مازال المواطنون في قري ومدن محافظة الغربية يعانون أشد المعاناة من مياه الشرب. بسبب انقطاعها او ضعفها او بسبب تلوثها- كما تؤكدنتائج تحاليل وزارة الصحة نفسها-وكأن لسان الحال يقول: وشهد شاهد من اهلها.حيث كشف تقرير صادر عن معامل الوزارة بعدم مطابقة مياه الشرب في الغربية للمعايير التي وضعتها الوزارة نفسها بسبب ارتفاع نسبة الأمونيا النشادر السام والمنجنيز والكلوريدات والأملاح الكلية والعسر, مما يجعلها غير مطابقة كيماويا, بالإضافة إلي عدم مطابقتها بكتريولوجيا نتيجة اختلاطها بمياه الصرف الصحي. ففي مركزيطنطا وبسيون, أكدت تحاليل معامل الصحة عدم مطابقة25% من العينات التي تم تحليلها, وفي كفر الزيات بنسبة18% وبمركز قطور تبين عدم مطابقتها بنسبة24%, وسمنود17%, وكشف التقرير أيضا أن نتائج التحليل الكيماوي لشبكات التوزيع تمثل كارثة خاصة في مركز كفر الزيات لعدم مطابقة86%, وقطور20%, كما جاءت نتيجة العينات التي أخذت, وفي سمنود28 التحليل البيولوجي لمياه الآبار الجوفية غير مطابق بنسبة13% في كفر الزيات وقطور11% وطنطا وسمنود9% والمحلة الكبري7%, رغم أن النسبة المسموح بها وفقا لوزارة الصحة هي5% فقط, مما ينذر بوقوع كارثة صحية وبيئية سيدفع ثمنها مواطني المحافظة, خاصةالبسطاء الذين لايستطيعون شراء فلاتر المياه. وفي مدينةالمحلة الكبري والقري التابعة لها يشكو المواطنون من عدم صلاحية مياه الشرب للاستخدام الآدمي, حيث يؤكد محمدابراهيم محاسب أن لون المياه يميل مابين الأصفر والبني لوجود رواسب وشوائب بخطوط التوزيع, بالإضافة إلي أنه في فصل الصيف لاتصل المياه إلي الأدوار العليا, مما يجعلنا نعتمد في استهلاكنا علي الجراكن التي نشتريها من الجمعيات الخيرية بسعر رمزي, رغم أننا تقدمنا بشكاوي عديدة إلي المسؤلين عن مياه الشرب بالغربية, إلا أن أحدا منهم لم يحرك ساكنا. وفيمركز ومدينة قطور يؤكد المواطنونأننا لانشرب من مياهشركة مياه الشرب, وذلك لاختلاطها بمياه الصرف الصحي علي مستوي مدينة يبلغ عدد سكانها نحو160 ألف نسمة, وأن المصدر الرئيسي لمياه الشرب هو الطلمبات الحبشية ورغم حلاوة طعمها وصفاء لونها فإنها مليئة بالأملاح التي أصابت عددا كبيرا بمرض الكلي ويشهد علي ذلك قسم الغسيل الكلوي بمستشفي قطور المركزي مياه الطلمبات الحبشية. ويشير مصطفي أبو رية مناهالي قرية بلتاج التابعه لمركز قطور إلي أنه مع قدوم فصل الصيف فإن المعاناة مع مياه الشرب تبدأ وتستمر حتي الشتاء بسبب عدم وصول مياه الشرب القادمه من محطة بلتاج البحاري والمقامة علي ترعة ميت يزيد, مما يجعلنا نلجأ إلي استخدام الطلمبات الحبشية. ومن جانبه, أكدالمستشار محمد عبد القادر, محافظ الغربية أن مياه الشرب بالمحافظة سيئة وغير صالحة للاستخدام, مؤكدا أنه يري بعينه نماذج من مياه الشرب في العديد من المدن والقري سيئة للغاية, بالرغم من جودة محطات التنقية والمرشحات الرئيسية. وأشار إلي أن المواسير الرئيسية والبنية التحتية تحتاج للتغيير, وأن هذا يستلزم جهدا كبيرا خاصة أن المحافظة تعد من أولي المحافظات في تلوث المياه. وأكد أن مشكلة مياه الشرب والصرف الصحي تأتي علي رأس أولوياته, مشيرا الي انه يتم بحث أي شكوي يتقدم بهاالمواطنون بهذا الشأن والعمل فورا علي حلها, خاصة مع قدوم فصل الصيف,وأن المحافظة شهدت طفرة كبيرة في مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي خلال الفتره الماضية, حيث تم الانتهاء من المرحلة الأخيرة من المحطة اليابانية بمدينة المحلة الكبري بمنحة يابانية قدرها120 مليون جنيه للقضاء علي مشكلة المياه بالمدينة والقري المجاورة لها, بالإضافه إليرفع كفاءة محطتي طنطا الأولي والثانية من أجل زيادة ضخ المياه للوصول إلي الأدوار العليا, وأن كل محطة مياه ملحق بها معمل لتحليل المياه كل ساعة يتم تحليلها بداية لمعرفة النسب وعملية الترسيب وبعد ذلك يتم تحليلها كل ساعة وهذه التحاليل تسجل في المعامل.