عندما يتعمق الألم داخلك, وينقبض صدرك, وتتلاطم بك أمواج الدنيا, ويغلب اللون الأسود علي ستائر الأيام, وتضيق بك أنفاسك.. فاعلم أن يديك عانقتا شيطان مروة الفتاة ذات ال19 عاما, التي عصت الأقدار, وكفرت بالنصيب وبمشيئة الخالق, وأخذت تجري وراء أمواج وخيالات, جسدها شيطانها لها في أحلي الصور, لتتحول من إنسانة إلي قاتل مفترس من دون رحمة. لقد تبدل بين ضلوعها القلب بالهلاك والوحشة... تخاذلت معها كلمات الوصف لفعلتها, التي نالت من براءة طفلة صغيرة, اعتقدت لبرهة أن حنان الجميع كحنان والدتها,ولم تتخيل أن أنيابا قاطعة تقبع خلف وجه جارتها مروة, التي ذبحتها وهي في مهد الملائكة, انتقاما لغريزة الغيرة والظن, ولتقدمها قربانا لإبليس, الذي اختارها بعد أن ضعف إيمانها, وأصبحت أبواب الخطيئة مفتوحة أمامها علي مصاريعها. وتعود أحداث القصة الخيالية التي تحولت لواقع في ظل التفكك الأخلاقي الذي نغوص فيه, إلي تقدم أحد شباب مدينة الفشن الهادئة جنوب محافظة بني سويف, لخطبة إحدي الفتيات الجميلات تدعي( مروة.ع.ح) وكانت تلك الفتاة تعيش فرحة غامرة, لما يتميز به الشاب الذي تقدم لخطبتها, من نسب ومال. وبعد فترة لم يشعر الشاب بأن مروة ستملأ حياته, وتشاركه ألمه وفرحته, فقرر مصارحتها بالحقيقة ومشيئة الله في النصيب. لم ترض الفتاه بواقع الأمر, وأخذت تبحث وتحقق في الأسباب والدوافع, وبسبب الخلافات التي كانت بينها وبين جارتها المتزوجة, ظنت بأنها هي من قامت بعمل السحر والأعمال الشيطانية, لتفرق بينها وبين خطيبها الذي أحبته, ومن دون أن تضع يديها علي الحقيقة والرضاء بقضاء الله, سولت لها نفسها الانتقام من جارتها أشد الانتقام. وتربصت للطفلة أسماء ابنة جارتها, وأغرتها بالحلوي, واصطحبتها إلي مكان بعيد, والطفلة ترقص بعينيها الجميلتين, اعتقادا منها بأن للأم ألف شكل, ولكنها فوجئت بعد لحظة بجارتها مروة تنقض علي رقبتها لتخنقها, ولم ترحم معها توسلات نظرات الطفلة التي ذهب صوتها أصداء الرياح, ولم تتركها إلا وهي جثة هامدة. وكان لشيطان مروة رأي آخر, فوسوس لها بأنها لم تمت بعد, فاستلت المجرمة سكينا, وفصلت به رأس الملاك البريء عن جسدها, وأدخلها الشيطان في اختباره الثالث لتنال رضاءه عنها, فوضعت الطفلة في جوال, وألقته قبل صلاة الفجر أمام المسجد الذي يصلي فيه جد الصغيرة, ليحترق فؤاده حزنا وحسرة, لما يربطه بالطفلة الصغيرة التي تعيش معه, من علاقة حب. وما إن رأي الجد المسن الجوال عقب خروجه من الصلاة, إلا وأغشي عليه من شدة ما فوجئ به, وبعد أن أفاق, حمل الطفلة بين يديه, وخرجت مدينة الفشن بالآلاف لتشييع جثمان الملاك ورمز البراءة, في مشهد حزين ومهيب قد يعجز الشعراء عن وصفه. أما الام المكلومة والمفجوعة فسقطت في غيبوبة, أفاقت بعدها بأسابيع وفقدت معها النظق والبصر, لما نزل عليها من ألم وصدمة, تكفي الدنيا ومن يعيش عليها. وعجزت مروة عن أن تداري فعلتها الشنيعة, حيث حامت حولها الشبهات, فألقي رجال الشرطة القبض عليها, وقررت النيابة حبسها وجدد قاضي المعرضات حبسها مرات عدة, حتي أحيلت إلي محكمة الجنايات. وكانت محكمة جنايات بني سويف, قد قضت بمعاقبة مروة(19 سنة) دبلوم مقيمة في مدينة الفشن, بالإعدام شنقا, لقتلها طفلة صغيرة تدعي أسماء تبلغ من العمر أربع سنوات, وسرقة قرطها الذهبي, انتقاما من والدتها. وتلقي مدير أمن بني سويف, بلاغا من العميد محمد منتصر رستم مأمور مركز شرطة الفشن, بإبلاغ إحدي السيدات وتدعي شيماء مكرم عن اختفاء طفلتها من أمام منزل الجد أثناء لهوها أمامه. وتمكن فريق بحث جنائي شارك فيه الرائد مصطفي عقرب رئيس مباحث الفشن بإشراف اللواء زكريا أبو زينة مدير البحث الجنائي, من كشف غموض اختفاء الطفلة,وبعد يومين فوجيء جدها لوالدتها مكرم علي أثناء ذهابه لصلاة الفجر بمسجد قريب من المنزل, بجثة الطفله ملقاه بالقرب من المسجد. وتبين من التحريات أن الطفله تعيش مع والدتها في منزل جدها والد الأم,وأنها اختفت من أمام المنزل وعثر عليها مقتولة. ودلت التحريات علي أن وراء جريمة الخطف والقتل جارة لهم تدعي مروةربة منزل, وعلي الفور تم القاء القبض عليها. وأمام رئيس المباحث, اعترفت بجريمتها وبررت ارتكابها الجريمة, بالانتقام من أم الطفلة, بعد ظن المتهمة مروة التي كانت مخطوبه لأحد الأشخاص أن خطبتها فسخت بسبب جارتها شيماء والدة الطفلة, فقررت الانتقام منها, بالتخلص من صغيرتها وفلذة كبدها, وحرق قلبها عليها. وقد تم تحرير محضر بالواقعة, وإحالة المتهمة للجنايات التي قضت بالحكم السابق بمعاقبتها بالإعدام شنقا. رابط دائم :