اشتعلت من جديد أزمة الأسمدة الأزوتية بسوهاج التي تضاعف سعر الشيكارة منها من75 جنيها ببنوك التنمية إلي اكثر من150 جنيها. بعد سيطرة مافيا تجار السوق السوداء علي سوق الأسمدة بالمحافظة مما أصبح يهدد المزارعين الذين يعتمدون في دخولهم وأرزاقهم علي حرفة الزراعة موجهين أصابع اتهامهم لبنوك التنمية بتسهيل عمليات بيع حصة الأسمدة لكبار المزارعين ومافيا السوق السوداء من خلال حيازات وهمية غير مزروعة بالفعل علي أرض الواقع. في البداية يقول عبدالقادر خلاف مزارع: إن اختفاء الأسمدة بالسعر الرسمي وتوافرها بالسوق السوداء بأسعار خرافية يعد ضربة في الصميم للفلاح ويدفعه لهجر أرض او تبويرها حيث إن واضعي اليد علي الأراضي الزراعية غير الحاصلين علي حيازات يعانون عدم صرف الاسمدة لهم رغم ان وضعهم هادئ ومستقر, كما يهدد الارتفاع الجنوني في سعر السماد الزراعات الصيفية بالبوار وان فدان الذرة الشامية يحتاج إلي أكثر من عشرة أجوالة من السماد في حين ان الجمعية والبنك يقومان بتسليم من ثلاث الي اربعة فقط فيضطر المزارع الي شراء الأسمدة من السوق السوداء حتي لا يموت المحصول. ويضيف عبد الحكيم محمود مزارع: نزرع بالغالي ونبيع بالبخس فجميع المحاصيل لا تدر دخلا مناسبا للفلاحفعرقنا وشقاؤنا يضيع هباء بسبب نقص الاسمدة التي نحصل عليها بعناء من الجمعيات والبنوك الزراعية ونضطر لشرائها من الأسواق السوداء. ويوضح فتحي رمضان ابو الحمد قيام كبار التجار الأسمدة بالاحتكار والتحكم في أسعارها وإن الاسمدة اليوريا والنترات اختفت من الجمعياتالزراعية,وهوما دفع تجارالسوق السوداءإلي رفع الأسعار ليتراوح سعر الشيكارة بين150 و180 جنيها, ليزيد من أعباء الفلاح ويؤكد أن المحاصيل الصيفية مثل الطماطم والذرةوالقطنتحتاج إلي كميات كبيرة من الأسمدة, مما يحمل الفلاح أعباء أكثر, بالإضافة إلي تراجع الثروة الحيوانية التي كان الفلاح يعتمد عليها في الحصولعليالسماد العضوي, والذي كان يقلل من استهلاك الأسمدة الكيماوية. ويؤكد توفيق ابراهيم( مزارع) ان زيادة أسعار الأسمدة جعلت أصحاب السوق السوداء يزدادون ثراء وأصبح المناخ مهيأ لزيادة الاسعار والزراعة مستحيلة وليس امام الفلاحين سوي التسول. ووجه المزارعون انتقادات حادة للمسئولين بالمحافظة بسبب تجاهلهم كارثة الارتفاع الجنوني في اسعار الاسمدة وانه في حالة استمرار الأوضاع الحالية سينضم الفلاحون الي طوابير البطالة لتزداد حالة الاحتقان. ومن جانبه, أكد المهندس مصطفي عبد الفتاح( وكيل وزارة الزراعة بسوهاج) توافر حصص الاسمدة الزراعية اللازمة للفلاحين وعدم وجود نقص بأي مركز من مراكز المحافظة مع وجود مخزون احتياطي كاف. واضاف ان الرصيد المتبقي من الاسمدة يبلغ30582 يوريا و9808 نترات مضيفا ان حركة النقل للاسمدة مستمرة لتوفير باقي الكميات التي سيتم توزيعها في الفترة المقبلة.