رغم نجاح العاهل المغربي محمد السادس العام الماضي في إجراء اصلاحات سياسية قطعت الطريق أمام اندلاع ثورة شاملة علي غرار الربيع العربي في مصر وتونس, إلا أن خروج الآلاف من المغاربة للمطالبة بإسقاط حكومة عبدالاله بنكيران لتقاعسها عن مواجهة الازمات الاقتصادية, والسياسية التي تعصف بالمملكة اكبر دليل علي وصول قطار الربيع العربي الي المغرب بعد تأخر دام اكثر من عامين. وقالت صحيفة ذي ناشيونال الأمريكية إن الجهود التي بذلها العاهل المغربي والتي تركزت علي تدعيم السلع الغذائية والوقود في بلد يضم أكثر من32 مليون نسمة ذهبت هباء بعد اتهام المغاربة للحكومة بالتستر علي شخصيات بيروقراطية من الحكومة السابقة تعمل علي اجهاض أي اصلاحات تعود بالنفع علي المجتمع..ونجح المغرب في أن ينأي بنفسه بعيدا عن رياح الربيع العربي التي هبت علي المنطقة منذ عامين, إلا أن خروج الآلاف للمطالبة برحيل حكومة بنكيران يعيد الي الاذهان المشهد المصري والتونسي ويؤكد أن المغرب يسير علي خطي الديمقراطية والحرية, وانه استوعب تحايلات الملك والتفافه حول ثورة لم تحدث بعد. ويحسب للعاهل المغربي أنه استجاب سريعا لنبض الشارع ونجح في اجراء اصلاحات سياسية واقتصادية اهتمت في المقام الأول بالمواطن البسيط, حيث شهد الاقتصاد المغربي حالة من الانتعاش خلال الاسابيع الماضية بعد ازمة خانقة عصفت به, كما سمح بحرية التعبير وإبداء الرأي وهو ما لم تعهده المغرب من قبل إلا أن المعارضة رفضت الاعتراف بذلك مؤكدة أن محاولات الحكومة غير كافية ولا ترتقي لمستوي الازمات التي يعيشونها. ومن جانبها ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن النظام المغربي امام مفترق طرق اما أن ينجح في استغلال وسائل الإعلام كوسيلة لاستقطاب الشارع المغربي وان يجري اصلاحات حقيقية ويستجيب لمطالب المواطنين بإقالة الحكومة أو الوقوع في براثن الفوضي والعنف الذي تعيشه بلدان الربيع العربي, مشيرة الي أن عدم وجود استراتيجية أو أجندة واضحة يعرقل خطي الملك في الفترة المقبلة ويعمق الأزمة الاقتصادية مما يلقي بظلاله علي حالة الاحتقان التي تسيطر علي الشارع المغربي. فيما أكدت صحيفة فوكس نيوز الأمريكية أن تأخر وصول قطار الربيع العربي الي المملكة المغربية كان استثنائيا مؤكدة أن الاوضاع الاجتماعية الصعبة والركود الذي يعانيه الاقتصاد المغربي والبطالة التي لم تخل من أي بيت مغربي وانتشار الفساد في ربوع المملكة كلها عوامل تؤكد أن المغرب فاق من غفلته وقرر النزول الي الشارع مجددا حتي ينذر الملك بأن مستشاريه وحكومته ضلت طريقه نحو الديمقراطية الحقيقية التي يحلم بها الشعب. ويري محللون ان المشهد المغربي يختلف تماما عن المصري والتونسي حيث انتقض شعبا مصر وتونس من أجل الاطاحة بنظامين مستبدين لم يستمعا ابدا الي مطالب شعبيهما بل لهثوا وراء مصالحهما دون النظر الي حقوق شعوبهم الضائعة, لكن المغاربة لا يريدون الاطاحة بالملك الذي نجح بذكائه في كسب شعبية كبيرة بعدما انصت لمطالبهم وابرز دليل علي ذلك التعديلات الدستورية التي ساعدت الإخوان المسلمين علي تولي مناصب رفيعة في الحكومة المغربية. رابط دائم :