تحول العلاج المجاني في معظم المستشفيات الحكومية بالمحافظات إلي حلم صعب المنال, ووهم كبير يصعب تحقيقه في ظل حالة التدني في الخدمات الصحية بالمستشفيات. سواء لوجود نقص شديد في كل الاجهزة الطبية او لعدم وجود اطباء متخصصين يرفض جميعهم العمل في ظل الانفلات الأمني المستمر وضعف الرقابة وهو ما أدي الي قيام أهالي المتوفين أو المصابين بهذه المستشفيات للاعتداء علي الاطباء وتحطيم المستشفيات نتيجة المشاجرات اليومية بين اهالي المرضي وبالأطباء خاصة في ظل نقص الخدمات بالمستشفيات وعدم توافر اكياس الدم ببنوك الدم وعدد من المشاكل التي منعت الاطباء عن اداء عملهم في ظل أهمال حكومي عن توفير الرعايا للمرضي والفقرا ء بهذه المستشفيات. أطباء أسيوط تركوا المستشفيات الحكومية.. وتفرغوا للبيزنس أسيوط وائل سمير حالة من الانهيار والانكسار وصلت إليها المستشفيات بأسيوط سواء الجامعية أو التابعة لوزارة الصحة حيث ترك الأطباء عملهم بالمستشفيات وتفرغوا للبيزنس الخاص بهم والمتمثل في عياداتهم ومستشفياتهم الخاصة ففي مستشفي أسيوط الجامعي ترك الأساتذة المستشفي للنواب الحديثي التخرج يفعلون ما يشاءون بالمرضي تحت مسمي أن المستشفي تعليمي في المقام الأول غير مبالين لحالة الاحتياج التي دفعت معدومي الدخل للخضوع تحت رحمتهم أملا في العلاج وهربا من جشع الأساتذة في عياداتهم ومستشفياتهم, خاصة ان أطباء المستشفي الجامعي تفرغوا تفرغا تاما لتلك العيادات والمستشفيات وتركوا المرضي يغرقون في بحر أخطاء النواب, غير مدركين لدورهم الإنساني مكتفين بالاستمتاع بالزحام الرهيب علي عياداتهم حتي أنهم باتوا يطردون المرضي خارج العيادات بسبب كم الضغط المتمثل عليهم بالرغم من ارتفاع قيمة الكشف التي تجاوزت عند بعض الأطباء حاجز ال200 جنيه بخلاف مقاولات الجراحات, والأطرف من ذلك أن الأمر وصل بهؤلاء الأساتذة الكبار بإتباع نهج جديد كنوع من البرستيج بأن تقوم عيادته بالحجز مسبقا والكشف بعد مرور4 أشهر في واقعة غريبة للغاية فكيف يكون الشخص مريض اليوم ويتم توقيع الكشف عليه بعد مرور4 أشهر فمن البديهي أن يكون شفي تلقائيا وهو ما يدفع المرضي للبحث عن وساطة أو أحد المقربين للطبيب لتقديم موعد الكشف ولو حتي شهرا أملا في العلاج دون النظر إلي أي اعتبارات أخري إما الوضع في مستشفيات الصحة فحدث ولا حرج فالخدمات الصحية في تدهور تام والمباني متهالكة وأهالي القري لا يعلمون عن الخدمات الصحية شيئا, وفي النهاية يسقط المرضي الفقراء ضحية جشع هؤلاء الاطباء. يقول عماد أحمد موظف إن الوضع تدهور تماما داخل المستشفي الجامعي بعدما تحولت مهنة الطب إلي بيزنس ومقاولات علي العمليات الجراحية عقب هجر الأطباء للمستشفي وتركها للنواب الحديثي التخرج يتعلمون في أجساد الفقراء من أهالي الصعيد فلو اتقي الأطباء الله في عملهم وراعوا ضميرهم وأدوا عملهم بالمستشفي بشكل طبيعي ما لجأ الفقراء من المرضي إلي الاقتراض وحتي يقوموا بالكشف عند ذلك الطبيب المشهور الذي أعطاه الله العلم ليتاجر به غير مبال للدور الإنساني الذي يقع علي كاهله ليتركوا المستشفي التي بات ثمن