كان من المفترض أن يكون هناك انفراجة في الطريق الطويل والمضطرب نحو السلام في أفغانستان ولكن عندما فتحت طالبان مكتبا لها في قطر الأسبوع الماضي وقالت إنها مستعدة لإجراء محادثات مع الولاياتالمتحدة بدأت المداولات تبوء بالفشل لعدم وجود إستراتيجية واضحة مما أدي إلي تقويض جهود المصالحة. ووفقا لمجلة ذي اتلانتك الأمريكية فقد كانت هناك انقسامات داخل أفغانستان بشأن تلك القضية, وبنفس القدر كانت توجد انقسامات في المجتمع بالإضافة إلي أن كلا من تركيا والمملكة العربية السعودية وألمانيا وبريطانيا, والولاياتالمتحدة كانت تحاول لعب دور رئيسي في المحادثات, ولذلك لم يكن هناك أساس منطقي للتفاوض مع طالبان وذلك للاختلافات في أسباب المحادثات لكل طرف مختلفة, وأضاف التقرير أن توقيت البدء في المصالحة كان سيئا ولذلك لم تسفر المفاوضات عن أي تقدم خاصة في ظل انسحاب القوات القتالية الدولية من أفغانستان بحلول نهاية العام المقبل وفقدان الولاياتالمتحدة أي نفوذ لها هناك. ورأي التقرير أنه لكي تتحقق المصالحة فإن الولاياتالمتحدة بحاجة إلي تطبيق ما يكفي من الضغط لضمان عدم ترشح الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في انتخابات الرئاسة العام المقبل عندما تنتهي فترة ولايته الثانية والأخيرة, خاصة وأن المجتمع الدولي حريص علي تعزيز الاستقرار السياسي قبل الانتخابات الرئاسية والتي يأمل المراقبون أن تؤدي إلي أول انتقال سلمي للسلطة في أفغانستان منذ عام1901, بالإضافة إلي الحاجة حاجة إلي الإصلاحات الدستورية وعدم التمسك بالنظام المركزي في السلطة ومن هنا فإن هذه المباحثات تكتسب أمنية خاصة, وفي المقابل يري كرزاي أن محاولة المصالحة مع طالبان وراءه دولا تحاول تقسيم أفغانستان إلي إقطاعيات تابعة للحركة الإسلامية وكان من أهم أسباب حماس كرزاي لهذه المفاوضات هو استخدام طالبان علم الإمارة الإسلامية أثناء افتتاحها المكتب السياسي الجديد في قطر والذي جعله يعلق المحادثات حول الاتفاقية الأمنية مع الولاياتالمتحدة. ومن جانبها رأت صحيفة الديلي تلجراف البريطانية أن ما يجعل لهذه المحادثات أهمية متزايدة هو مغادرة القوات الأجنبية في نهاية العام المقبل فإن أفغانستان سوف تظل بمفردها دون القوة الجوية والامتيازات الاحتياطية والطبية وغيرها المقدمة من قبل الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي ناتو, وهو ما دفع ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا للسفر إلي أفغانستان أمس السبت في محاولة لتنشيط محادثات السلام المتعثرة مع طالبان وطمأنة الأفغان إلي أن القوات الأجنبية لن تتخلي عن أفغانستان بعد انسحابها حيث جاءت زيارة كاميرون للقواعد البريطانية في جنوبأفغانستان بعد أربعة أيام من مهاجمة طالبان مباني قرب قصر الرئاسة في كابول ومقر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في أفغانستان مما قد يؤدي إلي توقف الجهود المتعثرة لإنهاء حرب مضي عليها12 عاما. ورأي الجنرال نيك كارتر نائب قائد قوات التحالف التي يقودها حلف شمال الأطلسي في حواره مع صحيفة الجارديان البريطانية أن المفاوضات كانت ستكون أكثر نجاحا لو تم الاقتراب من طالبان منذ عام2002, وأضاف أن حلف الأطلسي وحلفاءه يسابقون الزمن لتدريب قوات الأمن الأفغانية التي تقدر ب350 ألف جندي قبل أن يسحب الحلف جميع قواته العاملة في أفغانستان في نهاية العام المقبل رغم أنه لا تزال هناك شكوك في قدرة الأفغان علي التعامل مع الهجمات المسلحة في ضوء الأعداد المرتفعة للخسائر البشرية وربما يكون هناك حاجة لوجود فرق عمليات حتي.2020 وفي المقابل تشعر روسيا بالقلق تجاه المخطط الأمريكي لأنه في حال غياب الحكومة الأفغانية الحالية التي لاتزال ضعيفة فإن طالبان ستحاول قلب نظام الحكم بحسب موقع روسيا اليوم, وهو ما ينذر بأن تشهد أفغانستان حربا أهلية بين البشتون الذين يمثلون طالبان وبين النظام الحاكم ومعظمهم من الإثنيات غير البشتونية خاصة من الأزبك والطاجيك وقبيلة هزارة, حيث تخشي موسكو أن تؤدي هذه الحرب الأهلية إلي انتقال الفوضي إلي المنطقة بأكملها ولذلك تحرص علي ضرورة استمرار نظام حامد كرزاي علي أن تكون الصفقة ما بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وطالبان ضمن المصالح الوطنية بحيث تشارك طالبان في السلطة ولا تستأثر بالسلطة. رابط دائم :