انتظر الشعب المصري بوجه عام وأهالي محافظة البحيرة بوجه خاص بعد ثورة يناير التغير في صور اللامبالاة والاهمال والظلم وعدم الضمير في المنظومة الصحية. لكن مازال المشهد كما هو ففي مستشفي دمنهور العام أو ما يسمونها( المعهد الطبي القومي بدمنهور) وهي إحدي المستشفيات الحكومية, حيث أصبحت حال المستشفي لا تسر عدوا ولا حبيبا, فالاطباء غير متواجدين ناهيك عن ندرة الأدوية ونقص وانتشار القمامة والحشرات والفئران والقطط الضالة في كل مكان داخل المركز خاصة أن المستشفي تستقبل أعدادا كبيرة من الحوادث بصفة يومية, فبمجرد أن تخطو قدماك للمستشفي تجد المرضي يفترشون الارض والطرقات والعيادات بدون أطباء, والصيدلية مغلقة معظم الوقت وصرف الدواء حسب المتاح وليس وفق حالة المريض, كما يعاني المرضي المترددون علي المركز ازمة عدم وجود اكياس دم. بداية يقول ماهر محمد شعيب شقيق أحد المرضي, أن أخي يعاني من ورم في المخ وقد عانيت من عدم وجود سرير خالي بالمستشفي وأضطررتالي أن أبحث عن واسطة لمدير المستشفي لكي يدخل أخي لاجراء العملية له, وبالفعل تم إجراء العملية وبعد مرور ساعات قالوا إنه يعاني من نزيف بالمخ, وتم إجراء عملية أخري له في المخ, وبعد دخوله العناية المركزة قال لي الطبيب أخوك محتاج دم وأكياس بلازما, ولا يوجد دم بالمستشفي, وذهبت لبنك الدم بالمستشفي حتي استطيع شراء كيس دم مقابل أي مبلغ مالي لانقاذ أخي من الموت, لكن خرجت الطبيبة مديرة بنك الدم وتحدثت معي بتعالي شديد وقالت لي روح شوف متبرع أنا معنديش دم, وأضطررت أن أبحث عن واسطة وللأسف قالت الطبيبة أنا عندي دم محجوز لمريض آخر سوف يجري عملية. وتشكي سعيدة علي مسلم( ربة منزل) وتقول: أنا مريضة بفيرسc ولا يوجد عندي أمكانيات لشراء العلاج الخاص بهذا المرض وقد دلني أولاد الحلال علي أن أتوجة لمستشفي دمنهور لعمل علاج علي نفقة الدولة, ولكن منذ أكثر من5 شهور وأنا كعب داير علي الرغم أنني قلت لهم أنني بأركب مواصلات يوميا من قرية زرقون إلي مدينة دمنهور ولا يوجد عائل لي غير الله, ولكن لا أحد يسمع لي. وتقول قمر محمد أحمد مشعل ربة منزل والدموع تتساقط من عينيها إن زوجة ابني رزقها الله بطفل عقب ولادة قيصرية, وقال لي الطبيب المعالج الطفل يحتاج حضانة حالا, وعندما سألت عن حضانة داخل المستشفي لم أجد حضانة خالية وعندما ذهبت لمدير المستشفي صرخ في وجهي ولم يجد لي حلا. أما أحمد عبدالرحمن موظف فيؤكد أنه عند دخولك مستشفي دمنهور لا تجد أماكن لانتظار المرضي, مما يجعلهم يضطرون للجلوس علي السلالم وبين الطرقات, كما أن هناك أهمال وسوء معاملة للمرضي من عدم المرور عليهم ومتابعة حالتهم سواء من الاطباء الذين يعاملون المرضي بتعالي شديد وكذا من التمريض الذين لا يعرفون شيئا عن المرضي, أما العاملات فحدث ولا حرج, حيث لا يتم تغيير فرش الاسره مما يساعد علي نقل الامراض بين المرضي, فهناك إهمال شديد داخل المستشفي. وتشكو المهندسة رشا الحبروك, من نقص عدد الاطباء بالمستشفي خاصة وان الاطباء الكبار ورؤساء الاقسام والاستشاريين يقومون بالتزويغ مبكرا ويذهبون الي عيادتهم الخاصة التي يصل الكشف بها الي مائة جنيه ويتركون بعض الاطباء من محدودي الخبرة واطباء الامتياز يجتهدون في علاج المرضي. ويقول شوقي عبدالعال( مريض) إن هناك معاناة يومية لمرضي فيروسc داخل المستشفي بسبب الاهمال المتزايد والذي يجعلنا ننتظر لساعات وسط زحام شديد للحصول علي علاج دون الرفق بنا ومعاملتنا بدون إنسانية حيث أنتظر لساعات طويلة حتي أتمكن من الحصول علي رقم يسمح لي به بالدخول بالاضافة إلي عدم وجود أي نظام فالمستشفي تحولت لسوق ملئ بالمواطنيين وبأغراضهم التي يصعب أن تراها بالمستشفيات الخاصة. وقد حمل الأهرام المسائي بعض هموم المرضي للمهندس مختار الحملاوي محافظ البحيرة, والذي قام بالاتصال الهاتفي بمدير المستشفي, وأمر بأن يتم وضع الطفل فارس في إحدي الحضانات فورا, كما قام الدكتور محمد منيسي وكيل وزارة الصحة في أستجابة عاجلة بالاتصال ببنك الدم لتوفير الكمية المطلوبة من الدم والبلازما لحالة حسني شعيب.