دخولها وتلقي العلاج فيه أما الموت أو الخروج بعاهة مستديمة أو الفرار للعلاج بالخارج خوفا من حالات الانفلات التي أصابت المستشفي الجامعي في مقتل والتي كانت في يوما من الأيام رمزا لتقديم الخدمة العلاجية المتميزة. ويضيف بلال بخيت حاصل ليسانس أصول الدين من جامعة الأزهر ويبلغ من العمر27 عاما أن مأساتي مع أطباء المستشفي الجامعي بدأت عندما دخلت المستشفي لعلاج التهاب بالفك العلوي باللثة نتيجة التهاب أحد الضروس حيث خضعت لكشف طبي قرر بعدها فريق الأطباء الذي يضم عددا من النواب الحديثي التخرج بقسم جراحة الوجه والفكين أجراء عملية جراحية لي بخلع الضرس الملتهب لأدخل حجرة العمليات قائلا: يا ليتني لم أدخلها حيث خرجت بعد العملية مصابا بنزيف حاد وتورم في الوجه وفقدان للبصر وكلما أسأل العاملين بالقسم عن نتيجة العملية وعما حدث لي يتهربون من الإجابة بل أخضعوني للعلاج بالمستشفي معصوب العينين حتي يتكتموا علي خطاهم الرهيب ظانين أنهم بذلك أخفوا عني الحقيقة وإنني لا اعلم حجم المأساة التي حدثت لي وهذا ما حدث بالفعل حيث إنني كنت مغيبا عن الواقع والحقيقة وبدأت تتكشف الأمور لي بعد أن قمت بنزع الضمادة التي وضعت علي عينيا حيث وجدت عيناي متورمتين وهناك غشاية علي عينيا ولم استطع الرؤية بشكل جيد أو عادي ولا أري تماما وعندما واجهت المسئولين بالقسم أكدوا لي بكل استهزاء إنني أخذت قطرة أثرت علي مستوي الرؤية لدي وهو ما لم يحدث أطلاقا. وأوضحت سناء عبد الحميد ربة منزل أن من صور الإهمال في المستشفيات أنني ذهبت لعلاج طفلي بمستشفي الحميات وعقب إجراء الكشف الطبي عليه قرر الطبيب إعطاءه محلول فكانت المفاجأة التي تمثل قمة الإهمال من قبل العاملين بالمستشفي قيامهم بتركيب المحلولا له في زراعة ووضع الكيس علي شباك الغرفة حتي انتهت كمية المحلول تماما ولم أجد عقبها وسيله إلا بالاستغاثة بالعاملين بالمستشفي لنزع خرطوم المحلول من زراع الطفل الذي بدأ يتسرب إليه الدم من أوردة الطفل بعد أن انتهت كمية المحلول. وأشار جميل عثمان محمد مرافق لأحد المرضي إلي أن من أبرز أشكال الإهمال في المستشفي هو انتشار أواني الأطعمة ملقاة في الطرقات وتحت الأسرة وفي العراء وبها بقايا الطعام المتبقي من المرضي في حالة تعفن وهو ما يجذبه الحشرات والحيوانات الضالة للإقبال عليها وخاصة الذباب والناموس, الذي ينقل الميكروبات والجراثيم من خلال التنقل بين تلك الأوعية وعلي أجساد المرضي ومتعلقاتهم سواء كانت أواني أو مناشف أو غيرها. من جانبه, أكد الدكتور أحمد عبدالحميد وكيل وزارة الصحة بأسيوط أن هناك خطة محكمة لتطوير وتجديد وصيانة مستشفيات الصحة, بدأت بتطوير مستشفي المبرة التي تحولت إلي مستشفي متميز وتقدم خدمة طبية مميزة وكذلك مستشفي الشاملة وجاري استكمال منظومة التطوير مع باقي المستشفيات, هذا فضلا عن تدريب الأطباء وإثقالهم بالخبرات اللازمة من خلال التعاون مع أساتذة وأطباء الجامعة,وأضاف وكيل وزارة الصحة, أن هناك العديد من القوافل الطبية التي يتم تيسيرها للقري المحرومة لضمان وصول الخدمات الصحية لجميع قري ونجوع المحافظة.