أكبر مشكلة تواجهنا الآن علي مستوي الأفراد والمجتمع هو انتقال الخلاف في الرأي من مستوي الاختلاف الذي هو سنة الحياة إلي مستوي العداء, نسي الجميع أن المختلف معي شقيقي وجاري وابن مهنتي, وأننا جميعا وإن اختلفت توجهاتنا بنحب بلدنا انتماؤنا جميعا لوطن اسمه مصر يتسع للجميع. صناعة العدو صناعة تتقنها أجهزة المخابرات إما لتحافظ علي تماسك دولها او لتلهي شعوبها عن أزمات داخلية, في كل الأحوال كان العدو خارجيا امريكا والغرب كان العدو الشيوعية وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي صنعت عدوا جديدا هو الإسلام الإسلام فوبيا, العرب ظلوا متماسكين عقودا من الزمان عندما كان عدوهم واضحا إسرائيل وبدأ التمزق بعد الدخول في اتفاقيات ومصالحات فردية وأصبح العدو صديقا في حوارات الرؤساء. صناعة العدو للأسف حدثت في مصر خلال الفترة الأخيرةوحتي تصنع من المختلف عدوا يتم نزع صفة الإنسانية عنه, وإطلاق اسم حيوان( فار, قرد, خروف, خنزير), وبعد نزع صفة الانسانية يصبح القتل والتصفية الجسدية مباحة لأنه خروف أو خنزير, وقتله لا يستوجب حتي تأنيب الضمير. فقدنا بسبب حملات الكراهية التي شنتها بعض وسائل الاعلام قدرتنا علي قبول الرأي المختلف وأصبح الشعار من ليس معي فهو ضدي. برغم أن الاختلاف في الرأي في قضايا الدين والدنيا سيبقي إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين إلا من رحم ربك, ولذلك خلقهم سورة هود الآيتان118-.119 المصالحة الوطنية احد البنود التي تضمنتها خارطة الطريق التي أعلنها الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة لا يمكن أن تتحقق إلا إذا كان راعي المصالحة يحظي بثقة كل الأطراف المختلفة. ويقف علي مسافة واحدة من الجميع غير متحيز لجماعة أو فكر, المصالحة لن تتحقق إلا إذا توافرت الإرادة لدي الجميع ولن تتوافر إلا إذا استشعرنا الخطر من استمرا حالة الانقسام. المصالحة لا يمكن أن تتحقق مع الإقصاء والإجراءات الاستثنائية.. المصالحةلن تتحقق إلا إذا قبلنا الآخر والتزمنا بأدب الحوار الذي للاسف فقدناه في برامج التوك شو ومواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت إلي أدوات للتطاحن الاجتماعي. نحتاج الي ادب الحوار الذي يقوم علي أسس من التزام الصدق, والموضوعية, واقامة الحجة بمنطق سليم, التواضع والتزام أدب الحديث, إعطاء المعارض حقه في الحديث. وإعطاء المعارض حقه في الحديث النموذج الأعلي له حوار الله سبحانه وتعالي مع إبليس وكيف منحه الله فرصة للتعبير عن رأيه وسبب امتناعه عن تنفيذ الأمر الإلهي بالسجود لآدم عليه السلام. المصالحة القائمة علي عدم الإقصاء والعدالة هي طوق النجاة لمصر, هناك ثلاثة أمراض ظهرت أعراضها تهدد مجتمعنا( الاحتقان الاستعلاء الشماتة) نحتاج جميعا إلي أن نتعافي من هذه الامراض لنعود شعبا واحدا في بلد مستقر.