بينما تترقب الجماهير إسدال الستار على فعاليات النسخة رقم 14 ليورو 2012. فان حضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) سيب بلاتر للمباراة النهائية ونزوله ضيفا على الفرنسي ميشيل بلاتيني يمثل موقفا ذا أبعاد خاصة لا سيما بالنسبة للعالمين ببواطن الامور. لقاء الطرفين لن يكون مجرد تبادل الأحضان والمصافحات والابتسامات العابرة .. بل انه يحمل بين طياته الكثير من العلامات الاخري .. فإذا كان بلاتيني سيهنأ بلاتر على التقدم الذي أحرزه فيما يتعلق بإصلاح دهاليز الفيفا .. فان الأخير سيرد إليه التحية بالنسبة ليورو 2012 ليس فقط للتنظيم ولكن أيضا للمستوي الفني الذي شهدته البطولة وتخطي ما شهدته آخر بطولتين لكأس العالم. وهذا الشد والجذب بين الجانبي يعود بالدرجة الأولي إلى أن الجنرال بلاتيني في مقدمة المرشحين لخلافة الثعلب السويسري.. وان كان البعض يري أن الأخير لن يسلم الراية بسهولة, وان كانت المفارقة أن بلاتر هو الذي منح صك الدخول لدولاب الفيفا للمرة الأولي هندما عينه مستشارا بعد انتخابات الرئاسة الأولي له عام 1998 .. وشهد الكيان الأوروبي تعاونا شاملا مع سكان الاتحاد الدولي منذ ان بلاتيني بسلفه لينارت يوهانسن من مقعد الرئاسة عام 2007, والذي دفع ثمن تحديه بلاتر في هذه الانتخابات فخسر كل شيء. ويري الخبراء أنه لابد من تعاون الاتحادين الدولي والأوربي من أجل صالح اللعبة .. خاصة أن القارة البيضاء تمثل عنق الزجاجة بالنسبة للساحرة المستديرة فمنتخباتها تمثل نصف فرق المونديال كما أن أنديتها تضم أفضل نجوم العالم .. وان كانت هذه العوامل ليس بالضرورة تجعل بلاتيني المرشح المفضل لخلافة بلاتر الذي بدوره يرفض الاقتراب من هذا السؤال .. كما أن أعضاء المؤتمر العام للاتحاد الدولي ليسوا من أبناء القارة العجوز وهناك من يرفض يكون الرئيس القادم في انتخابات 2015 أوروبيا حيث أنهم احتكروه منذ وجود هذا الكيان على ارض الواقع فيما عدا الفترة التي تولي فيها البرازيلي جواو هافيلانج المسئولية.. بمعدل ثماني رؤساء على مدار قرت كامل. وقد استفاد بلاتر من كل فرصة أتيحت له لإبعاد نفسه عن طريق ترشيح ودعم الجنرال الفرنسي , بداية من إصراره رفض قرار الأخير باستبعاد الفرق البوسنية من أداء مبارياتها الودية خارج أراضيها .. وهو ما جعل بلاتيني يستشاط غضبا ويتهم حليف الأمس وعدو اليوم باللجوء إلى لعبة السياسة. ولم تتوقف الألاعيب الثعلب العجوز عند هذا الحد بل انه لانتقاد اقتراح بلاتيني بتعيين خمسة حكام في كل مباراة وهو ما ثبت فشله في مباراة انجلترا وأوكرانيا عندما تغاضي الحكم عن احتساب هدف أكيد للأخير.. وبالتالي فانه لابد من الأخذ بتطبيق تكنولوجيا مراقبة خطوط المرمي بالكاميرات لانها الوحيد التي ستضع حدا للجدل الدائر حول الأهداف الملغاة. وبالطبع فان الحرب الباردة بين الطرفين لن تضع أوزارها إلا مع الزفير الأخير من الانتخابات المقبلة لاسيما أن كل منهما يصنع الافخاخ المصطنعة للأخر حتى ينال من شهرته ونجاحه لدي المتابعين والمهتمين بعالم الساحرة المستديرة.