انجي ماخاشكالا النادي الروسي الجديد ، اسم أصبح يتردد بقوة في الآونة الأخيرة على الصعيد الدولي ، وأصبح محط أنظار أفضل لاعبي العالم. ويمتلك الملياردير الروسي سليمان كريموف رجل الاعمل ورئيس شركة "نفطا موسكو" المالية الصناعية والعضو في مجلس الاتحاد الروسي نادي انجي ماخاشكالا ، حيث وضع خططا لكي يصبح النادي أحد القوى الكبرى في أوروبا في المستقبل القريب. وفي تقريرها عن النادي الذي أثار ضجة كبيرة مؤخرا ، ذكرت مجلة "وورلد سوكر" انه حلم وصفه البعض منذ سنوات قليلة بأنه يستحيل تحقيقه ، ولكن جماهير انجي ماخاشكالا تري حاليا الحلم يتحول إلى حقيقة. ومع تبقي أقل من ثلث الدوري الروسي ، يتقدم فريق الأثرياء كما يلقب في روسيا على أندية معروفة وذات تاريخ طويل مثل زينيت وسبارتاك موسكو ، ويعتبر حلم تحقيق بطولة أوروبية أمرا واقعيا ، بينما يعتبر الحصول على أول لقب محلي طموحا في المتناول. والانجاز الكبير الوحيد لنادي انجي ، الذي تأسس في عام 1991 بعد عقود على تأسيس الأندية الروسية الكبرى، هو احتلال المركز الرابع في الدوري الروسي خلال أول عامين له في الدوري الممتاز ، بالاضافة الى وصوله لنهائي الكأس في عام 2001 ، الذى خسره أمام لوكوموتيف موسكو بالضربات الترجيحية. وهبط نادي انجي وتعني بالروسية "اللؤلؤة" إلى القسم الثاني عام 2002 ، واستطاع العودة إلى الدوري الممتاز عام 2009 ، ومنذ العودة إلى الدوري الممتاز ، بدأ رئيس إقليم داغيستان ماجوميد سلام ماجوميدوف اتصالاته لتولي المجنون الروسي كما تلقبه الصحافة المحلية رئاسة النادي ، وبدأ خطته لتحويل النادي إلى أحد قلاع كرة القدم في القارة العجوز. ويقع النادي في اقليم داغيستان ، التي تعتبر مدينة ماخاشكالا عاصمة له، ويحد الإقليم الحدود الشيشانية وجورجيا وأذربيجان، وبسبب قربها من الشيشان فان الاقليم يشهد نزاعات تندلع بشكل منتظم، وشهد العام الماضي مقتل زعيم مسلم معروف هو سعيد أفندي الشرقاوي، مما هدد استقرار الاقليم ، وأثار قلق المنظمات الحقوقية التي دعت السلطات لاتخاذ كافة الوسائل لاحتواء الموقف ، ومنع تدهور حقوق الانسان. وتولى كريموف رئاسة النادي رسميا في شهر يناير عام 2011 ، بهدف ضخ أموال وتعزيز القدرات الماليه للنادي وتحسين صورة إقليم داغيستان. ولم يكن اختيار رئيس الإقليم لكريموف لرئاسة النادي من قبيل المصادفة ، فكريموف رجل أعمال عصامي ولد وتربى في ماخاشكالا ، وكان التحدي الأكبر له هو مساعدة نادي من خارج موسكو على تحقيق النجاح في مواجهة الفرق الكبرى في العاصمة ، بالإضافة إلى دافع آخر، طبقا لكريموف نفسه ، وهو ايجاد شيء لسكان إقليم داغيستان البالغ عددهم 3 ملايين نسمة يفتخرون به. وفي إقليم يمتلئ بالصراعات وعدم الاستقرار السياسي، كانت الآمال معقودة بأن يصبح نادي انجي ماخاشكالا منارة للأمل. وبدأ الملياردير الروسي في دفع الملايين لاستقطاب أكبر المواهب في عالم كرة القدم. وكان المدافع البرازيلي الشهير روبرتو كارلوس هو أولى الصفقات المدوية في روسيا ، حيث تم التعاقد معه في صفقة