تنطلق فى التاسعة إلا الربع مساء اليوم الأربعاء بتوقيت القاهرة المباراة النهائية للدورى الأوروبي "يوروبا ليج" والتى تجمع أتلتيكو مدريد وابن بلده أتلتيك بلباو وذلك على ملعب "استاديو ناسيونال" في العاصمة الرومانية بوخارست، وسط حضور جماهيرى غفير من الإسبانيين الذين سيقعون فى حيرة كبيرة لمناصرة أى من فريقيهم. ويشهد نهائي اتلتيكو مدريد واتلتيك بلباو الاسبانيين اليوم الأربعاء مواجهة خاصة بين هدافي الفريقين الكولومبي راداميل فالكاو جارسيا وفرناندو يورنتي. يسعى فالكاو "نمر" أتلتيكو مدريد ويورنتي "الملك الأسد" في الفريق الباسكي إلى ابراز مخالبهما في المباراة الحاسمة على لقب البطولة الرديفة في القارة العجوز، وللخروج من ظل المواجهة الثنائية المستمرة منذ أعوام بين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو نجمي برشلونة وريال مدريد الاسبانيين على التوالي. بالنسبة لفالكاو (26 عاماً)، سيكون تحت ضغط احراز لقب لفريق العاصمة الذي دفع ثمنا باهظا لضمه من بورتو البرتغالي بلغ 40 مليون يورو الصيف الماضي، بعدما قاد بورتو إلى اللقب وحطم رقم الألماني يورجن كلينزمان بعدد الأهداف المسجلة. من جهته، يريد يورنتي (27 عاماً) قيادة فريق المدرب الأرجنتيني مارسيلو بيلسا إلى لقبه الأول بعد 35 عاما من بلوغ الفريق نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عندما خسر أمام يوفنتوس الايطالي (1- صفر). ونظرا للهالة الكبيرة التي يتمتع بها اللاعبان، عمدت السلطات الرومانية مؤقتاً إلى اطلاق اسميهما على محطتي مترو في العاصمة بوخارست تكريماً لجهودهما هذا الموسم. قدم المهاجمان موسما لافتا حتى الآن فسجل فالكاو 33 هدفاً في جميع المسابقات مقابل 29 ليورنتي الفارع الطول وصاحب الكرات الرأسية القاتلة، وعلى رغم ابتعادهما في ترتيب هدافي الدوري المحلي عن ميسي ورونالدو، إلا أن فالكاو يحتل المركز الثالث مع 23 هدفا مقابل 17 لليورنتي.. لكن مسيرة اللاعبين تبدو مختلفة، ففي وقت نشأ فرناندو يورنتي توريس مع أتلتيك، خاض فالكاو، الذي يحمل اسم لاعب الوسط البرازيلي الشهير في ثمانينيات القرن الماضي، عدة بطولات مع مليوناريويس بوجوتا وريفربلايت الأرجنتيني (2001 - 2009) وبورتو (2009 - 2011). من جهته، لا تزال خزانة يورنتي خالية على صعيد الألقاب مع الأندية، لكنه في المقابل حمل ذهبية بطولة العالم 2010 مع منتخب إسبانيا، وهو أثبت أنه من طينة المهاجمين الكبار في المواجهات الحاسمة مع مانشستر يونايتد الإنجليزي وسبورتينج لشبونة البرتغالي ليسجل سبعة أهداف في المسابقة مقابل 10 لفالكاو متصدر ترتيب الهدافين بالتساوي مع الهولندي كلاس يان هونتيلار هداف شالكه الألماني. تختلف طريقة لعب المهاجمين. لقب فالكاو ب “النمر” من قبل رفاقه في ريفربلايت نظراً لطريقة لعبه المتفجرة وسرعته، لكن النمر ما لبث أن تحول إلى ذئب داخل منطقة الجزاء، إذ قال عنه مدرب برشلونة جوسيب جوارديولا في فبراير 2012: “هو ربما أفضل لاعب في منطقة الجزاء في العالم حالياً”. أما يورنتي (1٫95 متر)، فيحمل صفة لاعب الارتكاز القادر على الابتعاد بمفرده وخلق مساحات لرفاقه. يستعد يورنتي لحملة جديدة مع المنتخب الاسباني في كأس أوروبا 2012 الشهر المقبل، في وقت يمر فيه فرناندو توريس بمرحلة حرجة ودافيد فيا لم يرجع بعد إلى الملاعب. في المقابل، يريد فالكاو تعويض جمهور "كافيتيرو بعد إهداره ركلة