يعود قطار الدوري القطري المسير من جديد مع انطلاقة موسم 2012-2013 الذي تفوح منه رائحة الإثارة حيث ترتقي من عام لآخر، فهذا العام سيجذب الدوري أنظار الكثير من المتابعين من كل مكان فوق المعمورة، ذلك أن الأندية القطرية نجحت في إبرام صفقات كبيرة زادت من الثقل الفني للبطولة. ومن المقرر أن تخوض 12 فريقا سباق القطار السريع للدوري القطري، وسيسابق كل منها الزمن خلال محطاته ال22 بهدف التقدم نحو مراتب متقدمة، ولكن سيظل الهدف الأكبر هو اللقب الغالي وهو ما يعني ضرورة إزاحة لخويا بطل الموسمين الماضيين وخلافته فوق القمة. وقد أبرز الموقع الرسمى للاتحاد الدولى لكؤرة القدم "فيفا" ما سيحمله الدوري القطري هذه الموسم، حيث التعرف على أبرز المرشحين للقب وما حدث من صفقات بارزة. الجميع في مواجهة لخويا: لم يتأخر لخويا في إحداث "الثورة" منذ أن صعد لمصاف دوري الأضواء، ومن المشاركة الأولى نجح في نيل اللقب موسم (2010-2011) وحقق إنجازا فريدا عندما حافظ على صولجان الزعامة في الموسم الماضي، واضعا الأندية العملاقة تحت الضغط، إذ أن أغلب الأندية التي تعودت على التنافس والفوز بالبطولة، باتت مطالبة من جماهيرها بضرورة إنزال لخويا والصعود مكانه فوق قمة الهرم. ستدفع أندية السد البطل (12 مرة) والغرافة والعربي والريان (لكل منها 7 ألقاب) بكامل قواه االفنية والبدنية في سبيل استعادة اللقب الغائب، ولن تقل طموحات بقية الفرق عنها في معاودة المحاولة وتحقيق ما فعله لخويا في العامين الماضيين. وسيكون لخويا أيضا تحت ضغط ضرورة الحفاظ على القمة، فالحفاظ عليها أصعب من تحقيقها، ورغم أنه نجح في الموسم الماضي، لكن الموسم الحالي سيأخذ طرقا وعرة، إذ ستتركز الجهود على مواجه البطل. ومن هنا عزز الفريق قواه الهجومية بهداف المنتخب القطري، سيبستيان سوريا، والسنغالي ايسار ديا واحتفظ بأغلب عناصره التي حققت اللقب، والأهم الإبقاء على ذات النهج الفني بوجود المدرب الجزائري القدير جمال بلماضي. تعزيزات كبيرة: لعل الملفت هذا العام التطور النوعي الذي قامت به الأندية القطرية في سبيل تعزيز صفوفها بأفضل اللاعبين، ضمانا لتقوية نقاط الضعف التي ظهرت من قبل وحرمتها من بلوغ الهدف المنشود. ويمكن القول أن السد أكثر الأندية رغبة في استعادة مكانه، خصوصا وأنه لم يتذوق حلاوة اللقب منذ خمسة مواسم. السد المكنى ب"عيال الذيب" قام بالصفقة الأبرز على الساحة العربية منذ سنوات ربما، حيث نجح في التعاقد مع "الجوهرة" الأسبانية راؤول جونزاليس، أحد النجوم التاريخيين لمنتخب "لاروخا" ولريال مدريد سابقا. لن تكون رحلة راؤول الجديدة مجرد "نزهة" بل أكد أنه قادم لإبراز قدراته قائلا "سيكون الدوري القطري مرحلة جديدة في مسيرتي الاحترافية سأسعى لاستغلال ما اكتسبته في الملاعب من خبرات وتجارب لإفادة فريقي الجديد وإعادته إلى طريق البطولات". وسيحتفظ السد بأغلب قوته الضاربة التي حققت لهلقب دوري أبطال آسيا، في مقدمتها مامادو نيانج وعبدالقادر كيتا ولي جونج سو، إضافة للنجوم المحليين وعلى رأسهم الموهبة الكبيرة إبراهيم خلفان، بينما سينضم إليهم نجم المنتخب التونسي والترجي حاليا يوسف المساكني في فترة الانتقالات الشتوية، بداية العام المقبل بعد أن ضمنوا توقيعه مقابل مبلغ مالي كبير، وسيتولى المغربي حسن عموته المهمة عوضا عن سلفه