منذ عشرات السنين وأبناء سوهاج يحلمون بتحويل مدينتهم الي مدينة خالية من التلوث البيئي تنقل من داخل شوارعها كل الصناعات الملوثة للبيئة والمقلقةللراحة الي مدينة مستقلةخارج الكتلة السكنية تحت اسم مدينة الحرفيين والواقع المرير يؤكد ان هذا الحلم تحول الي كابوس مزعج والمدينة التي اقيمت بالفعل تحت مسمي مدينة الحرفيين بقرية اولاد عزاز بالجبل الغربي اصبحت اسما علي غير مسمي فلم تصبح مدينة كما كان يحلم بها الجميع ولم يعد بها الا اعداد لاتتجاوز الخمسة حرفيين لعدم توافر الكهرباء والصرف الصحي والطرق المرصوفة وافتقاد الامن وقلة مياه الشرب والمدينة بدون سور وعدم توافر المواصلات ومشاكل لاحصر لها. ويقول محمود حسين حرفي أعمل مع صاحب الورشة منذ فترة وهي تعتبر الورشة الوحيدة المفتوحة داخل مدينة الحرفيين لأسباب عديدة لعدم توافر الموصلات وانقطاع مياه الشرب وافتقاد الامن وانقطاع التيار الكهربائي واصبح من الصعب بل من المستحيل افتتاح هذه الورش لافتقادها أبسط الخدمات الضرورية. ويقول أشرف أبو الحمد ان قرية الحرفيين اغلقت ابوابها لأسباب عديدة منها لاتوجد خدمات نهائيا لانقطة شرطة ولا وحدة اطفاء ولا وحدة صحية وان الشقق الموجودة بالمدينة اسعارها نار وتحولت المدينة الي اشباح ترتع فيها الكلاب والقطط. ويتساءل عبد الرحمن محمود: كيف نعمل هنا بدون محلات وقطع غيار ولا زبائن ولاخدمات ولا موصلات والكثيرون يعملون بالمدينة بلا تراخيص وليس امامنا الا ان نترك ورشنا ونجلس في منازلنا بلا عمل. ويشير موريس نعيم الي اننا لانجد حتي الطعام والمواصلات صعبة واسعارها مرتفعة وذلك نعمل يوما ونجلس ثلاثة ايام فنضطر بالعودة للعمل داخل المدينة. وطالب جمال محمد عبد الرحيم بضرورة توفير كل الخدمات الضرورية لمدينة الحرفيين حتي تكون هذه الخدمات جذابة للحرفيين والعمل بها وتشغيلها بدلا من اغلاق ابوابها بالضبه والمفتاح بالاصافة الي توفير الامن داخل المدينة بعد ان اغلقت النقطة ابوابها بالاضافة الي عدم وجود سور لمدينة الحرفيين واصبحت الورش معرضة للسرقة في اي وقت ويقول علي محمد صاحب ورشة ان مدينة الحرفيين لايوجد حولها سور وتنتشر حولها الحيوانات والكلاب الضالة وبمجرد حلول الظلام لايمكن ان يوجد صاحب سيارة او مصلحة داخل هذه المدينة. ومن جانبه اكد الدكتور يحيي عبد العظيم محافظ سوهاج ان مدينة الحرفيين الجديدة والمقامة علي مساحة اكثرمن70 الف متر بقرية اولاد عزاز بالجبل الغربي لإنشاء120 ورشة بتكلفة تزيد علي عشرة ملايين ضمن المرحلة الاولي في اطار مشروع لإنشاء382 ورشة وذلك بهدف نقل الصناعات الملوثة للبيئة خارج المناطق السكنية وان المرحلة الثانية من المشروع انشاء140ورشة تقدر تكلفتها بأكثر من7 ملايين جنيه. واضاف المحافظ ان الدولة ستعمل جاهدة في توفير كل الخدمات الضرورية من مياه وكهرباء وامن وتمهيد طرق وموصلات لأصحاب الورش بمدينة الحرفيين من اجل افتتاح جميع الورش بالمدينةالجديدة وغلق كل الورش داخل الكتلة السكنية حفاظا علي التلوث البيئي ومنعا للازعاج.