هل ستتوالي الإغراءات علي المستثمر المصري مستقبلا وسط ما أحدثته الساحة السياسية من شروخ في الأوضاع الاقتصادية؟ تساؤل يلوح في الأفق بعد موافقة قطر علي عمل الشركات المصرية بها دون كفيل خلال المرحلة المقبلة.. فماذا يقول المستثمرون؟ أكد محمد جنيدي رئيس نقابة المستثمرين الصناعيين, أن الصناعة المصرية ستتأثر سلبيا بذلك القرار, خاصة أن قطر تقرض80% من قيمة المشروع بخلاف فائدته التي لا تتعدي3% مما يحفز أي مستثمر يرغب في تحقيق مكاسب بعد تحملها خسائر علي مدار أكثر من عامين, مشيرا إلي أن المناخ الحالي الذي يشهد تدهورا يقف وراء حوافز الدوحة في الوقت الذي تدفع فيه الصناعة المصرية الثمن. وأضاف جنيدي: إلي جانب سرعة تسهيل الإجراءات لتأسيس الشركة, وأسعار الطاقة المنخفضة مقارنة بالأسعار المحلية الحالية, ولم يستبعد قيام دولة أخري بتلك الخطوة تجاه مصر. واتهم سوء المناخ الداخلي للدولة الطارد لرءوس الأموال مما يشجع الدول علي مزيد من الإجراءات التحفيزية, مؤكدا أن الوضع القائم حاليا لن ينصلح إلا بإرادة سياسية حقيقية وتنفيذ للمقترحات التي تقدمنا بها للرئيس بالصورة التي تحقق أعلي معدل استفادة. مجدي طلبة عضو المجلس التصديري للملابس الجاهزة قال: إن ما نسمعه من أي مسئول ما هو إلا كلام استهلاكي ليس أكثر, مرجعا ذلك إلي سوء المطبخ الداخلي الاقتصادي وسط تزايد حالات إفلاس الشركات والصعوبات التي تواجهنا. وتعجب من موافقة قطر للشركات المصرية للاستثمار بها وسط ضعف الجانب المصري بسبب النزيف المتواصل للمصانع منذ أكثر من عامين, فالمصانع غير قادرة علي الانتقال من بنها لطنطا فكيف ستنتقل لدولة أخري؟ وأكد طلبة أننا لم نتمكن من تأهيل كوادر تعبر بنا الأزمة الاقتصادية الراهنة, وتنجح في تحقيق مشروعات قوية بدولة أخري, مطالبا بضرورة إصلاح المنظومة الداخلية أولا حتي تتحقق نهضة اقتصادية حقيقية, وتتمكن المصانع من العمل بكامل طاقتها بدلا من النصف. وقال إن المرحلة الحالية في حاجة لجذب استثمارات قطرية لمصر بدلا من الاستثمار هناك, وكان الأولي إلغاء نظام الكفيل للعمالة المصرية وليس للشركات. بينما أوضح محمد السيد عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين, أن تلك الخطوة تعد توسيعا لمجال العمل بين البلدين الذي يعود إيجابيا علي الاقتصاد المصري من خلال تحمل أصحاب المصانع النزيف الحالي بالمكاسب المحققة جراء الاستثمار بقطر. وقال إن قطاع المقاولات يعد المستفيد الأكبر, خاصة أن دولة تستعد لكأس العالم, متمنيا حذو باقي الدول النهج نفسه خلال المرحلة المقبلة.