تباينت الأراء والمواقف الي حد ما بين الفنانين والمثقفين حول الخطاب الذي ألقاه الرئيس محمد مرسي مساء اول امس, حيث يري فريقا ان ذلك الخطاب قد يؤدي الي مزيد من العنف او تجاهل في معظمه لمطالب المطالبين بالاعتصام, في حين اتفق فريق اخر مع هجوم الرئيس علي الاعلام الذي ربما ساهم في اشتعال الكثير من المواقف, وذهب نفس الفريق الي تأييد ما جاء من حلول طرحها الرئيس في خطابه ومطالبته كافة الفصائل الي الحوار.. في البداية قال المؤلف بشير الديك ان خطاب الرئيس مرسي سيؤدي الي مزيد من العنف والفوضي بين الشعب المصري وذلك لانه يوجد كثير من العبارات التي اغضبتهم ويوجد اصرار دائم علي الانفراد بالرأي والرؤية وتجاهل كامل لارادة المصريين الذين يريدوا مطالب محددة لم يلقي عليها الضوء لكن القي الضوء علي مشاكل اخري هامشية وكيدية. واوضح انه كان من المفترض ان يلقي الخطاب بطريقة لا تثير غضب من يسمعه وان يلقي الضوء علي المشكلات الاساسية مثل البنزين وارتفاع اسعار السولار وارتفاع اسعار الخضروات والفاكهة ولكن كان كل تعليقاته علي هذه المشاكل مجرد تعليق وليس حل بل وسخر منها مثلما قال إنه يوجد طوابير وهمية ممن ينتظرون السولار في محطات البنزين وهذا ليس صحيحا. واضاف المؤلف احمد النحاس ان خطاب الرئيس محمد مرسي سبب مزيد من الاحتقان بين مؤيديه ومعارضيه وهو خطاب منتهي الصلاحية وسيزيد من احتمالات الصدام والعنف في الشعب المصري الذي كان ينتظر هذا الخطاب بفارغ الصبر لكي يسمع كلمة واحدة من الرئيس تطمئنه علي مستقبله وان جميع مشاكلهم من الممكن ان يتم علاجها مؤكدا انه من الخطأ الكبير ان يثبت رئيس مصر انه رئيس للجيش فهذا لا يصح فهو القائد الاعلي للقوات المسلحة وليس للجيش كما انه يجب ان يتحدث ويناقش المشكلات اليومية التي تقابل كل مواطن مصري اكثر من ذلك فهو لم يقدم حلا سريعا يمكن تنفيذه لحين هدوء الاوضاع. خطاب طويل وقال الفنان عزت العلايلي إن الخطاب كان طويلا دون جدوي وكان يجب أن يكون اقصر من ذلك ويعرض اهم المشكلات وحلها في اقصر وقت حتي يجعل الشعب المصري يفهم الاولويات التي يجب أن يهتم بها كما اين المشكلات الاساسية فهو لم يلق عليها الضوء موضحا أن الخطاب لم يبث الطمأنينة داخل قلوب المصريين بل زاد من تخوفهم من الايام القادمة ويخشوا علي مستقبلهم الذي اصبح مجهولا. واشار الي أن الخطاب من المفترض أن يكون محددا بعض الشيء لأن ليس جميع طبقات الشعب لديهم وعي كافي لفهم كل كلمة فالرئيس يجب أن يعرف يتعامل مع شعب بالرغم من أنه مثقف إلا أنه يوجد اشخاص محدودة التفكير ويجب أن يتعامل معهم بطريقة بسيطة, ولهذا اريد أن اقول في النهاية إن الرئيس يجب أن يحتضن شعبه أكثر من ذلك ويفهمه ويحل جميع مشكلاته في اقرب وقت ويجب ان يفعل ما يحبه شعبه وليس جماعته فقط. وأكدت الفنانة رجاء الجداوي أن الشعب المصري ظل ينتظر هذا الخطاب حتي يجد فيه جميع الاجابات للاسئلة التي تدور في عقله لكن حدث عكس ذلك فالخطاب قيل في وقت طويل لكن دون ان يلقي الضوء علي المشكلات الاساسية التي يعاني منها كل منزل مصري فأين حل مشكلة الخبز والبنزين والسولار وارتفاع اسعار المأكولات والمشروبات. لم يأت بجديد واتفقت الإعلامية آمال فهمي مع الرئيس مرسي في هجومه علي الإعلامين, وأكدت أنها بالفعل منذ ثورة يناير والإعلام للأسف يلعب دورا خطيرا وكان وراء الكثير من الأحداث والمشكلات والإثارة وقد خالف العاملين بالقنوات الفضائية شرف المهنة ليحللوا المبالغ الضخمة التي يحصلون عليها وكان لا يجب التطاول علي رموز الدولة بهذا الشكل المهين وكل ما حدث لا يعطي لهم الحق في إهانة أي أحد وعن رأيها في مجمل الخطاب قالت فهمي لقد تصور رئيس مصر أن مجرد الكلام مع الناس قد يهدأهم وأن سبب رحيل مبارك عن الحكم هو تعاليه علي الناس وعدم النزول لهم للحديث وكأن هنام من أقنعه أن مجرد الكلام سوف يحل المشكلة ولكن الحقيقية عكس ذلك. مرسي ليس مبارك وقال وجدي