في الوقت الذي تشن فيه القوات النظامية السورية معززة بمقاتلين من حزب الله هجوما ضاريا للاستيلاء علي مزيد من الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في بلدة القصير الحدودية. ورد المعارضة بالدفع بمزيد من الدبابات والمدفعية في محيط المناطق التي تسيطر عليها المعارضة, أضحت البلدة التي يقطنها30 ألف نسمة ميدانا لمعركة إستراتيجية ربما تكون فاصلة, إذ تريد قوات الأسد استعادة السيطرة علي المنطقة لتأمين طريق يصل بين دمشق ومعقل الرئيس علي ساحل البحر المتوسط والفصل بين الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في الشمال والجنوب, بينما تقاوم قوات المعارضة لصد الهجوم إذ تري أن الاحتفاظ بطرق الإمداد عبر الحدود أمر حيوي وتريد أن تحرم الأسد من انتصار تخشي من احتمال أن يمنحه اليد الطولي في محادثات السلام المقترحة تحت رعاية الولاياتالمتحدةوروسيا في الشهر المقبل. لذا, تحاول المعارضة في اسطنبول التي تشتكي من كثرة التدخلات الإقليمية والدولية, أن توحد صفوفها قبل مؤتمر سلام مزمع لتعزيز وضعها في الحرب الأهلية, الذي من شأنه إذا فشلت أن يضعف ذلك فعالية دور روسياوالولاياتالمتحدة الراعيتين للمؤتمر في إنهاء الصراع السوري حيث من المقرر أن يلتقي وزيرا الخارجية الأمريكي والروسي في باريس غدا لبحث سبل دفع الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيه إلي المشاركة في المؤتمر, وبدلا من أن يركز المؤتمر علي وقف إطلاق النار كما تريد روسيا, تريد المعارضة دعم موقف السعودية التي تود أن يوضع رحيل الأسد علي رأس جدول أعمال المؤتمر, رغم تشكيكها, في إمكانية خروج المؤتمر باتفاق فوري علي رحيل الأسد.. ومن جانبه, أكد السناتور الأمريكي جون ماكين أمس أن الحرب الأهلية في سوريا ستزداد سوءا ما لم تكن هناك تهديدات جادة وإمكانية اتخاذ إجراء ملموس ضد الرئيس بشار الأسد, موضحا أنه يريد من الولاياتالمتحدة اتخاذ إجراء أقوي ضد سوريا. وأضاف ما لم يقتنع بشار الأسد بان الوضع العسكري لن يكون في صالحه أو بمعني أخر اذا اعتقد انه يستطيع البقاء فلا اعتقد انه سيتفاوض بجدية, مشددا علي أنه يجب ان تكون هناك بعض الجدية في جنيف2 وأنه اذا لم يوافق علي انتقال منظم( للسلطة) فإن العواقب ستكون وخيمة وتابع أنه من وجهة نظري سيكون هناك منطقة لحظر الطيران وحرمانه من قوته الجوية ونقل بطاريات صواريخ باتريوت لحماية منطقة حظر الطيران بينما أكد أردوغان في تصريح له أمس أن من يحاولون الحفاظ علي بقائهم في الحكم والاستمرار في ديكتاتوريتهم يعبثون الآن بالسلام الذي نتمتع به في تركيا, ولكن هذه الأيام ستولي, وسيأتي اليوم الذي تتمكن فيه المعارضة في سوريا من إزاحة هذا الديكتاتور- في إشارة إلي الرئيس السوري بشار الأسد, ومن جانبها, ذكرت الإدارة العامة لمكافحة الطوارئ والكوارث الطبيعية التابعة لرئاسة الوزراء التركية ان عدد السوريين اللاجئين في المخيمات التركية منذ عامين بلغ حتي اليوم193 الفا و908 لاجئين سوريين. ونفت إيران علي لسان وزير الدفاع أحمد وحيدي أمس إرسال قوات عسكرية إلي سوريا وذلك ردا علي اتهام إيران بالتدخل عسكريا في شكل مباشر إلي جانب الجيش السوري النظامي, بينما ندد رئيس الائتلاف السوري المعارض بالإنابة جورج صبرة أمس بوجود ألاف المقاتلين الإيرانيين في سوريا. لكن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من خطرين كبيرين تواجههما بلاده الأول خطر إسرائيل وأطماعها ومشروعها والثاني التحولات الراهنة في سوريا وبروز التيارات التكفيرية, وأكد أن حزبه سيخوض الحرب ضد من سماهم تكفيريين في سوريا إلي آخر مدي مؤكدا انه سيصنع الانتصار لحلفائه في سوريا الذين يقاتلون لاستعادة مناطق استولت عليها المعارضة المسلحة. ومن جانبه, استبعد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس مشاركة إيران في مؤتمر مقترح لإحلال السلام في سوريا قائلا إن طهران متورطة في الصراع ولا ترغب في السلام. وفي الأراضي المحتلة, قال الخبير الأمني الإسرائيلي يتسحاق بن يسرائيل إن قراصنة سوريين حاولوا اختراق الحواسيب الخاصة بأنظمة المياه في مدينة حيفا.