بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أثرت أن أكتب لكم اليوم عن المرأة وحقوقها في مصر القديمة لندرك أن حضارتنا العظيمة تعاملت مع المرأة باعتبارها صنو الرجل وشريكته في البناء والحياة حيث يقاس مدي تقدم الأمم والحضارات بمدي احترامها لحقوق طبقاتها وأبنائها.. ولقد ضربت الحضارة المصرية القديمة مثلا يحتذي به في احترام أبنائها ومنحتهم حقوقهم كاملة غير منقوصة.. ومن ثم نالت المرأة المصرية حقوقها وحصلت علي ما تؤهلها إليه إمكاناتها ومواهبها وترك لها المجال فسيحا لتصل إلي ما تصبو إليه. وقد ظهرت المرأة كمعبودات تنال التقديس والعبادة وتقام لها المعابد وتجري لها الطقوس والصلوات وتلعب دورا بارزا في الديانة المصرية القديمة, مثل المعبودة إيزيس التي ساندت أخيها وزوجها أوزوريس وأنقذته من الموت مرتين وأنجبت ابنها حورس الذي انتقم من عمه ست الذي قتل أباه. والمعبودة حتحور ربة الموسيقي والغناء والحب. وصورت آلهة السماء نوت تبتلع قرص الشمس عند الغروب وتلده عند الشروق. وعبر التاريخ المصري القديم تولت عدة ملكات عرش مصر ونجحن في الحكم فحكمت الملكة خنتكاوس في أواخر الأسرة الرابعة حوالي2300 ق.م. وحكمت الملكة نيت أقرت في نهاية الأسرة السادسة والملكة سوبك نفرو أواخر الأسرة الثانية عشرة. ونجحت الملكة حتشبسوت عام1490 ق.م في تولي العرش وأرسلت حملات تجارية إلي بلاد بونت الصومال حاليا, وأدارت حتشبسوت مصر إدارة تجمع بين الحزم والحكمة ولم تترفع عن أن تتخذ رجالا يساعدونها في تدبير المملكة فساعدها المربي العظيم سنموت, وبنت لنفسها آثارا في الكرنك تخلدها علي مر الزمان. وفي العصر البطلمي حكمت الملكة كليوباترا فاتنة الزمان وساحرة البيان ونجحت بدهائها في حكم مصر بل وتطلعت إلي حكم الامبراطورية اليونانية فساعدت الملك أنطونيوس ضد أكتافيوس, ولم تكتف كليوباترا بجمالها الساحر وفتنتها الآخاذة فانكبت تنهل من العلم والثقافة فتعلمت لغات كثيرة منها المصرية القديمة والفارسية والآثيوبية وكانت مولعة بالدراسات الأدبية. ويري المؤرخ بلوتارخ أن سر فتنتها يكمن في سحر بيانها ودقة تعبيرها. ولقد استنكفت كليوباترا أن تحمل أسيرة وهي متجردة من أبهة الملك علي سفن أكتافيوس بعد انتصاره علي أنطونيوس وأن تساق في موكب النصر وفضلت أن تموت بشرف وشجاعة بسم الأفعي. في أحلك فترات التاريخ المصري ظهرت المرأة قوية صامدة ساندت الرجال وضربت لنا ملكات الأسرة السابعة عشر ةوالمعاصرة لاحتلال الهكسوس لمصر, فساندت الملكة تتي شيري زوجها تاعا الأول في كفاحه ضد العدو وأنجبت ابنهما سقنن رع والذي بدأ صراعه ضد الهكسوس خلفا لأبيه حتي استشهاده في المعارك. وللملكة أعح حتب أن تفخر بأنها أنجبت كامس الذي أصر علي قتال الهكسوس حتي موته وأكمل أخوه أحمس النضال حتي استطاع طرد المحتلين من مصر وطاردهم حتي شتتهم نهائيا فلم تقم لهم قائمة بعد ذلك ووقفت بجانب أحمس أيضا زوجته وأخته أحمس نفرتاري التي ساندته في حكمه للبلاد بعد التحرير. ورمسيس الثاني الذي يعد من أعظم ملوك مصر يهيم حبا بزوجته نفرتاري ويبني لها معبدا صغيرا في أبي سمبل كما بني لها مقبرة تعد من أروع المقابر الملكية نقوشا وألوانا وجمالا واعتز رمسيس الثاني أيضا بابنته مريت آمون فبني لها معبدا اكتشف منذ سنوات في أخميم بمحافظة سوهاج عثر فيه علي أضخم تمثال لسيدة في مصر القديمة. وقد حرص المصري القديم علي الزواج بمجرد البلوغ الذي جنب المراهقين الكبت وما يصدر عنه من عقد نفسية, وجاء في نصائح الحكيم بتاح حتب لابنه: إذا كنت عاقلا فأحبب زوجتك وأشبع جوفها وأكسها بالملابس, ووفر لها العطور وأدخل السرور في قلبها. وقد أبدع المصري القديم في اختيار أسماء الفتيات ليضفي عليهن نوعا من الجمال مثل نفرت بمعني الجميلة وجحست بمعني الغزالة و نفرتاري بمعني جميلة الجميلات ونفرتيتي بمعني الجمال يتهادي. رابط دائم :