الأورجوياني فوساتي. أما الريان الذي خاض منافسة شرسة على اللقب الموسم الماضي وحل ثالثا ثم نال لقب كأس ولي العهد وتأهل إلى دوري أبطال آسيا، فقد بدأ موسمه بالفوز ببطولة الشيخ جاسم، ما يعني ذلك أنه عاقد العزم على تطوير حصاده النهائي في الموسم، ولذلك فقد احتفظ بنجم النجوم البرازيلي تاباتا أفضل لاعب في الموسم الماضي وعزز قدراته بمواطنه الهداف نيلمار قادما فيال ريال الأسباني، وسيحتفظ الأورجوياني أجيري بمكانه في القيادة الفنية وهو الذي اختير أفضل مدرب عن الموسم الماضي. أما الغرافة الذي تراجع للمركز السادس الموسم الماضي بعد أن حل وصيفا في الذي قبله وتوج بثلاثة ألقاب متتالية قبل حضور لخويا، فسيكون مجبرا هذا العام للعودة لمكانته الطبيعية، ولتحقيق هذا الهدف عزز صفوفه بالهداف المعروف بين الأندية المحلية، البرازيلي أفونسو، كما ضاعف من قواه بالبرازيلي الآخر أليكس رافايل المتوج بلقب كوبا ليبرتادوريس مع كورينثيانز، وبالأسترالي مارك بريشيانو، مع احتفاظه بعناصر القوة متمثلة بالإيراني فرهاد مجيدي والبرازيلي تارديلي. ويبقى الجيش الذي قدم موسما ممتازا في ظهوره الأول العام الماضي وانتزع الوصافة وبلغ دوري أبطال آسيا، فقد ارتأى مواصلة العمل بنفس الطريقة والأفراد، ولذلك سيكون طرفا مهما في المعادلة هذا الموسم. تطلعات وآمال: لن تكون بقية الفرق بعيدة عن تطلعات المنافسة، لكن تدرك كل الفرق أن اللقب سيذهب لبطل وحيد، وهو ما يدعو بقية الفرق لعدم الركون خلف تعثر من هنا أو هناك، ولعل وجود ثلاثة بطاقات للتأهل المباشر لدوري أبطال آسيا، ستعطي بقية الفرق دفعة معنوية للبحث عن الانتصارات والمراكز المتقدمة. والعربي الفريق العملاق والفائز باللقب (7 مرات) من قبل، ابتعد كثيرا الموسم الماضي وحل تاسعا، بعد أن كان رابعا في الموسم الذي سبقه، ولذلك فقد سارعت الإدارة لعلاج الأمر، ودعمت الصفوف بمحترفين من الصف الأول، إذ استعانت بقائد منتخب المغرب حسين خرجة قادما من فيورنتينا الإيطالي ومواطنه يوسف حجي من رين الفرنسي، والهداف البرازيلي جادير باري، والمدافع الإيراني سيد هادي عقيلي، مع عناصر أخرى فاعلة يجب على المدرب الفرنسي لوشانتر الاستفادة منها والعودة للصفوف الأولى بسرعة. ولن تقل طموحات العودة من جديد عند أم صلال الذي لعب دورا طليعيا قبل أربعة مواسم، لن تقل بالعودة لمراكز الوسط على أقل تقدير بدلا من اللعب في مراكز الخطر والنجاة من الهبوط في المراحل الأخيرة من البطولة. نجوم تحت الضوء: يعتبر دور ينجوم قطر محطة مهمة لأي لاعب، خصوصا أن الاهتمام الإعلامي كبير جدا، وهو ما يزيد رغبة الكثير من اللاعبين للارتقاء نحو الصفوف الأولى من النجومية. سيشهد مسرح الدوري القطري تنافسا للإبداع بين ثلة من النجوم، ولعل الأضواء ستتركز عليهم بشكل كبير نظرا لقدراتهم الفنية المعروفة أو لأدائهم الذي قدموه في المواسم الماضي. ولعل البرازيلي تاباتا سيكون في مقدمة الركب بعد أن ظفر بلقب أفضل لاعب في الموسم الماضي، كما سيكون نجم أسبانيا راؤول جونزاليس محط الأنظار، خصوصا وأن سني عمره المتقدمة لم تكن عائقا أمام تألقه في شالكه الألماني الموسم الماضي، ويمكن القول أن الصراع سيتسع مع حضور نجوم أمثال: نيانج وخلفان والمساكني (السد) أليكس وأفونسو (الغرافة) باري وخرجة وحجي (العربي) نيلمار (الريان).