يفعل العامري فاروق وزير الدولة لشئون الرياضة خيرا لو اتخذ القرار الصعب بإلغاء اللائحة الجديدة التي فجرت كل المناطق في الوسط الرياضي. وبدلا من أن تحقق أهداف سابقتها في التطهير وجدت فيها الثعابين السامة فرصة لنزع كل ما تصل إليه أيديها من فتيل لإشعال النيران وإلغاء اللائحة بحكم قضائي استنادا إلي عدم دستورية بعض البنود, أو تحت ضغوط من اللجنة الأوليمبية الدولية, وساعتها ستحدث الفوضي التي تتيح لحسن حمدي وأمثاله مد أجلهم في الجلوس علي الكراسي, لأنهم في هذه الحالة يكونون قد تخلصوا من لائحة حسن صقر التي حصلت علي تحصين من القضاء! أعرف أن العامري في أسوأ موقف لوزير أو مسئول لأن الذين يحاربونه اليوم هم أصدقاء الأمس وحلفاء السنوات الطويلة الذين حاول أن يخدمهم وعجز بعد الضغوط السياسية والإعلامية, ولكنهم لم يرحموا عجزه ويشنون عليه الآن حملات لتشويهه وربما لإقصائه من منصبه لعل من يليه يفلح فيما فشل فيه, أو علي الأقل الانتقام منه لأنه تجرأ وأضاف للائحة ما يحول دون عودتهم بعد سن السبعين, وكأنهم يصرون علي الموت في المستنقعات التي عاشوا فيها في ظل نظام فاسد لم يكن يقع اختياره ولم يرع ويحم ولم يظل بظله إلا من يجيد النباح! دفع العامري فاروق ثمن هذه اللائحة من هيبته كوزير بعد أن اضطر للهروب من مؤتمر الإعلان عنها خوفا علي حياته, ولكن ليس أمامه إلا أن يتخذ القرار الشجاع بإلغائها علي أن يستمر العمل بلائحة حسن صقر التي أخرستهم جميعا, وساعتها ينقذ نفسه والرياضة كلها من الفوضي ولا يفكر في لائحة جديدة, وإنما يصبر حتي يكون عندنا قانون للرياضة تكون له الكلمة العليا. وحتي يحدث هذا يفتح دفاترهم القديمة ويقدمهم للنيابة العامة أو يعمل فيهم القوانين! إن ما يحدث هذه الأيام أشبه بفيلم هندي لا تعرف فيه من يتآمر مع من.. و ضد من.. ومن يريد إصلاحا, ومن يريد أن يزيدها فسادا.. و لا أبالغ إذا قلت إنهم جميعا أشبه بالإخوة الأعداء الذين يضمرون الشر لبعضهم, ويظهرون عكس ما يبطنون, ويتنقلون من هذا المعسكر إلي ذاك دون حياء, ولا تحركهم إلا مصالحهم, ومن هذا المنطلق كنت أحذر وزير الرياضة من اللائحة التي تكاد تقضي عليه, ولكنه لم يسمع ولم ينظر حوله وظن خطأ أنهم مازالوا علي قوتهم التي تجعلهم قادرين علي تمرير ما يريدون.. وجاء الوقت ليعرفوا أن زمنهم ولي وحسابهم اقترب! [email protected] رابط دائم :