جزاء في ربع نهائي كوبا أميركا 2011 ضد البيرو عندما كانت النتيجة سلبية وقبل فوز الأخيرة 2- صفر بعد التمديد. كما أنه في ظل وفرة المواهب الهجومية في كلا الفريقين يجب ان يقدم اتليتيكو مدريد واتليتيك بيلباو نهائيا لا ينسى لكأس الاندية الاوروبية تاركين ذكرى للقارة الاوروبية باكملها بان الفرق الاسبانية لا تقتصر فقط على ريال مدريد وبرشلونة. وقد فاز اتليتيكو بطل عام 2010 في 11 مباراة متتالية ليبلغ النهائي بينما كان اتليتيك الشجاع الذي يشرك اللاعبين الذين ينحدرون فقط من اقليم الباسك مفاجأة البطولة حيث قاده المدرب الارجنتيني غريب الاطوار مارسيلو بيلسا للنهائي بفضل اداء يرتكز على الاستحواذ على الكرة وهو ما استدعى المقارنة بينه وبين برشلونة. ولفت اتليتيك انظار اوروبا باكملها عندما تغلب على مانشستر يونايتد ذهابا وايابا في دور الستة عشر قبل ان يتغلب على شالكه في دور الثمانية عن طريق الكثافة الهجومية التي لم يستطع الفريق الالماني التعامل معها كما كان الحال بالنسبة ليونايتد حامل لقب الدوري الانجليزي. ويفاخر اتليتيكو - الذي تحسن مستواه بشكل منتظم تحت قيادة دييجو سيميوني لاعبه وقائد منتخب الارجنتين السابق منذ تولي الاخير المسئولية في ديسمبر الماضي - بقوته الهجومية من خلال الصفقات التي ابرمها خلال الصيف والتي شملت ادريان لوبيز والكولومبي رادامل فالكاو الذي سجل هدف الفوز لبورتو البرتغالي في نهائي العام الماضي. وعقب فوزه المريح بصدارة مجموعته عقب رحلة بدأت في الدور الثالث المؤهل في يوليو الماضي اطاح اتليتيكو بقيادة مدربه سيميوني بفرق لاتسيو وبشيكتاش وهانوفر وفالنسيا غريمه في الدوري الاسباني. وسيحاول سيميوني مضاهاة اداء اتليتيك على صعيد الكثافة الهجومية مع عدم اتاحة الوقت لمنافسيه للاستحواذ على الكرة. ومن المحتمل ان يحل جابي بديلا للموقوف تياجو الذي طرد في مباراة الاياب امام فالنسيا الى جانب ماريو سواريز في قلب خط الوسط. ويعرف سيميوني وبيلسا بعضهما البعض جيدا حيث لعب سيميوني اخر 30 من بين 106 مباراة دولية خاضها خلال فترة الست سنوات التي تولى فيها بيلسا تدريب الارجنتين ما بين عامي 1998 و2004.. وقال بيلسا انه لم يتحدث مباشرة مع سيميوني لكنه يتواصل معه عبر مساعده وهو الحارس الدولي الارجنتيني السابق جيرمان بورجوس. ولم يفز اتليتيك بأي لقب اوروبي وكان اخر نهائي يخوضه في عام 1977 عندما خسر لقب كأس الاتحاد الاوروبي امام يوفنتوس. وتقاسم الفريقان الفوز في مواجهتيهما بالدوري الاسباني هذا الموسم. وسجل لورينتي مرتين في المباراة التي فاز فيها اتليتيك 3-صفر في اكتوبر تشرين الاول الماضي الا ان هدفين سجلهما فالكاو ضمنا لاتليتيكو الفوز 2-1 على استاد كالديرون في مارس اذار الماضي. كانت اخر مرة يتقابل فريقان اسبانيان في نهائي البطولة التي كان تعرف في السابق باسم كأس الاتحاد الاوروبي في عام 2007 عندما تغلب اشبيلية على اسبانيول بركلات الترجيح عقب تعادلهما 2-2. التشكيلة المحتملة للفريقين: اتليتيكو مدريد: ثيباوت كورتوا وميراندا وفيليبي لويس ودييجو جودين وخوانفران وجابي ودييجو وماريو سواريز واردا توران وادريان لوبيز ورادامل فالكاو. اتليتيك بيلباو: جوركا ايرايزوز واندوني ايراولا وفرناندو اموريبيتا وجون اورتنيتشي وخابي مارتينيز وماركيل سوسايتا واندير ايتوراسبي واندير هيريرا وايكر مونياين وفرناندو لورينتي وايباي جوميز.