ياخوف فؤادي من غد يالشوقي وإحتراقي في انتظار الموعد هذه الكلمات أو القصيدة التي كتبها الشاعر السوداني الهادي وقام بالصياغة اللحنية الموسيقار محمد عبد الوهاب وأطربتنا بها كوكب الشرق أم كلثوم استمعت إلي المقدمة الموسيقية من بعيد وأنا أجلس في مكاني بالنقابة ووجدت العامل حسن بالونة يمسك في يده( الموبايل) ويضعه علي اذنه ويتقدم ناحيتي ويقول( إيه الموسيقي الحلوة دي إيه الكلام الجميل اللي بتغنيه الست) واستطرد وقال( يابختكم) إنتم عشتم في الزمن الجميل وإحنا عايشين نسمع كلام لا له طعم ولالون) وحرك هذا الكلام مواجعي خصوصا انه كان يجلس بعض الموسيقيين من أعمار مختلفة ومنهم من قال( سامع عمر خورشيد بيقول إيه علي الجيتار)ورد عليه آخر واسمع كمان الصولو اللي بيقولوا أحمد الحفناوي وعم محمد عبده صالح علي القانون وطبعا صاحب هذه الملحمة الموسيقار محمد عبد الوهاب والذي اختار مقاما موسيقيا يسمعه ويعشقه الشرقيون والغربيون مقام العجم أو نقول( صول ماجير) وما دفعني للكتابة في هذا الموضوع أنه عامل بسيط ثقافته محدودة أو معدومة وشعر بجمال الكلمة وحلاوة النغم والأداء الرائع وهذا الشعور شبه معدوم عند كثير من المؤلفين والملحنين في هذه الأيام وليس المطلوب أن تكون هذه الفترة مثل الفترة السابقة لأن كل فترة أو كل جيل له ظروفه ولكن المطلوب هو عدم الإنفصال التام والبعد عن أصولنا المصرية والشرقية والارتقاء بالكلمة سواء كانت بالفصحي أو العامية وعندما ترتقي الكلمة سيرتقي اللحن ويرتقي المستمع والمقدمة الموسيقية لهذه القصيدة نموذج للأعمال الموسيقية الرفيعة وفيها يؤكد عبد الوهاب نفسه كموسيقار ثم بعد ذلك يلحن الكلمات بنفس براعة وحلاوة المقدمة أما في هذه الفترة فلايوجد ملحن يعرف أو يقدر علي وضع مقدمة موسيقية لأنه يهتم بالإيقاع فقط الذي يصاحب الكلمات ويترك الباقي للموزع الموسيقي وهذا هو الانفصال شخص بسيط استمع الي هذه الموسيقا وهذه القصيدة وشعر بجمال وحلاوة الأداء بل وسألني عن بعض معاني الكلمات هذا الاحساس الذي سيطر علي هذا العامل أتمني أن يسيطر علي بعض أو كل شبابنا ليعرفوا الفرق بين ماكان وماهو حاصل ومنتشر في هذه الأيام ومرة أخري أنا لا أريد الرجوع الي الوراء ومؤمن جدا بأن لكل جيل حقا بحيث لاينفصل عن الجيل الذي سبقه بل يكون إمتدادا له مع سرعة العصر وتكنولجيات العصر وإختيار الكلمات والمعاني الجميلة وليس مانسمعه منذ عشر سنوات وأكثر ولا أملك إتهام أي جهة بل كلنا مسئولون عن هذا المستوي المتدني في عالم الموسيقا والغناء, واختتمت أم كلثوم القصيدة بقولها: وغدا نسمو فلانعرف للغيب محلا وغدا للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا قد يكون الغيب حلوا إنما الحاضر أحلي أغدا ألقاك والله ولي التوفيق