** نعم.. انتبه.. لأن مصر حتلعب فى الأيام المقبلة أهم مبارياتها سواء على الصعيد السياسى أو الرياضى.. وإذا كنا جميعًا نتابع الاستعدادات للمباراة السياسية فإن القليل والقليل جدًا هو الذى يتابع أو يعلم أن منتخب مصر الأول سيلعب أولى مبارياته فى تصفيات كأس العالم 2014 بعد يومين! مباراة مصر السياسية المهمة والحاسمة والفاصلة تتمثل فى جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة.. ولأول مرة فى تاريخ مصر القديم والحديث يذهب المواطن إلى صناديق الانتخاب ليختار مرشحًا من عدة مرشحين بعد أن كان كل دوره إذا ذهب إلى الصندوق أن يقول نعم أو لا على اسم واحد محدد سلفًا، وحتى هذه كانت رفاهية محرومًا منها لأنه كان هناك من ينوب عنه فى الاجابة!! فى جولة الإعادة.. هناك مرشحان يمثلان تيارين مختلفين متباعدين فى النهج السياسى وهو الأمر الذى جعل البعض ممن يقف على الأعراف بين التيارين حائرًا لأنه ببساطة لا يميل لهما ولا يتحمس بل ربما يرفضهما معًا.. هذا البعض الحائر يرفض المرشح الأول لأنه – من وجهة نظرهم -يمثل التيار الإسلامى الذى لا يحظى بقبول القوى الثورية وميدان التحرير ويخشى من قيام الدولة الدينية وحتى لا تصبح جماعة الإخوان مهيمنة على كل مقاليد الأمور فى الدولة، وفى الوقت نفسه يرفض المرشح الثانى باعتباره - من وجهة نظرهم - محسوبًا على النظام السابق ويخشون نجاحه حتى لا يعُيد إنتاج النظام السابق.. ومع احترامنا لكل وجهات النظر يبقى أن نعترف ونقر بأن مصر عرفت طريقًا جديدًا نحو الديمقراطية الحقيقية ويجب علينا جميعًا أن نسهم ونشارك بإيجابية فى أن تظل مصر سائرة فى هذا الطريق تتقدم فيه وتقطع خطوات للأمام ولا تتراجع مهما تكن الظروف ومهما تكن النتائج. ويكفى أن العالم كله وقف منبهرًا أمام تجربتنا وأشاد بها.. ويجب علينا أن نحترم رأى الأغلبية التى ستختار، وأن نساند الرئيس القادم ونعينه ولنا فى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة فها هو أبو بكر الصديق - رضى الله عنه - بعد توليه الخلافة يقول مخاطباً الناس " أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم".. وها هو عمر بن الخطاب أمير المؤمنين بعد توليه الخلافة خلفًا لأبى بكر يقول للناس "بلغني أن الناس هابوا شدتي وخافوا غلظتي وقالوا لقد اشتد عمر ورسول الله بين أظهرنا واشتد علينا وأبو بكر والينا دونه فكيف وقد صارت الأمور إليه؟.. ألا فاعلموا أيها الناس، أن هذه الشدة قد أضعفت، - أي تضاعفت - ولكنها إنما تكون على أهل الظلم والتعدي على المسلمين. .أما أهل السلامة والدين والقصد، فأنا ألين إليهم من بعضهم لبعض .ولست أدع أحدًا يظلم أحدًا أو يعتدي عليه، حتى أضع خده على الأرض، وأضع قدمي على خده الآخر، حتى يذعن للحق. وإني بعد شدتي تلك لأضع خدي أنا على الأرض لأهل الكفاف وأهل العفاف .أيها الناس، إن لكم عليَّ خصال، أذكرها لكم، فخذوني بها .لكم عليَّ ألا أجتبي شيئًا من خراجكم وما أفاء الله عليكم إلا من وجهه .ولكم عليَّ إن وقع في يدي ألا يخرج إلا في حقه .ولكم عليَّ أن أزيد عطاياكم وأرزاقكم إن شاء الله تعالى .ولكم عليَّ ألا ألقيكم في التهلكة، ولكم عليَّ أن أسد ثغوركم إن شاء الله تعالى .ولكم عليَّ إن غبتم في البعوث (أي في المعارك) فأنا أبو العيال حتى ترجعوا إليهم .فاتقوا الله، وأعينوني على أنفسكم بكفها عني، وأعينوني على نفسي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإحضار النصيحة فيما ولاني الله من أموركم".. إذن علينا أن نساند حتى نجد عكس ما نريد ونتمنى وأن نغلِّب مصلحة مصر العليا على مصالحنا المحدودة. ** ونأتى إلى المباراة الثانية.. وهى مباراة منتخبنا الوطنى لكرة القدم والتى ستكون أمام موزمبيق فى أولى مباريات تصفيات كأس العالم.. المباراة لا ينتبه إليها أحد وربما يكون أمرًا طبيعيًا وسط اهتمامنا بالمباراة الأهم.. لكن لابد أن نهتم ولو قليلاً طالما أن منتخبنا سيلعب، وكان الله فى عون الجهاز الفنى الذى يستعد للمباراة وسط هذه الأجواء والظروف الصعبة.. صحيح أن المباراة ستقام بدون جمهور تطبيقًا لتعليمات الأمن - وإن كنت أعتقد أن القوات المسلحة ستدفع بعدد لا بأس به من جنودها لتشجيع المنتخب - لكن على الأقل يجب على الإعلام الرياضى أن ينحى جانبًا اهتماماته السياسية ويتفرغ للحديث عن المباراة من أجل تحفيز اللاعبين وحتى يشعروا بأهمية المباراة خاصة أننا دائمًا ما نفشل فى تصفيات البطولة بسبب المباراة الأولى التى لا نعيرها اهتمامًا ونظنها سهلة فإذا بالنتيجة تأتى على غير ما نشتهى ونجد أنفسنا عند نهاية المشوار نعض أصابع الندم على تفريطنا فيها! ** أخيرًا انتهت أزمة حسن شحاتة مع الإدارة.. وكانت كما يقولون أزمة بلا لازمة.. وفى اجتماع مجلس الإدارة الأخيرة لم يستغرق الأمر كثيرًا فى مناقشة الأمر ووافق الجميع على عودة الكابتن شحاتة بعد أن أبدى لممدوح عباس رغبته فى الاستمرار وأن استقالته لم تكن تحمل أى إساءة لمجلس الإدارة بقدر ما كانت لرفع الحرج عن المجلس وهو يناقش الموضوع.. يبقى فى اجتماع المجلس ما قاله النجم المهذب والمحترم حازم إمام عندما تكلم وأعلن أنه لم يكن لديه أى تحفظ على قرار المجلس فى اجتماعه السابق بقبول الاستقالة ولكنه يتحفظ على مناقشة أمور كروية فى عدم وجوده باعتباره أنه مع إبراهيم يوسف المعنيين بشكل أكبر بهذه الأمور.. ويبدو أن الكابتن حازم فات عليه أن مناقشة استقالة المدير الفنى تدخل تحت بند مناقشة أمور إدارية تخص المجلس ككل، وأن القرار كان قرارًا إداريًا لا علاقة له بالفنيات لأن المجلس وقتها لم يناقش استقدام لاعب أو استبعاد أخر!