رأت تقارير عالمية إن هذه الموجة الأخيرة من الاحتجاجات لم تكن ثورة ثانية ولكن هي تكملة للثورة التي بدأها الشعب المصري في يناير2011, حيث إن المصريين لم يستقروا بعد الإطاحة بنظام مبارك وانتخاب مرسي, حيث أوضحت صحيفة صوت السياسة الأمريكية أن المصريين لم يبرحوا ميدان التحرير حيث واجهت مصر الكثير من الاحتجاجات والاشتباكات كثيرا منذ تولي مرسي ووصلت ذروتها خاصة في نوفمبر2012 بعد إصداره المرسوم الدستوري الذي أعطاه سلطات واسعة وجعله فوق القانون, وأدي إلي تزايد استياء طوائف الشعب له ولجماعة الإخوان المسلمين منذ توليهم سلطة البلاد وسعيهم الشديد في الاستحواذ علي كل منافذ تلك السلطة. ووفقا للتقرير فقد اعتقد العديد من الشعب وخاصة الطبقة الفقيرة أن الظروف ستتحسن ولكنها سارت في طريق أسوأ وزادت أسعار المواد الغذائية والبنزين وكذلك معدلات البطالة وتدهورت صناعة السياحة والاقتصاد بشكل عام حيث حذر روبرت ووكر رئيس معهد السكان الدولي أن الوقت ليس في صالح مصر, حيث أنه من المتوقع أن يرتفع تعدادها إلي97 مليونا بحلول عام2025 و122 مليونا بحلول عام2050 وبالتالي ستحتاج لاستيراد ما يقرب من ضعف كمية الغذاء بحلول عام2050 خاصة في ظل عدم صلاحية الأراضي للزراعة في مصر بسبب ارتفاع مستوي سطح البحر الذي يسهم في تملح الأراضي في دلتا نهر النيل, وأيضا بسبب الأزمة التي افتعلتها إثيوبيا التي تقوم ببناء أكبر السدود الكهرومائية في أفريقيا وسيؤدي إلي تناقص تدفق مياه نهر النيل التي تصل إلي مصر. ورأت صحيفة هافنجتون بوست الأمريكية أن ما يحدث الآن في مصر يمثل بداية الثورات علي جماعة الإخوان بعد صعودها لسدة الحكم في دول الربيع العربي, حيث بدأت حملة تمرد التونسية تجمع هي الأخري التوقيعات للتخلص من الحكومة الحالية في تونس, خاصة في ظل عدم اعتراف جماعة الإخوان بالأخطاء التي ارتكبتها أو حتي بعمق السخط الشعبي المتنامي ضدها, وردا علي ادعاءات حدوث انقلاب عسكري في مصر أوضحت الصحيفة أن معتقدات وثقافة القوات المسلحة المصرية لا تتسم بسياسة الانقلاب حيث أن الإجراءات العسكرية الناتجة في ظل الأزمة لن تتم إلا وفقا لإرادة الشعب المصري وطموحاته نحو التغيير والإصلاح, كما تنتوي القيادة العسكرية أن تتصرف تبعا لصوت الأغلبية الذي ينشد وبقوة مجتمعا ديمقراطيا جديدا, وأشار التقرير إلي أنه من المنطقي تماما أن يكون الجيش أفضل خيار لإعادة تشكيل حكومة قوية وذلك بالتزامن مع ثقة الشعب المصري في الجيش كما حدث في ثورات أخري كان للجيش فيها دور مؤثر للغاية في إعادة إقامة مجتمعات ديمقراطية بعد الإطاحة بالديكتاتوريات الموجودة بتلك الدول. في حين حذر مارك جينسبيرج السفير الأمريكي في المغرب ومستشار البيت الأبيض لشئون الشرق الأوسط من أن الجماعات السلفية في مصر قد تستفيد من الوضع الراهن في مصر وتتحالف مع العناصر الليبرالية والعلمانية بها في ترتيب لتقاسم السلطة فيما بعد, وأشار جينسبيرج إلي أن مرسي استغل ولايته مثل فرعون العصر الحديث حيث عزم علي تخليص الحكومة من المعارضين بدلا من الالتفات إلي حل المشكلات الاقتصادية في مصر حيث كان مرسي يتصرف مثل آية الله الإيراني وفقا لولائه للأجندة الأيديولوجية الثيوقراطية. ومن جانبه رأي نيل هيكس مستشار السياسة الدولية لمنظمة هيومن رايتس فيرست أن الوضع في مصر سبب هزة لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما والتي اتسمت سياستها بالغموض لدرجة أن العديد من فئات الشعب المصري حلل هذا الغموض بوجود تحالف سري بين الولاياتالمتحدة وجماعة الإخوان المسلمين لمواصلة سياسة واشنطن في المنطقة, وفقد الكثير من المصريين الإيمان بأن الولاياتالمتحدة ترغب في أن تكون شريكا مع الشعب المصري في بناء دولة ديمقراطية جديدة ووصلت المشاعر المعادية للولايات المتحدة في مصر حاليا إلي مستويات قياسية جديدة,