اجتاحت حرائق ضخمة عددا من المباني الكبري وسط بانكوك أمس وانتشرت عمليات النهب والتخريب في العاصمة التايلاندية بعد حملة القمع الدموية التي شنها الجيش ضد المتظاهرين المناوئين للحكومة. وارتفعت اعمدة الدخان الاسود في سماء المدينة عقب العملية العسكرية التي شنها الجيش ضد معقل المتظاهرين الذين تحصنوا وسط المدينة وأدت الي مقتل خمسة اشخاص ودفعت بقادة متظاهري' القمصان الحمر' الي الاستسلام. وقالت السلطات ان متظاهرين غاضبين يرتدي بعضهم الملابس السوداء ويحملون الاسلحة الرشاشة, قاموا بعمليات تخريب وأضرموا النار في15 مبني علي الاقل. وذكر مسئولون عسكريون انه تم ارسال مروحية لمحاولة انقاذ100 شخص علي الاقل حوصروا في مكاتب القناة التليفزيونية الثالثة بعد ان اشعل المتظاهرون النار فيها. ووردت انباء عن اشتعال النار في مبني' سنترال وورلد' الذي يعد من اكبر مراكز التسوق في جنوب شرق اسيا, ومبني بورصة تايلاند, ومكتب تابع لشركة الكهرباء واحد البنوك.وفرضت الحكومة حظرا للتجول علي بانكوك من الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي الي الساعة السادسة صباحا في محاولة لاخماد اندلاع العنف, الا ان السلطات اقرت بان أجزاء من العاصمة لا تزال خارج سيطرتها. وفرضت السلطات كذلك حظرا للتجول علي23 مقاطعة اخري في سائر انحاء البلاد, بحسب بيان لمركز الطوارئ. وصرح بانيتان واتاناياجورن المتحدث باسم الحكومة:' الليلة ستكون ليلة اخري من المعاناة'. واضاف:' تدعو الحكومة اي شخص يشن هجمات الي التوقف عن ذلك لان قادتهم استسلموا ووافقوا علي المشاركة في مصالحة وطنية'. وبعد نحو شهرين من التظاهرات التي بدأت سلميا ثم تخللتها حوادث عنف ومفاوضات لم تثمر عن اي نتيجة, سيطر الجيش في غضون ساعات قليلة علي منطقة' القمصان الحمر' وارغم قيادييهم علي الاستسلام.واستخدم الجيش الدبابات وهجم مئات الجنود في وقت مبكر أمس علي الحي التجاري والسياحي بالعاصمة حيث تحصن المتظاهرون طويلا, وذلك بعد اقتحام المدرعات للمتاريس التي اقامها المتظاهرون بواسطة الاطارات المطاطية والاخشاب والاسلاك الشائكة. واعلن احد قادة المتظاهرين بعينين دامعتين ان المتظاهرين سينهون تظاهراتهم بعد ستة اسابيع من الاعتصام. وشاهد مصور وكالة الأنباء الفرنسية جثث اثنين من المتظاهرين علي الارض اثر اصابتهما بعيارات نارية في الرأس عندما اقتحم الجيش معقل المتظاهرين.