كما يختلف البشر في ألوانهم ولغاتهم وأعراقهم, تختلف الشعوب في ثقافاتها ودياناتها وعاداتها وتقاليدها, ليست طبائع الشعوب كبعضها, فهناك شعوب مضيافة تحب المجاملة, وهناك شعوب عملية لا تلقي بالا للشكليات الاجتماعية. وفي المناسبات الاجتماعية كحفلات الزواج ووقائع الطلاق وحالات الوفاة تتنوع أشكال السلوك والعادات من مجتمع لآخر في طريقة استقبالها وإحيائها تنوعا هائلا وفريدا في كل التفاصيل ابتداء من طريقة تلقي الخبر, مرورا بالأزياء التي يلبسها المحتفلون وما يقال ومالا يقال, ومواكب الاحتفال وفي طريقة استقبال المشاركين في المناسبة. فالمصريون يعتقدون أن إكرام الميت دفنه, ويقبلون علي الجنازة بغير دعوة للمشاركة في وداعه والدعاء له والوقوف علي قبره وتقديم واجب العزاء لذويه, ويقولون فيما بينهم: اذكروا محاسن موتاكم حتي لا يعذب الميت بذكر مسالبه. أما في بريطانيا فالأمر مختلف تماما, حيث لا يحضر مراسم الدفن إلا المدعوون فقط الذين يتسلمون دعواتهم بالاسم بناء علي وصية المتوفي وعلي رغبة أقاربه, ولا يسمح لمن لم يتلق دعوة بالحضور,لا في المراسم الكنسية ولا في الجنازة ولا عند الدفن أو الحرق في الأفران المخصصة لذلك بناء علي الوصية, ويطوفون بموكب الجنازة علي الأماكن التي اعتاد المتوفي ارتيادها مثل البار الذي اعتاد أن يحتسي فيه مشروباته الكحولية أو النادي الذي مارس فيه رياضته وغيرها لمنح المتوفي فرصة أخيرة لكلمة وداع لن ينطقها. رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت ثاتشر أول إمرأة تتولي رئاسة الحكومة في تاريخ بلادها التي عرفت بالمرأة الحديدية لقوة شخصيتها وإصرارها علي مواقفها والتي رحلت عن دنيانا أمس تعرضت لهجوم كاسح من عدد من أعضاء مجلس العموم البريطاني والسياسيين بمجرد نشر خبر وفاتها بجلطة دماغية عن عمر يناهز88 عاما بسبب السياسات التي اتبعتها خلال توليها منصبها. جورج جالوي أعلن علي موقعه علي الإنترنت أنه يتمني لثاتشرأن تحترق في نار جهنم بسبب ما اقترفته من أخطاء, مؤكدا أنه سمعها بنفسه تصف الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا ب الإرهابي. جيري أدامز رئيس حزب شين فين في أيرلندا الشمالية ذكر أنها تركت جرحا كبيرا بين الأيرلنديين والشعب البريطاني. كين ليفينجستون عمدة لندن السابق قال إ نها خلقت مشكلة الحصول علي مسكن وتسببت في الأزمة البنكية وكانت وراء مشكلة الحصول علي إعانات اجتماعية التي ما زالت بريطانيا تعاني منها حتي اليوم. لا أحد منهم ذكر محاسنها التي ذكرها آخرون.. فالحمدلله أننا مصريون. [email protected] رابط دائم :