مولاي كتبت رحمة الناس عليك فضلا وكرما فالمرجع والمال والكل إليك عربا وعجم مالي عمل يصلح للعرض عليك بل صار عدم, إغفر ذنبي ووقفتي بين يديك إن زل قدمي كلي أمل ياربي فالعفو لديك يا خير حكم. بهذه الكلمات أنشد الراحل محمد الهلباوي الذي يعد من أكبر مشايخ الإنشاد في مصر والذي رحل عن دنيانا منذ شهر تقريبا, كان قاريء ومنشد ومحاضر طاف العالم, وهو من مواليد باب الشعرية بالقاهرة في فبراير1946 وحفظ القرآن الكريم وعمره10 أعوام علي يد أكثر من محفظ وحصل علي إجازة التجويد من الأزهر الشريف, والتحق بعدها بمعهد الموسيقي العربية لدراسة علوم النغم والأصوات والمقامات, ويعتبر الهلباوي من رموز الابتهال في العالم العربي. كما اهتم بالتعمق في الدراسات والأبحاث العلمية لصقل موهبته بالعلم والدراسة استعان به العديد من المعاهد الموسيقية لتدريس أصول الإنشاد الديني بوصفه أحد رموزه علي مدي خمسة وعشرين عاما شارك في كثير من المهرجانات العربية والعالمية وحصل علي العديد من الجوائز, ولم يكتف بتحصيل علوم وفنون الابتهالات والتواشيح الدينية, بل إنه حرص علي الإضافة إليها بأبحاث ودراسات كانت لها الأثر في الرقي بفن الإنشاد الديني, فهو رمزا لجيل الرواد من شيوخ المبتهلين والإنشاد الديني, بعد أن جعل منه علما بقواعد وأركان ثابتة. يعتبر الشيخ الهلباوي أول مبتهل اهتم بميدان البحث العلمي والتعمق في الدراسات والأبحاث العلمية, وهو ما جعله يتمكن من النهوض بفنه والارتقاء به علي أسس علمية راسخة ثابتة ولم يكتف بالتحصيل فقط مما هو موجود ولكنه أضاف إليه العديد من المؤلفات والأبحاث القيمة في هذا المجال, والتي ترجمت إلي العديد من اللغات الأجنبية, مما دفع العديد من معاهد وفرق الموسيقي إلي الاستعانة به لتدريس أصول وقواعد الإنشاد الديني, حيث عرض عليه تدريب الفرق الشابة علي الإنشاد الديني بوصفه أحد رموزه وأعلامه, وخاصة بعد اعتماده بوزارة الثقافة فضلا عن العديد من الابتهالات والتواشيح الدينية التي سجلتها له وسائل الإعلام المسموعة والمرئية, ولأنه عاشق لتراث فنه, ودائما ما كان يسعي للحفاظ عليه من الانقراض والنسيان. كون الهلباوي عام1980 فرقة الإنشاد الديني بتخصصاته المختلفة, وذلك بهدف الحفاظ علي تراث فن الإنشاد الديني وأصوله وقواعده, وكان ذلك بالتعاون مع د. سليمان جميل, ومن هنا كان اختياره للمشاركة في مختلف المهرجانات العربية والعالمية. وللهلباوي تجربه تعد الأبرز في مشواره مع عازف الكمان الشهير عبده داغر إذ قدما عدد من الإبتهالات علي موسيقي الكمان وتعد من أقوي تجارب التجديد في فن الإنشاد رابط دائم :