أرجو من قاريء هذه السطور أن يُحاول تذكر أخر مرة لم ينجح فيها الأهلي في تحقيق الفوز ولم يخرج بعض أعضاء الجهاز الفني الحالي أو أحدهم على الأقل ليتحدث عن القرارات التحكيمية التي لعبت دورًا مًؤثرًا على مُستوى النتيجة. اخترنالك عصام عبدالفتاح يعلن مقاطعة الحكام لوسائل الإعلام ويتوعد المخالفين الأهلي: كفى حديثًا عن التحكيم! عصام عبدالفتاح: «سأستقيل من «الجبلاية» بسبب منتخب مصر» الإسماعيلي يفتح النار على الحكم إبراهيم نور الدين ويطالب باستبعاده ربما يكون من البديهي أن يشعر كل مُشجع "مُتعصب" بأن حكم كل مباراة لفريقه هو الشخص الأكثر شرًا فوق سطح الأرض، لكن بات من المُزعج جدًا مُشاهدة هذا الكم من التوتر عند خط التماس في مباريات الأهلي، سواء كانت ذات قيمة كبيرة، أو حتى كانت في بداية موسم عادي جدًا. بالطبع لا أملك مُصادرة حق أعضاء الجهاز الفني في الانتقاد أو التعبير عن عدم رضاهم عن مستوى الحُكام. ربما هم يرون هذا واجبًا عليهم وجزءًا من عملهم. وربما يكون شعورًا بالمسئولية أمام إدارة النادي وجماهيره. أيًا ما كان، لكن هل من المعقول أن يأخذ الحديث عن التحكيم كل هذا الحيز؟ دعونا نُعمم المسألة بصورة أكبر: هل يُمكن أن يكون السبب الدائم لكل نتيجة سلبية واحدًا فقط؟ هل قيامك بعملك كمدرب على الوجه الأكمل وأداء اللاعبين بإبداع وكمال أمور تضمن لك الفوز بمباريات كرة القدم؟ في البطولة العربية خسر الأهلي لأنه لم يكن مُهتمًا بالبطولة بالقدر الكافي، قبل أن يكون حكم مباراته مع الفيصلي ضعيفًا. و في البطولة الأفريقية تأهل الأهلي وصيفًا لمجموعته، وتعادل مع الترجي في برج العرب في مباراة غنية بالأخطاء الفردية والفنية قبل القرارات التحكيمية. قبل ذلك بأيام فقد الفريق نقطتين أمام طلائع الجيش في افتتاح الدوري في مباراة ستظل حديثًا لنهاية الموسم مع كل لقطة تحكيمية جديدة في مباراة للأهلي أو منافسه الأول الزمالك. عقب مباراة الترجي وجه مدير الكرة انتقادات واضحة للاتحاد الأفريقي وطالبهم بتعيين حكام على مستوى المباريات، والآن وبعد يومين من نهاية المباراة يظهر مدرب الفريق، ليشرح كيف أن الحكم حرم الأهلي من فوز عريض على الترجي في برج العرب. هذا يأتي قبل خمسة أيام فقط من مباراة الإياب الحاسمة. في الوقت الذي تُحاول فيه جماهير الأهلي أن تقوم بدورها في مساندة الفريق وتقديم الدعم للاعبين مُستحضرة تاريخ الفريق الحافل بمواقف مشابهة تم تجاوزها بنجاح، نجد بالمقابل كفاح من نوع آخر يتمثل في التذرع بالتحكيم المتواضع وكأنه مُبرر استباقي لما قد يحدث في رادس بعد أيام. لا شك أن الأهلي يملك كل مقومات العودة ببطاقة التأهل لنصف النهائي من تونس. كرة القدم تقول هذا قبل أن يحكي لنا التاريخ المجيد للأهلي في أفريقيا عنه. لكن كي يتحقق هذا يجب أن نكف الحديث عن التحكيم.. لأنه بات بلا معنى والأخطاء الفنية تتكرر.. يجب ان نتوقف لأنه وببساطة هذه هي كرة القدم ولأن هذا هو مستوى حكام أفريقيا.. لك قبل أن يكون عليك.