بعد عامين من مغادرته الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ، كسر الفرنسي جيروم تشامبين الرجل الثاني السابق للفيفا صمته من أجل المطالبة بإصلاحات في لعبة "لا تزال تدار بعقلية القرن 19". وقال مدير العلاقات المؤسسية السابق في الفيفا: "دخلت كرة القدم القرن الحادي والعشرين، لكن الفيفا لا يزال يدار بنظام موروث من أرستقراطية القرن التاسع عشر". ويدافع تشامبين، الذي كان شخصا مقربا للغاية من جوزيف بلاتر رئيس الفيفا، عن مؤسسات أكثر قوة وشفافية وديمقراطية، من أجل إبعاد الاتحاد الدولي عن فضائح الفساد التي عصفت به خلال العام الماضي. وأكد: "أود الإسهام في النقاش الذي أطلقه الرئيس بلاتر"، وذلك بالتزامن مع قيامه بتوزيع وثيقة من 31 صفحة تحوي رؤيته حول مشكلات كرة القدم على رؤساء الاتحادات الوطنية، التي يرغب في وضعها مجددا "في مركز السلطة"، على الرغم من انه لا يريد في الوقت الحالي الحديث عن الترشح لرئاسة الاتحاد الدولي. وحذر الفرنسي من أن "النقاش ليس حول انتخابات 2015، لأن هناك رئيس منتخب ديمقراطيا وذلك ليس موضوع اليوم على الإطلاق"، واصفا رحيله عن الفيفا بأنه "ِشيء من الماضي". وأوضح تشامبين :"الرأي العام يفكر بأن رئيس الفيفا شخص قادر على كل شيء. لكن هذه الرؤية لا تمت للواقع بصلة"، مضيفا أن "سلطات الرئيس محدودة. وجانب من المشكلات ينبع من ذلك". وتابع: "في القرن التاسع عشر، كانت الفكرة تتمثل في رئيس أرستقراطي وتحته سكرتير عام يتولى العمل اليومي، لكن الآن يماثل مواطنو دولة ما مشجعي كرة القدم، يطالبون بالشفافية والسرعة والمسئولية. لو كانت هناك مشكلة في كرة القدم يتم تحميل مسئوليتها على الفور لرئيس الفيفا، لذا يجب أن يتمتع بالسلطات اللازمة لحل المشكلات". وواصل: "ما أقترحه هو أن على المرشح أن يأتي بقائمة لأعضاء اللجنة التنفيذية الذين يجب انتخابهم مع الرئيس لضمان الأغلبية التنفيذية". ولا تبتعد الفكرة عما يقترحه بلاتر نفسه، الذي لا يعتقد تشامبين أنه المسئول عن كل مساوئ الفيفا. ويقول تشامبين: "من الإيجابي فعليا أن يقول الرئيس إن علينا تعديل النظام. كما أن التصويت لاختيار مقر المونديال لابد وأن يعاد إلى الجمعية العمومية كما كان الوضع قبل 1966 . إنه رمز قوي للغاية للرغبة في إعادة الاتحادات الوطنية إلى مركز السلطة".