بوداع آخر أيام هذا العام، سيحمل 2012 الكثيرمن الذكريات الجميلة لمجموعة كبيرة من أبطال الدوريات العربية الذين صعدوا فوق منصة التتويج مزهوين بالتاج الأغلى. فقد تنوعت المشاهد في مختلف الدول العربية من المحيط إلى الخليج، فهناك من حافظ على اللقب بيسر وسهولة، وهناك من شده الحنين ليعود بعد سنوات طويلة لمكان سبق له وأن ارتقى إليه، كما كان هناك ضيوف جدد ممن تذوق حلاوة الفوز للمرة الأولى. وقد أبرز الموقع الرسمى للاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" أهم ما دار في بطولات الدوري في الوطن العربي، خلال عام 2012 وأهم الأحداث التى واكبت هذه الدوريات.. وذلك فى التقرير التالى: سيطرة متجددة: أربعة أندية فقط نجحت في الحفاظ على مكانها في القمة وكررت ما فعلته في الموسم الماضي أو لأكثر من ذلك. في تونس كان الترجي يواصل سيطرته المطلقة على اللقب للموسم الرابع على التوالي، جمع الفريق 69 نقطة متقدما على البنزرتي الثاني ب65. كان هذا التتويج ضمن سلسلة طويلة، إذ توج الترجي بلقبه ال24 وهو الثالث عشر في آخر 15 نسخة من الدوري التونسي. في الكويت لم يختلف المشهد منذ أربعة مواسم، فقد واصل القادسية هواية الظفر باللقب للمرة الرابعة على التوالي. توج القادسية بشكل مريح حيث تصدر ترتيب الدوري الكويتي بعد ثلاث مراحل جامعا 51 نقطة ومتقدما على الكويت الثاني ب11 نقطة. رفع القادسية عدد فوزه باللقب إلى 15 وبات على بعد لقب واحد فقط عن البطل التاريخي العربي ب16 لقبا. أما في قطر وبعد عام مميز أذهل فيه الجميع بصعوده من الدرجة الأولى للفوز بدوري المحترفين، واصل لخويا إبهار الجميع وحافظ على سيادته في الدوري القطري للموسم الثاني. كانت المنافسة قوية مع الجيش وتقدم لخويا بفارق نقطتين فقط حاصدا 43 نقطة. أما في سوريا فقد تم تعديل نظام البطولة وقسمت الفرق إلى جزئين "تحديد البطل وتحديد الهوبط". شارك في دوري تحديد البطل ثماينة فرق واستمرت خمسة منها ونجح الشرطة في حسم الأمور لمصلحته ليحافظ على لقب الدوري السوري موسما ثانيا على التوالي كان الثالث في تاريخه. عودة الأبطال: كانت عودة الأبطال لمكانهم في القمة هي السمة الأبرز هذا العام، حين توج ثمانية أبطال سبق لهم وأن توجوا من قبل مع اختلاف مدة الفراق عن التتويج. ففي السعودية، كان الشباب يقدم واحدا من أفضل المواسم في تاريخه الطويل. حيث تسيّد الدوري السعودي بشكل لا جدال فيه رغم المنافسة الشرسة حتى الجولة قبل الأخيرة مع الأهلي، فتقدم على منافسه من جدة بفارق نقطتين فقط، فجمع 64 نقطة ولكن دون أن يتجرع طعم الهزيمة طيلة 26 جولة للبطولة الأقوى. كان هذا هو اللقب السادس لفريق العاصمة، ليكسر سيطرة جاره الهلال والإتحادعلى اللقب الذي تواصل في المواسم الخمسة الماضية. وفي الجارة الإمارات، عاد العين منب عيد ونال لقب بعد غياب دام سبعة مواسم "عجاف". كان العين على شفير الهبوط في الموسم قبل الماضي ولكن التغييرات الشاملة على الفريق أعطت نتائجها بسرعة مذهلة، حيث استعاد "العيناوي" بريقه وحظي "الزعيم" بمكانته المرموقة التي غاب عنها منذ آخر لقب محلي تزامن مع فوزه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامه الجديد. أحرز الفريق "البنفسجي" درع الدوري الإماراتي للمرة العاشرة برصيد ممتاز 55 نقطة متقدما على النصر الثاني ب14 نقطة، ولم يعرف طعم الهزيمة إلا مرة واحدة فقط في 22 مباراة. وفي الجهة الأخرى، شهد الأردن منافسة هي الأقوى في السنوات الأخيرة، حين احتكم لمباراة فاصلة لتحديد بطل الدوري الأردني. استعاد الفيصلي عرشه من جديد بعد أن قضى على أحلام الرمثا في مباراة حاسمة إثر تعادلهما بالنقاط (51 نقطة) مع ختام المسابقة. توج "الأزرق" بلقبه ال32 في موسم استعاد فيه ذكريات التتويجات الجماعية حين نال بطولتين أخريين. ولم يختلف المشهد في سلطنة عمان من حيث الشكل لكن المضمون اختلف كليا. عاد فنجاء للظهور من جديد فوق مسرح البطولة إثر غياب طويل امتد 21 عاما، وبعد عودته مباشرة صعد للقمة ونال اللقب. لكن التتويج جاء صعبا للغاية بعد مباراة فاصلة مع الشباب حين تأخر فيها ثلاث مرات وأدرك التعادل ليقود اللقاء لركلات الترجيح التي منحته الفوز باللقب الثامن في الدوري العماني ليفترب بلقب واحد فقط من ظفار المتوج بتسعة بطولات. وفي القارة الأفريقية كان المشهد قريبا جدا من هذه الإثارة في الجزائر، حيث توج وفاق سطيف باللقب الذي غاب عنه موسمين. تصدر الوفاق ترتيب الدوري الجزائري برصيد 53 واستفاد من فارق الأهداف ليحسم الأمر قبل جولة على النهاية، ولم يؤثر بلوغ شبيبة بجاية نفس الرصيد في الجولة الأخيرة. حقق سطيف اللقب الخامس في تاريخه. وفي القارة السمراء أيضا، وتحديدا في السودان، لم يخرج المشهد عن الأمر المألوف هناك، حيث استعاد الهلال لقب الدوري السوداني من غريمه المريخ بعد أن جمع 70 نقطة في موسم طيب للغاية لم يخسر فيه أي مباراة في 26 أسبوعا. عزز الهلال رصيده من البطولات وحقق اللقب ال27 في تاريخه وهو الثامن في آخر 10 سنوات. وبالعودة لآسيا من جديد، وفي العراق، كان اربيل يستعيد سيادته في الدوري العراقي إثر نيله للقب الرابع في آخر ستة مواسم. تصدر اربيل الترتيب برصيد 83 نقطة أمام دهوك 76 نقطة. ويحسب للفرق أنه نافس بقوة على لقب كاس الإتحاد الآسيوي الذي خسره في المشهد النهائي لمصلحة الكويت. أصبح اربيل رابع أكثر فريق يحرز اللقب بعد الزوراء (12) والطلبة والقوية الجوية (5 ألقاب لكل منهما). أما في البحرين فقد استعاد الرفاع مكانته وتزعم الدوري البحريني بعد غياب 6 مواسم عن منصة التتويج. تصدر الرفاع الجدول برصيد 45 نقطة أمام المحرق 38 نقطة. هذا هو اللقب العاشر في تاريخ النادي مقابل 33 لقبا للمحرق. وفي اليمن استعاد شعب إب مكانه في الصدارة وتوج بقلب الدوري اليمني بعد غياب دام سبعة مواسم. جاء التتويج بعد لقاء فاصل مع جاره إتحاد إب إثر تعادلهما بنفس الرصيد 48 نقطة. هذا هو اللقب الثالث للفريق. متوجون جدد: شهدت ثلاث بطولات عربية ضيوفا جدد على نادي الأبطال، حيث تذوقوا حلاوة الفوز للمرة الأولى. في المغرب نجح فريق المغرب التطواني في الدخول لعالم الكبار وأحرز الدوري المغربي برصيد 61 نقطة متقدما على الفتح الرباطي 57 نقطة. خسر الفريق 3 مباريات من أصل 30 ليفتتح رصيده من الألقاب في الدوري. وفي لبنان لم يختلف المشهد أيضا، حين دخل الصفاء نادي الأبطال بعد أن نال الدوري اللبناني للمرة الأولى في تاريخه جامعا 55 نقطة أمام النجمة 51 نقطة. قدم الصفاء موسما ممتازا فخسر مرة واحد فقط من 22 أسبوع بل أنه كان الأقوى هجوما ودفاعا. وفي فلسطين التي بدأت طبيق دوري المحترفين، نجح هلال القدس في وضع اسمه بطلا للنسخة الثانية من الدوري الفلسطيني للمحترفين، ليخلف شباب الأمعري المتوج باللقب الأول. جمع الهلال 45 نقطة أمام شباب الخليل 27 نقطة وتعرض لخسارة واحدة فقط من أصل 18. توقف اضطراري: بسبب الظروف الخارجة عن المألوف في مصر توقفت بطولة الدوري المصري عند خط المنتصف تقريبا وذلك بداية هذا العام بعد مجرزة بورسعيد التي راح ضحيتها 72 مشجعا من النادي الأهلي. توقف النشاط الكروي ولازال الجميع هناك بانتظار عودته من جديد. لكن يحسب للأهلي أنه تجاوز كل الآلام وحقق لقب دوري أبطال أفريقيا ليهدي اللقب الكبير لضحايا جمهوره الكبير. أما في ليبيا فلم تقم منافسات الدوري الليبي للموسم الماضي بسبب الظروف التي آلت إليها البلاد.
