عندما تتحول كرة القدم إلى حياة خاصة يمكن أن يتسبب هذا بمشاكل صغيرة أو كبيرة في العلاقة لدى بعض الأزواج.. فالساحرة المستديرة ليست صاحبة المقام الأول لدى الجميع. يبدو الوضع مختلفاً لدى لاعب المنتخب النرويجي هاوارد نوردفيت وخطيبته آنا، فرجل الفايكينج الذي يلعب لنادي بوروسيا مونشنجلادباخ والإيسلندية الجميلة لديهما هدف واحد فقط يتطلعان إليه. يقول نوردفيت في مقابلة مع الموقع الرسمي للاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا": "بطولة العالم في البرازيل لها الأولوية المطلقة. ولكن إذا لم يكتب لنا التأهل، سنتزوج في آيسلندا. أنا الرابح في الحالتين، فهذان أمران مهمان جداً في حياتي". معاً نحو النجاح: يتضح الالتزام التام للخطيبة بنجاح زوجها المستقبلي عندما قمنا بتذكيره بالهزيمة المريرة (0:2) التي تلقاها المنتخب النرويجي أمام نظيره الآيسلندي في بداية التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم. يتذكر لاعب الأرسنال السابق تلك المباراة: "كانت خطيبتي تأمل بأن أفوز مع منتخب النرويج، فهي ليست متعصبة لبلدها. ولكننا لم نستطع التأقلم مع أحوال الطقس السيئة هناك ولم نكن مستعدين جيداً. كان أداؤنا كارثياً، ولكننا حافظنا على آمالنا بفضل أدائنا في بقية المباريات". كانت الانتكاسة المؤلمة بمثابة تنبيه في الوقت المناسب، ومنذ ذلك الحين والأمور تسير جيداً بالنسبة للمنتخب الاسكندنافي. بفضل الانتصارات أمام سلوفينيا وقبرص والتعادل مع سويسرا احتل نوردفيت ورفاقه المركز الثاني في المجموعة الخامسة خلف سويسرا ولديهم بالتالي حظوظ جيدة للتأهل لأول مرة منذ عام 1998 لنهائيات كأس العالم. في مارس المقبل يلتقي منتخب النرويج نظيره الألباني الذي يتأخر عنه بفارق نقطة واحدة فقط. احترام ألبانيا وثناء على أولسن: يقول ابن الثانية والعشرين الذي تحول إلى لاعب أساسي كمدافع تحت قيادة المدرب إجيل أولسن: "ستكون مباراة صعبة. كثيراً ما يتم الاستخفاف بالمنتخب الألباني رغم أنه في الآونة الأخيرة كان قريباً جداً من التأهل إلى أدوار الملحق الإقصائية لمسابقات كبيرة. علينا التعامل مع الأمر بتركيز شديد وتقديم مباراة جيدة لنحصد النقاط الثلاث ونحافظ على المركز الثاني". الثقة متبادلة: نوردفيت يمتدح مدربه الذي لا يزال حتى الآن آخر من تمكن من إيصال النرويج إلى نهائيات كأس العالم في عامي 1994 و 1998. ويقول بثقة هاوي رياضة صيد السمك: "مؤكد أن مدربنا يقوم بعمل جيد. تغيير جيل اللاعبين كان قراراً ذكياً، وهذا أدى إلى تغيير أسلوب لعبنا فأصبح أكثر حداثة الآن. لا يمكننا بالتأكيد اللعب مثل برشلونة، ولكننا نمتلك إمكانيات كبيرة. أسلوب الهجوم لدينا تحسن بشكل كبير ونحن قادرون على تهديد مرمى الخصم من خلال تمريرات قليلة بعد الاستحواذ على الكرة. من هذه الناحية نحن نعتبر من أفضل منتخبات العالم" جيل ذهبي جديد: بعد نجاح المدرب أولسن قبل 20 سنة بتكوين جيل ذهبي في النرويح، يبدأ الآن حقبة جديدة مع لاعبين متميزين مثل نوردفيت. المنتخب النرويجي الذي يحتل حالياً المركز 27 على تصنيف FIFA/Coca-Colaالعالمي، لا يزال بعيداً عن أفضل تصنيف له عندما حل في المركز الثاني في أكتوبر 1993. لكن المستوى الذي يقدمه المنتخب بشكل عام ونوردفيت بشكل خاص واعد جداً. نادي بروسيا مونشنجلادباخ يستفيد أيضاً من هذا الأمر، حيث تحول نوردفيت خلال وقت قصير إلى لاعب أساسي في الفريق ونجم محبوب لدى المشجعين. وفي الوقت الحالي لا تنحصر مهام النرويجي في الدفاع فقط، إذ غالباً ما ينطلق إلى الأمام ويشارك في هجمات فريقه الذي يحتل حالياً المركز الثامن في الدوري الألماني. ويقول صاحب القميص رقم 16 في نادي المهور "أعطاني المدرب لوسيان فافره الكثير من الثقة بالنفس مما أتاح لي الاستمرار في تطوير نفسي. أصبحت أشارك أكثر في الهجوم وألعب بنفسية مرتاحة وأثق بنفسي". خمس تمريرات حاسمة في الدوري الألماني وتمريرتان في مسابقة الدوري الأوروبي هي نتيجة العمل المجتهد، ومساء اليوم تتاح لنوردفيت الفرصة لتحسين رصيده خلال اللقاء الصعب الذي يجمع جلادباخ ولاتسيو روما الإيطالي ضمن جولة تصفيات الفرق ال 32 الأخيرة في تلك المسابقة. يقول نوردفيت: "نعلم أننا قادرون على الفوز أمام لاتسيو في حال لعبنا أمامه كما لعبنا ضد دينامو كييف في تصفيات دوري أبطال أوروبا. لاتسيو يمتلك لاعبين أقوياء، ونحن نعرف قدراتهم ويجب أن لا نرتكب الأخطاء، فعلى هذا المستوى يكون جزاء الخطأ قاسياً". لن تكون هناك مواجهة مع ميروسلاف كلوزه الذي يعرفه نوردفيت من البوندسليجا لأن لاعب المنتخب الألماني مصاب حالياً. ولكن من يدري، فقد تتاح في صيف العام القادم فرصة جديدة لمواجهة الهدّاف الألماني الكبير، وقد يكون هذا في بطولة العالم. وإذا لم تتأهل النرويج إلى نهائيات البرازيل، يمكن لنوردفيت وخطيبته آنا أن يستمتعا بزفاف سعيد في آيسلندا.