إعتاد وزراء زراعة مصر من قبل الاعلان عن تسليم اراضي للشباب والمستثمرين علي ان تكون الاولوية للشباب دون الافصاح عن خطط الاستصلاح ومصادر المياه اللازمة للزراعة. الامر الذي يجعل الشباب لايقبلون علي المشاركة في مثل هذة المشروعات لعدم قدرتهم علي استصلاح صحراء دون امكانات وفي النهاية يفوز بها المستثمرون الكبار, حتي بات الشباب يعتبرونها نوعا من أنواع الدعاية الرخيصة من جانب بعض المسئولين التي تستغل هموم الشباب و مشاكلهم خاصة مشكلة البطالة من اجل ضمان البقاء في مناصبهم ومنذ ايام كرر الدكتور صلاح عبد المؤمن وزير الزراعة ما كان يحدث من وزراء الزراعه السابقين, حيث صرح إنه سيتم البدء في تنفيذ مشروع( سد الفجوة الغذائية) من خلال طرح ارض زراعية جديدة للشباب والفئات الاجتماعية, محدودي الدخل بتخصيص20 فدانا للفرد علي ان يكون الحد الاقصي100 فدان للتمليك, و انه سيتم منح المستفيدين فترة سماح للسداد مدتها3 سنوات علي ان يتم بعدها السداد علي اقساط لمدة20 عام بمناطق جنوب شرق العوينات وسيناء وتوشكي والفرافرة والقطارة. الخبراء اكدوا ان الاعلان عن مثل هذه المشروعات مع عدم توفير البنية الاساسية الضرورية, التي تتوافق مع إمكانيات الشباب لضمان نجاحها يشير إلي عدم جديتها, حيث يقول الدكتور عادل الغندور الخبير الزراعي ان زراعة20 فدان في اماكن مثل التي اعلن عنها وزير الزراعة مكلف جدا بالنسبه للشباب لدرجة ان تكلفة بئر الزراعه هناك تصل الي مليون جنيه كما انه لا توجد بنية اساسية ولا طرق ولا كباري مخططة وفي شروطها ان المشتري عاينها وللاسف لا يستطيع الشباب او المواطنين العاديين من المزارعين والفلاحين استصلاح وزراعة هذه الأراضي وقد حصل من قبل ان تسلم افراد نفس مساحات مقاربة من المعلن عنها قبل ثورة25 يناير و تركوها لصعوبة زراعتها. و اضاف ان هناك نقطه هامه جدا وهي ان هذه الاراضي لايوجد لها مصدر للمياه الا المياه الجوفية وطبقا للتقارير التي يتحدث عنها الوزير حول مخزون المياه فإن مخزون المياه سينفذ بعد فترة زمنية فكيف لشخص يأخذ عائلته الي تلك الاراضي ويقيم فيها لان هناك سؤال سيطرحه علي نفسه أين تذهب الاسر بعد نفاذ المياه وهذا هو السبب في ان يطلق علي مثل هذه المشروعات بمشروعات التنمية غير المستدامة تحتاج الي مستثمرين يحددون مده زمنيه للاستصلاح والزراعه لحين نفاذ المخزون الجوفي من المياه, و ان الاساس في الدعوة لتوزيع مثل هذه الاراضي قائم علي سد الفجوه الغذائية وبناء مجتمعات وهو ما لايتماشي مع طرق التوزيع والسداد ودخول مجموعات مع بعضها وكل هذا سيجعل الناس تعزف عن حجز هذه الاراضي كما حدث من قبل. ويري الدكتور نادر نور الدين الخبير الزراعي انه كان من الاجدي لوزير الزراعة ان هناك مشروعات زراعية قومية عملاقة متعثرة في الوقت الراهن مثل مشروعي ترعة السلام وتوشكي وبهما اكثر من مليون فدان بخلاف ما انفق عليهما من مليارات تجعلهما الاحق بالحديث عنهما وتوفير الامكانات بها للشباب للزراعة والعمل اما في حالة ان نتحدث عن توزيع اراضي جديدة للشباب حول منخفض القطارة والفرافرة فهذا لا يتعدي الشو الاعلامي لانها مناطق وعرة لا بها مياه ولا ري ولا حتي رصد لمعدل المياه الجوفيه الصالحة للزراعة بها. و قال كيف يتحدث الوزير عن اعطاء الشباب10 او20 فدان والمفروض ان هناك شروط ومواصفات لتسليم الاراضي للشباب واول هذه الشروط ان تكون هذه الاراضي قريبه من العمران والاسواق والتجار كي يقدر الشباب علي الزراعه والعيش في نفس الوقت وهذا لا يتناسب مع المناطق التي اعلن عنها الوزير للشباب فمثلا الزراعة بمنخفض القطارة تحتاج الي تكاليف باهظة للمزارع لا يغطيها انتاجه من الزراعة نظرا لبعد المسافة من القطارة لاقرب محافظة وهي مطروح بما يتعدي ال350 كيلو متر وهذا يطرح تساؤلات عديدة اهمها كيفية التنقل وتسويق المحاصيل والتعاملات مع التجار والناس لشراء مستلزمات الزراعة كما ان الوزير تناسي ان المياه ليست كافية بالصورة المعلن عنها لأن زراعة350 الف فدان يحتاج الي2 مليار متر مكعب مياه اضف الي ذلك ان هناك مناطق بها مياه مالحة. واضاف نور الدين كان من الاجدي ان يدرس الوزير مخطط ترعة السلام والتي تم تخصيص29 قرية بها بمدارسها ومستشفياتها لتستوعب3 ملايين مواطن مصري ليعملوا في الزراعه والصناعه مع البدو ويصبحوا حمايه لمصر من اي عدوان علي سيناء او اي ارهاب كما انه كان يجب علي الوزير ان يستوعب ان هناك مشكله مياه لدينا مع دول حوض النيل كل هذا يشير الي انه كان ينبغي علي الوزير ان يدرس تصريحاته قبل ان يصرح بوفرة الاراضي وخطط لتوزيعها فالحكمة في الزراعة ليست في الاراضي لان كلمة زراعة تعني مياه. لهذا اري و الكلام مازال علي لسان نور الدين ان هناك العديد من المشكلات المطروحه والتي من المفروض ان ينتهي منها وزير الزراعه واخرها مشكلة الجراد الذي ظل يهددنا حتي مارس وكان من المعتاد ان يقضي عليه بعد موسم هجرته لحدودنا في شهر فبراير وهذا ما يؤكد فشل وزارة الزراعه في مواجهة الجراد وقضايا اخري مثل تهديد زراعات القمح حاليا بالحرق لقلة المياه في ظل الموجه الحارة الحاليه و نقص السولار كما انه لا توجد مساعدات من قبل وزارة الزراعة لمساعدة الشباب في الحصول علي قروض لإقامة مشروعات زراعيه جديدة.