة وهو أمر جيد". وأضاف: "انه موهبة خام يملك فنيات عالية جدا ولا يستطيع إلا ان يتطور. المؤشرات الأولية انه يبذل جهودا كبيرة ويريد ان يطور مستواه الكروي". وكوفئ زاها من خلال خوضه مباراة درع المجتمع ضد ويجان أساسيا الأحد الماضي في المباراة التي انتهت بفوز فريقه 2-0، في حين شارك جانوزاي الذي يحمل الجنسية البلجيكية في آواخر المباراة. وعلى الرغم من ان لينجارد لم يتواجد في قائمة اللاعبين للمباراة ضد ويجان، فانه شارك في احتفالات فريقه الذي خرج فائزا بفضل هدفين لمهاجمه الهولندي روبين فان بيرسي. وقال مدافع الفريق كريس سمولينج: "الاحتفال في غرف الملابس بعد الفوز بالكأس شعور رائع دائما. الفوز يجعلك متعشطا للمزيد من الألقاب. الأمور تبدو رائعة بالنسبة الى الشبان الجدد أمثال ويلفريد جيسي وعدنان لإختبار هذه الأحاسيس ودخول أجواء المنافسة التي تنتظرك". وتابع: "المدرب الجديد يسير على خطى المدرب السابق من ناحية منح الفرصة للاعبين الشبان. لقد منحهم فرصة كبيرة خلال جولتنا الآسيوية وقد أظهروا قدراتهم. قد يكون الأمر مخيفا عندما تسافر خارج الديار مع الفريق الأول لبضعة أسابيع لكنهم تأقلموا جيدا مع الأجواء". عودة مورينيو وسيتي ينفق كثيرا: اذا كان مانشستر يونايتد أحرز أول ألقاب الموسم المحلي، فان معركة احراز لقب بطل الدوري الإنجليزي الممتاز لن تكون بهذه السهولة بالنسبة إلى الشياطين الحمر. واستقبلت عودة مورينيو الى ستامفورد بريدج بالإرتياح من قبل الصحافة والنقاد. يريد المدرب الذي أطلق على نفسه لقب "المميز" لدى توليه تدريب تشلسي عام 2004، يريد ان يخالف مقولة "عدم العودة الى ناد سابق" وقيادة فريقه الى إحراز دوري أبطال أوروبا وهو أمر فشل في تحقيقه في الفترة الأولى التي أشرف فيها على نادي العاصمة الإنجليزية. يبدو ان البرتغالي أصبح أكثر تواضعا بعد تدريبه انترناسيونالي وريال مدريد، لكن مع ذلك، فانه سيكون له مواقف لافتة خلال الموسم. ويعتبر مدرب مانشستر سيتي الجديد مانويل بيليجريني نقيض مورينيو من ناحية الطباع، فمن غير المتوقع ان يفتح حربا كلامية مع أي مدرب منافس وهو أمر متعارف عليه بين مدربي النخبة في إنجلترا. وقد دعم ملاَك مانشستر سيتي الأثرياء المدرب الجديد من خلال انفاق مبلغ مقداره 90 مليون جنيه استرليني للتعاقد مع أربعة لاعبين هم ألفارو نيجريدو، خيسوس نافاس، فرناندينيو وستيفان يوفيتيتش. وفي الجهة المقابلة من شمال غرب إنجلترا، ترك روبرتو مارتينيز فريقه ويجان بعد قيادته الى احراز كأس إنجلترا في مايو/أيار المضي وانتقل للتصدي لتحد من نوع آخر مع ايفرتون، في حين يأمل براندون روجرز مخالفة تقليد في السنوات الأخيرة ومساعدة فريقه ليفربول في احتلال مركز متقدم على جاره في المدينة الواحدة ايفرتون. وفي لندن، سيحاول أرسين فينجر وضع حد لصيام دام ثماني سنوات عن الألقاب، في حين يأمل أندري فياش بواش في احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى.