زادت التظاهرات في بعض شوارع وميادين مصر المختلفة عن الحد المطلوب وأصبحت هناك شراهة في التظاهر, ليغيب عن بلدنا العظيمة مؤقتا العديد من صفاتها الجميلة التي تميزنا بها منذ بدء التاريخ, ودخلنا في صراعات وأعمال عنف وقتل وتخريب لم نألفها من قبل بعد المناخ الذي تهيأ لمثل هذه الأفعال,ونحاول رصد الظاهرة خلال التحقيق التالي بالتعرف علي أبعادها وأسبابها من المتخصصين من مسئولي الأحزاب المختلفة. ويقول اشرف ثابت عضو حزب النور إن السماحة غابت عن الشعب واختفت صفاته الجميلة لحد ما وأصبحت الصراعات هي السائدة بيننا وشراهة التظاهرات لها أسباب كثيرة منها الاحتقان الذي يعاني منه الشعب في الشارع لعدم تحقيق مطالبه حتي ألآن والتي قامت علي أساسها الثورة, فضلا عن سوء الإدارة من الدولة للازمات التي يعيشها المواطن يوميا مما جعل المظاهرات تزيد عن الحد وتجتاح الميادين العامة في المدن والمحافظات المختلفة. وقال إن هناك ثلاث شرائح تخرج في المظاهرات الحالية والتي تحدث فيها أعمال العنف والخروج عن السلمية, أولها المتظاهرون السلميون الذين يخرجون للتعبير عن مطالبهم وأرائهم من خلال ترديد بعض الشعارات ورفع أللافتات,والشريحة الثانية فصائل تنتهج العنف في التظاهر سالكين طريقا واحدا للتعبير عن مطالبهم باتخاذ العنف الوسيلة الوحيدة والسبيل الأقرب للوصول إلي أهدافهم التي يسعون لها,أما الشريحة الأخيرة فتتمثل في المندسين الذين يستغلون الموقف المشتعل في الدولة لزيادة اشتعاله. ويري ممدوح قناوي رئيس الحزب الدستوري الاجتماعي الحر إن ما يحدث في مصر حاليا فساد في الأرض لابد من التصدي له علي وجه السرعة حتي لا تنهار الدولة,موضحا أن الشراهة في التظاهر أمر طبيعي لوجود انفلات أمني, فضلا عن تقاعس الحكومة في تحقيق مطالب الثورة التي أقيمت من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية. بالإضافة لوجود جيل من صغيري السن تتراوح أعمارهم بين12 الي14 سنة ليس لديهم ما يخافون عليه ولذلك لا تستطيع الدولة السيطرة عليهم. ويؤكد الدكتور عبد المغازي المتحدث الرسمي لحزب الوفد إن الفكرة الأساسية للعمل لصالح الدولة غابت وأصبح هناك صراع ايدولوجيات معروف في الشارع والجميع يدركه ويمثل خطرا داهما علي الشعب بأسره,مضيفا أن الناس أصيبت بحالة من التعب والزهق من الأحداث الدامية التي تخرج علينا كل يوم ولذلك لابد من رجل السياسة أن يحافظ علي رصيده في الشارع ولا يدخل في اي أعمال تؤدي لحدوث بلبلة. وقال إن هناك حالات عنف مدفوعة الأجر ولكننا لا نعلم من يقف وراء هذه الأعمال, فقد تكون هناك قوي سياسية تريد استمرار العنف والصراع من أجل إجهاض الدولة وخاصة أن مصر أصبحت مسرحا لعمليات لصالح دول خارجية عديدة تريد إسقاط الدولة باي شكل من الأشكال,فضلا عن عنف آخر من بعض الشباب الغاضب الذين يعبرون عن هذا الغضب. أما محمد صابر عضو الهيئة العليا لحزب الدستور فقال إن عدم تحقيق المطالب الثورية السبب في زيادة التظاهرات في معظم المحافظات المصرية وارتفاع حدة العنف الذي تولد من العنف الذي قام به الجهاز الامني في مواجه المتظاهرين وأرسي قواعد هذا العنف التيارات الإسلامية التي بدأت به. ويقول حسن ترك رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الحر إن الشعب فاض به الكيل لذلك يصر علي التظاهر مهما كلفه هذا من دماء وسقوط قتلي بعد فشل الدولة في تنفيذ برنامجها حتي الآن والمطالب التي نادت بها الثورة. ويؤكد كارم رضوان عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة إن التظاهر ليس من أجل مصر ولكن لمصلحة شخصية ومقابل ذلك يخرب أصحاب هذه المصالح مصر بالكامل وزادت المظاهرات وسمح منظموها بأن يندس بينهم عناصر من النظام السابق لا يعرفون سوي البلطجة,لتتحول المظاهرات السلمية المطالبة ببعض حقوقها المشروعة إلي مظاهرات خارجة علي القانون لقطع الطرق والتعدي علي المؤسسات الحكومية وتوقف مصالح الناس بشكل لم نشهده من قبل. وأشار إلي إن الدولة خسرت ملايين الجنيهات من جراء توقف العمل في المنشآت الحكومية والمواني, ولذلك لابد من تغيير ثقافة التظاهر والراي والتعامل مع الراي والراي الأخر وبث روح الفريق للمحافظة علي المؤسسات بعد أن تخطينا الحفاظ علي الثورة التي صنعها شباب واع. وأرجعت الدكتورة سامية قدري أستاذ علم الاجتماع بكلية البنات جامعة عين شمس الظاهرة إلي تعرض الشعب لحالة من الكبت في النظام السابق والذي لم يتح لهم حرية التعبير عن أنفسهم وعرض حجم المعاناة التي تعرضوا لها فوجدوا بعد الثورة أن التظاهرات الفئوية والتجمعات الهائلة في ميدان التحرير هي التي أسقطت النظام الفاسد الذي أستمر30 سنة الوسيلة الوحيدة للتعبير عنهم. وقالت إن الشعب شعر بالحرية في التظاهر والتعبير خلال الفترة الماضية, ولذلك لجأ معظم أطياف الشعب إلي التظاهر كوسيلة إلي حد ما لها رد فعل ايجابي لدي المسئولين, مشيرة إلي إن المصريين اعتادوا خلال العقود الثلاثة الماضية علي الكلام في الجلسات الأسرية والخاصة خوفا من النظام السابق الذي حجم حرية التعبير لحد كبير لعدم وجود قدر من الحرية. رابط دائم :