العربي إنه مؤيد لخطاب الرئيس الذي أبدي موافقته علي أي حلول تطرحها الأحزاب والتيارات السياسية علي الرغم من بعض الإشارات غير الطيبة التي ردت علي خطاب الرئيس في ميدان التحرير وأضاف الرئيس محق في كل ما قال فكيف لنا أن نسمح بأن يكون صفوت الشريف وزكريا عزمي وحسن عبد الرحمن من الثوار ويخطئ من يظن أن مرسي هو مبارك. وطالب العربي كل الشباب الذين قرروا النزول يوم30 يوينو أن يعلنوا عن مطالبهم خاصة أن الرئيس أبدي موافقته علي كل المطالب كما طالب الشباب من هم دون الأربعين أن يتولوا المسئولية كما قال لا يجد شخص معصوم من الخطيء وهي كلها إشارات طيبة تدل أن الرئيس مستعد لتنفيذ ما هو في مصلحة الوطن ورفض العربي فكرة الأعتداء علي المتظاهرين من قبل الأمن قائلا هذا الأمر كان في العهد البائد ولا يوجد ما يمنع شخصا من التظاهر السلمي, متمنيا أن يعي المثقفون الخطاب الذي القاه الرئيس خاصة أنه فرصة لكل التيارات السياسية أن تقدم حلول بديلة بدلا من الشجب والاعتراض, وتمني أن يحفظ الله مصر والإسلام وأن يمر هذا اليوم علي خير. يفتقد الرؤية الفكرية يري الروائي فؤاد قنديل أن خطاب الرئيس لم يتضمن شيئا جديدا ويفتقد للرؤية الفكرية والخبرة وقد حاولت أن استمع للخطاب باهتمام لأن الموقف حرج والوضع المتأزم وانتظرت أن يقول شئا جديدا خاصة بعد خطاب الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي أعطي فرصة لكل الأطراف ليقدما ما لديهم لحقن الدماء وقد انتظرت ما الذي يقدمه رئيس مصر ولكني اكتشفت أن الضحايا لا تهمة علي الإطلاق وهنا يجب علي المعارضة والشعب والجيش أن لا يسمحوا له بالبقاء رئيسا لمصر أكثر من ذلك, لقد ذوقنا جميعا المرارات وتدني دور مصر وتمزقت وحدة الشعب وانهيار الاقتصاد وتعددت الأزمات ولابد من حل لكل هذا. بعيد عن المطالب وقال حمدي الكنيسي كنت أتمني أن يكون الخطاب أكثر تعبيرا عن استجابة أكبر لطلبات الشعب والثورة لكن الرئيس في خطابه لم يقترب من المطالب الرئيسية للشعب بالإضافة إلي تعرض الإعلام من خلال خطابه لهجمة شرسة بدأت من توجيه إتهام لمكرم محمد أحمد وهو قامة صحفية كبيرة وأنا شخصيا أعلم أن له مواقف مشرفة, كما أن الهجوم امتد إلي الإعلاميين بالقنوات الخاصة وكنت أتمني أن يسهم الخطاب في خروج مصر من النفق المظلم الذي اندفعت له دفعا وهو ما لم يحدث علي الإطلاق. وقال الشاعر عبد المنعم رمضان إن الخطاب أكد أن هناك فجوة بينه وبين الإعلام حتي أنه سب وقذف وهدد الحقل كله, وأضاف رمضان للأسف مرسي في خطابه بجانب كونه خطابا لم يقدم أي جديد ولم يقدم حلا للأزمة الطاحنة التي تمر بها مصر بل أنه أعتدي أيضا علي البروتكول عندما أجلس محمد الكتاتني وعصام الحداد في الصف الأول وهو معروف أنه مكان جلوس رجال الدولة. ويؤكد عز الدين نجيب أن خطاب الرئيس مرسي لم يتطرق لمطالب الشباب المعارضة وخاصة تمرد الذين نادوا بضرورة إعلان انتخابات مبكرة بعد أن فشل النظام من وجهة نظرة في تحقيق مطالب ثورة يناير وكان يجب علي الرئيس مرسي إذ لم يكن مستعد لتقديم إستقالته أو الموافقة علي الانتخابات المبكرة أن يعلن عن تغير وزارة هشام قنديل وكذلك إقالة النائب العام وتعيين نائب آخر بالطريق الشرعي والقانوني الذي ينص علية الدستور لكن للأسف دفاعة عن الحكومة في أشياء يلمسها المواطن بنفسة ويعاني منها مثل البنزين والسولار وغير ذلك صرفت عنه الكثير ممن كانوا يتعاطفون معه وسد بيده الباب الموارب الذي كان متاحا له وبهذا يكونه قد ضيع الفرصة الأخيرة التي كانت أمامة كما أنني أسال الرئيس كيف له أن يتجاهل حادثة مثل حادثة أبوالنمرس دون أن يقدم حتي واجب العزاء لأسرة الرجل الذي قتل لمجرد اعتناقه مذهبا آخر غير المذهب السني. كما أسأله كيف له أن يتجاهل حملة تمرد التي جمعت أكثر من15 مليون توقيع, كان يجب علي الأقل أني يقول لهم أنه يقدر المعارضة والرأي الأخر. آتمني أن تمر مصر من محنتها بسلام في تلك الفترة الحرجة.