أبدي عدد من الإعلاميين ملاحظات متعددة حول الأداء الإعلامي لتغطية القنوات الإعلامية لمظاهرات30 يونيو حيث أكد بعضهم أن القنوات الفضائية إختلفت كثيرا وحاولت أن تصل لأكبر قدر من الحيادية, بينما ظلت القنوات الدينية في واد آخر بعيد عما يحدث في الشارع المصري, أما التلفزيون المصري فقد قام بالدور المحدد له من قبل وزير الإعلام, وهو الموالاة للنظام الحاكم, مؤكدين أنه كان بإمكان التليفزيون المصري أن يقدم تغطية متميزة لما يمتلكه من كوادر إعلامية متميزة, وإمكانات, وهو ما لم يحدث. في البداية قال د.صفوت العالم إن أداء القنوات تفاوتت وفقا لاتجاه كل قناة, وإن كانت هناك العديد من القنوات حريصة علي تناول كل أنواع المظاهرات, بالإضافة إلي وجود ملاحظة مهمة وهي تعدد وتعاظم اعداد المظاهرات التي كانت تطالب بالرحيل تدفع أي قناة مهما كانت محايدة إلي أن تبرز تعدد وتنوع هذه المظاهرات فإذا كانت في القاهرة ثلاث مظاهرات كبيرة وعشرات المظاهرات الفرعية, كان هناك مظاهرة واحدة مؤيدة, كذلك في المحافظات هناك20 محافظة معارضة, وبالتالي هذا لا يعني ان القناة منحازة ولكن الحدث فرض نفسه في هذا الاتجاه, وهي نقطة مهنية لابد من مراعتها. أضاف فيما يخص الجانب الآخر وهي القنوات الاسلامية كانت فيها درجة من السذاجة وعدم المهنية, بمعني أنه من العيب أن يقولوا أن ميدان التحرير وشوارع وسط البلد خالية, وكذلك الادعاء بأن من هم حول التحرير مئات, بينما القنوات الفضائية تظهر علي شاشتها مئات الألوف, وهو أمر يفتقد المهنية. وأوضح أنه قبل الاحداث كان في اجتماعات رسمية بالتليفزيون المصري وطالبتهم بالمهنية لاستعادة ثقة الرأي العام ولكن للأسف الشديد غابت كل ابعاد المهنية إرضاء للقائمين علي حراسة البوابة لصالح شخص الوزير ومساندية داخل المبني ابتداء من نوعية الضيوف والتزامن في تغطية الأحداث, وكان يمكن للتلفزيون أن يكون له السبق في تغطية جميع المحافظات لتعدد الإمكانيات وتوافر ادارات للقنوات المحلية وكوادره المهنية التي تتسم بالتعدد والتنوع, انما لا يعقل تجاهل المحلة والمنصورة والزقازيق في قناة النيل للأخبار أو مد فترة الارسال في أغاني وطنية والبلد محترقه فهل نحن في انتظار الحدث, الحدث في الشارع وبالتالي كانت إذاعة الأغاني مسلكا هروبيا. و قال د.سامي الشريف إنه في ظل الاحداث التي تشهدها مصر وحالة الاستقطاب التي تقسم مصر إلي جماعة مؤيدة وجماعة ليبرالية لا يمكن أن ننتظر تغطية محايدة لان وسائل الإعلام تتبع لأطراف في الصراع بشكل أو بآخر فكلمة الحيادية لا وجود لها في قاموس الإعلام, ولكن هناك درجات من الحيادية ودرجات من الموضوعية, ووسائل الإعلام بالأمس كانت بعض القنوات الخاصة موضوعية إلي حد بعيد في التغطية حيث نقلت عبر شاشتها أماكن التظاهرات والتجمعات في الأماكن المختلفة بما فيها مظاهرة المؤيدين واستضافت عددا كبيرا من المؤيدين للرئيس وهو ما يمثل درجه من الحيادية. اما التليفزيون فجاءت تغطيته غير مرضية خاصة أن انتماء الوزير للجماعة ووضع التليفزيون تحت قبضة الحزب الحاكم لا يعطي أبدا اي قدرة علي الحيادية والموضوعية في التغطية الإعلامية. وأشار إلي أن القنوات الدينية كشفت عن وجهها السييء في مهاجمة أي صوت يعارض الرئيس واتهامهم بالكفر والزندقة وهذه مظاهرات عرقية يعمل بها من ليس لهم علاقة بالإعلام, حيث كانت تغطية شديدة التحيز والسوء, أما قناة مصر25 و التي تمثل الحزب الحاكم اذا اعتبرناها اعلاما فهي من الإعلام الرديء وبالتالي لا اعتبرها وسيلة إعلامية نقف عندها كثيرا. فيما قال الإعلامي حمدي الكنيسي ان الإعلام مثلما كان له الدور في التمهيد لثورة25 ودعمها ومواكبتها فإنه أيضا مهد لثورة30 يونيو وساهم في خلق وعي كامل لدي الجماهير بضرورة مراجعة ما يحدث وتصحيح مسيرة25 يناير, وبالتالي فإن القنوات الخاصة يغفر لها أي لحظات كان بها قدر من الإثارة لان ما فعلته في التمهيد لاحداث30 يونيو مهمة كبيرة, بينما الإعلام الرسمي كان مرتبكا لكونه خاضع لشروط مباشرة من وزير الإعلام وأحمد عبد العزيز ممثل مؤسسة الرئاسة داخل الوزارة رغم بعض المحاولات لبعض العاملين ان يقدموا شيء مما تبقي من قيمة الإعلام الرسمي. ويري أن القنوات الدينية كانت مغلقة علي نفسها ولا تري الا ما يراه قادة الاخوان والجماعة الاسلامية وكان من الممكن أن تساعد الرئيس مرسي, من خلال كشف جزء من الواقع ولكنها كانت تندفع بتصريحات وتهديدات بالويل والقنوات روجت لهذه المعاني التي حققت نتيجة عكسية حيث اسهمت في استنفار الشعب, وكان الرد عليها بهذا الشكل.