انتقال حر من نادي كورينثيانس براتب سنوي بلغ سبعة ملايين يورو. وبالرغم من قوة هذا اللاعب ، إلا أن التعاقد مع صامويل ايتو من نادي الانتر الايطالي أعطت إشارة على النوايا الحقيقية لمالك النادي ، وتأكدت مع التعاقد مع المدير الفني القدير والخبير الهولندي جوس هيدنيك عام 2012 ، وحل هيدنيك الذي كان مديرا فنيا للمنتخب الروسي محل يوري كراسنوزان الذي تولى المسؤولية لشهرين فقط. وجاءت نتيجة الاستثمارات الكبيرة في النادي سريعا، حيث حل في المركز الثاني في الدوري بعد سيسكا موسكو ، وقبل استئناف الدور الثاني في مارس ، نجح أبناء هيدنيك في تحقيق نتائج رائعة في الدوري الأوروبي ، حيث فازوا في ست مباريات متتالية ليتأهلوا إلى البطولة دون أن تتلقى شباك الفريق أي أهداف ، وانهى الفريق البطولة محتلا المركز الثاني خلف ليفربول في مرحلة المجموعات وقبل يانج بويز وأودينيزي ، قبل أن يودع البطولة على يد هانوفر الألماني بنتيجة 4/2 في مجموع اللقاءين. وتضم قائمة اللاعبيين ، الذي نجح كريموف في التعاقد معهم الكاميروني الدولي صامويل ايتو الذي يعتبر بطلا محليا في النادي ، والذي نجح في طمأنة الجماهير القلقة من أن ايتو جاء إلى روسيا من أجل المال فقط ، ووضع المهاجم الأسمر اسمه في قلوب المشجعين بأهدافه وأدائه الرائع مع الفريق. وساعد وجود ايتو في النادي لكي يصبح أعلى اللاعبين دخلا في العالم ، حيث بلغ راتبه بعد خصم الضرائب 20 مليون يورو. وترددت شائعات في بداية الموسم عن اقتراب النادي من التعاقد مع البرازيلي كاكا والانجليزي ديفيد بيكهام ، إلا أن الأمر توقف عند كونه شائعات ، وتأجل التعاقد مع لاعب الوسط الأرجنتيني ريكاردو سينتوريون بمبلغ 7.5 مليون يورو من فريق ريسينج إلى شهر فبراير للتأكد من تعافي اللاعب من إصابته في كاحله. وكانت المفاجأة الكبرى هي الحصول على توقيع اللاعب البرازيلي ويليان من نادي شاختار دونستيك حيث قدم أداء مبهرا هذا الموسم في الدوري الأوكراني بعد أن كان قريبا من الانضمام لفريقي تشيلسي وتوتنهام هوتسبير الانجليزيين. وبلغت قيمة الصفقة 35 مليون يورو ، حيث لم يتمكن الفريقان الانجليزيان من تقديم السعر الذي طالب به النادي الأوكراني للاستغناء عن اللاعب. وضم الملياردير الروسي أيضا المدافع الدولي أندري يشينكو من لوكوموتيف موسكو ، الذي تعتبره الصحافة الروسية لاعبا جيدا وصفقة متميزة ، إلا أنه لا يعد بديلا لكريستوفر سامبا الملقب "بالعملاق الصامت" والذي رحل بسبب سلوكه العنيف في الملعب ، وتسبب رحيله في ثغرة كبيرة في دفاع انجي ، دفعت كريموف للتعاقد مع البوسني أمير سباهيتش من فريق أشبيليه الإسباني. ومع وجود الأموال ورغبة رئيس النادي في النجاح ، يعتبر انجي ماخاشكالا نموذجا مصغرا من نادي تشيلسي الانجليزي الذي حوله الملياردير رومان ابراموفيتش إلى أحد الأندية الكبرى في العالم بسبب تعاقده مع لاعبين متميزين وصفوة المدربين ، وبالرغم من ذلك إلا أن قوة الدوري الانجليزي وشراسة المنافسة فيه لا تقارن حاليا بالدوري الروسي ، الصاعد بسرعة الصاروخ.