علي جنب يا أسطي.. عبارة يتمني أن يسمعها عشرات المرات يوميا لأنها اللحظة التي تتوقف فيها السيارة عن الحركة وينزل منها الراكب بعد أن يعطيه مقابل التوصيلة. انه سائق التاكسي الذي اعتاد ان يبدأ يومه مع طلوع الشمس دون أن يحدد موعد الانتهاء من عمله في إطار يومه المفتوح الذي يتجول فيه وسط زحام العاصمة وفي شوارعها التي يحفظها عن ظهر قلب. ووفقا لحالة الطريق والمدة التي تستغرقها الرحلة قد ينشأ بين سائق التاكسي وركابه حوارات تتخللها الأحاديث السياسية والاجتماعية وتتكون علاقة صداقة سريعة تستمر لدقائق وتنتهي بمحطة الوصول.. هكذا كان الحال بين سائق التاكسي وركابه ميسوري الحال وشيئا من الرفاهية في الماضي القريب أما الآن وبعدما تلون التاكسي بألوان أخري غير الأسود, حيث دخل تاكسي العاصمة الأصفر في محاولة لمنافسة الأسود أو ربما المساهمة في تطوير شكله كوسيلة للمواصلات داخل العاصمة ليظهر بعد ذلك التاكسي الأبيض وانتشر في إطار مشروع الإحلال الذي تم لتحل السيارات البيضاء محل التاكسي الأسود القديم, وفي المقابل اختفي تدريجيا التاكسي الأصفر, لتنحصر العلاقة بين السائق وركابه علي العداد الذي يسجل المبلغ المطلوب سداده. الأهرام المسائي يفتح كشف حساب التاكسي بألوانه الثلاثة لرصد ما آل إليه حال الأسود وتحديد مصير الأبيض وسائقيه في إطار استمرار مشروع الإحلال ولماذا فشل الأصفر في أن يصبح تاكسي العاصمة؟! رابط دائم :