عندما يأتي التحذير من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بأن الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط تزداد توترا وسوءا وتنذربانفجار جديد وحتي بكارثة, فإن ذلك يدعونا إلي التساؤل حول توقيت زيارته لدمشق ومن ثم تركيا هل جاء الرئيس الروسي ليعلن عن تضامنه مع سوريا حتي تعيد إسرائيل والولايات المتحدة حساباتهما قبل الإقدام علي مغامرة جديدة تم التمهيد لها علي خلفية مزاعم نقل صواريخ حديثة إلي حزب الله عن طريق دمشق؟ كانت موسكو قد اعتادت إرسال كبار المسئولين إلي المنطقة ولكنها المرة الأولي التي يقوم فيها الزعيم الروسي بمثل هذه الزيارة ثم يصدر تصريحات واضحة يحذر فيها جميع الأطراف من وقوع الكارثة.. روسيا لم تكن في يوم من الأيام بعيدة عما يدور في الشرق الأوسط ولها مصالحها وعلاقاتها ذات الجذور التاريخية, ومثل تلك الزيارة وتوقيتها يضعان الأطراف المقابلة امام حسابات ومعادلات لابد من وضعها في الاعتبار قبل الإقدام علي خطوة من شأنها تفجير الأوضاع... والمسار الروسي يتحدد ويعلن عن نفسه بكلمات محددة لابد انها وصلت إلي أسماع الحكومة الإسرائيلية والبيت الأبيض... وإذا كان للبعض ان يري في الزيارة وجها آخر يشير إلي محاولة موسكو التدخل لحمل دمشق علي التروي وإعادة النظر في علاقاتها بإيران وحزب الله حتي لا تظل في دائرة الخطر, فإن ذلك لم يكن يستدعي حضور ميدفيديف شخصيا, وكان يمكن لمبعوث رفيع المستوي القيام بالمهمة... التحالفات تزداد وضوحا, وعلي واشنطن القبول بأن موسكو علي الخط في الشرق الأوسط, وأن روسيا لن تسمح بالمزيد من العمليات العسكرية ضد حلفائها... الإعلام الأمريكي من ناحيته يغض البصر ويسعي لعدم تسليط المزيد من الأضواء علي ذلك الجانب حتي لا يضع الإدارة الأمريكية في حرج واضح, لأنها باتت عاجزة عن الحركة, سلما أو حربا, وتترك القرار للآخرين خاصة إسرائيل... muradezzelarab@hotmailcom