صرخ الحاجب بصوت جهوري محكمة.. انتفض السامعون وعلي رأسهم فتاة شبرا التي تعلقت عيناها وأذناها بفم القاضي تترقب كيف سيحسم مصير حبيبها القديم المتهم بقتل شريكها في المقهي بعد أن أوعز أهالي منطقة شبرا إليه أن القتيل علي علاقة بها.. وفي اقل من لحظات عادت فتاة شبرا تتذكر كيف التقت عيناها بعين جارها الواقف الآن أمامها خلف القضبان وكيف كان يبادلها الهمسات عبر الهاتف حتي الساعات الأولي من الصباح كل ليلة حتي تطور الأمر إلي ماحاولت منع الوصول إليه لكنه أقنعها أن علاقتهما أكبر من الزواج وأنهما لن يفترقا طالما فيهما نفس يتردد وأغمضت عيناها وتقافزت أمامها مشاهد علاقتهما المحرمة ليلة تلو الأخري حتي طالت إلي5 سنوات مرت سريعا حتي ظهر شريك جديد في المقهي لم يكتف بمشاركتها في المقهي إنما طمع فيها وتبدلت الليالي معه بدلا من عشيقها الأول المتهم الذي ينتظر حكم العدالة فيه وكانت تعلم أن العشيق القديم يشعر بتغيرها تجاهه, وكان هذا يسلب عقله, حتي إنه أراد التأكد قبل أن ينتقم, وبدأ يتتبع خطواتها ومراقبتها من بعيد, ليتأكد من شخصية من سرق قلبها و خطفها منه وفجأة شعرت بالآلم وهي تتذكر كيف كان رد الفعل العنيف للمتهم بمجرد علمه بالعلاقة الجديدة بينها وبين شريكها الجديد في المقهي وجن جنونه وأقسم لها أنه لن يري النور ثانية وسيذيقه من العذاب ما يجعله يتمني الموت عشرات المرات. وما ان استعادت وعيده, وضعت سها يديها علي وجهها تدفن رأسها وهي تشعر بالغيظ وهي تتذكركيف سمعت من المتهم صياحه وهويقسم لها أنه صور لقاءاتهما السرية منذ سنوات, وكيف هددها بفضحها بسبب فتور علاقهما بعد ظهور الشريك الجديد وأنه لن يتراجع عن قتله, ومر أمامها صورة أن احساس العاشق القديم بعد أن هجرته لتنتهي قصة الحب الحرام, ولكن باسم وضع خطة لرصد تحركات سها,حتي علم أن الشخص الذي باعته من أجله, هو حاتم المجني عليه, فقرر القضاء عليه, بأن توجه للتخلص من حاتم ولكنه فشل أول مرة, لغيابه عن ناظريه, وعدم تمكنه من ملاحقته, في ذلك اليوم. ولم يتراجع باسم عما بداخله وأصر علي محو غريمه من الحياة, وبعد يومين من المحاولة الأولي التي باءت بالفشل, ظل ينتظره أمام المقهي مستترا في سيارته الخاصة ويترصده قرابة ال3 ساعات, إلي أن تأكد من انفراده داخل المقهي, فتسلل إليه, ممسكا سكين وصوبه بصدره وباغته بالطعنات حتي سقط بين قدميه تتقافز منها دماؤه ولاذ هاربا. ومرت الأحداث سريعا من مباحث قسم الساحل, إلي النيابة حتي إيقاعه, وثبت أثناء ضبطه هاتفه, مسجل عليه مقاطع صورسها, ومقاطع جنسية, وبعض المتعلقات الأخري, وقصاصات ورقية بخط يده تفيد بأن هناك علاقة كانت بالفعل تجمعهما معا, وعضت سها شفتيها وهي تتذكر أنها حضرت كشاهدة إثبات ضده أمام النيابة التي أقر أمامها بارتكابه الواقعة, بغرض الانتقام. ,وبعد إحالته للجنايات وإرفاق دلائل ومستندات تقر بإرتكابه جريمة القتل العمد, وفقا لنصوص مواد القانون رقم(232,231,230) من قانون العقوبات, وبعض المواد الأخري, ليتمهل بعد إطلاع المحكمة ما تراه حول مصيره...وفجأة انتفضت سها من وقائع كبوتها المار علي ذاكرتها, و صوت المستشار أسامة شاهين رئيس محكمة جنايات القاهرة,, يرتفع معلنا صدور حكمه بالسجن المؤبد علي المتهم الذي سيقضي بقية عمره خلف أسوار الغرف المظلمة جراء أفعاله. رابط دائم :