تضم المنظومة الصحية في محافظة البحيرة العديد من المؤسسات الصحية المسئولة عن تقديم الرعاية الصحية للمواطنين ومنها المستشفيات الجامعية والمستشفيات العامة والمركزية ومراكز الرعاية والمجموعات الصحية وأيضا الوحدات الصحية القروية المنتشرة في كل قري وربوع المحافظة, ومن هنا كانت أهمية وضرورة تلك الوحدات, حيث كان لها مدلولها الإيجابي في الماضي البعيد عندما كان هناك تطبيق ولو نسبي لمبدأ حق المواطن المصري في العلاج المجاني, وحيث كانت تلك الوحدات ولو إلي حد بسيط تؤدي خدماتها الصحية المجانية للفقراء من أبناء هذا الوطن, لكن أخيرا ومع تزايد الاستغلال والفساد في العهد البائد, طال هذا الفساد الرعاية الصحية. فعلي سبيل المثال لا الحصر تعاني الوحدة الصحية بقرية فزارا بالمحمودية كما يقول عبده النحال من عدم وجود أطباء, لافتا إلي أنه عندما تذهب إلي دكتور الوحدة الصحية تجد بابها مغلقا ولو طرقت الباب تفتح لك ممرضة تدعي( غادة فتحي) وتقول لك الدكتورة مش موجودة, هذا بخلاف عدم وجود أدوية في تلك الوحدة, فأهالي القرية يعانون من عدم وجود خدمة صحية لهم. ويقول حسن مرسي أحد أبناء قرية معمل الزجاج التابعة لمركز كفرالدوار أن الوحدة الصحية ببلدتة لا يوجد بها صيدلية لصرف الدواء وبالتالي لا يوجد أدوية لعلاج المرضي وطبيب الوحدة هو الذي يقوم بكتابة الأدوية وصرفها بنفسه من الأصناف المتوفرة بصرف النظر عن مدي ملاءمتها لحالة المريض. وحول سوء الخدمة بالوحدة الصحية بمنشية ناصر يقول راضي جابر فلاح إن المفروض أن يوجد بتلك الوحدة اثنان من الأطباء لكن الواقع أن معظم أيام الاسبوع تكون الوحدة بدون أطباء ولا يوجد بها غير فني تحليل يقوم بتحليل( بول وبراز). أما عن الوحدة الصحية بقرية قراقص مركز دمنهور فإن رمضان السيسي الطالب بكلية الحقوق يؤكد أن الوحدة غارقة في مياه الصرف الصحي ومحاطة بأكوام من القمامة والسباخ مما يعوق حركة الأهالي للوصول للوحدة الخالية من الأدوية والأطباء بشكل دائم. وحول توقف التطوير والإنشاءات في بعض الوحدات الصحية يقول ناجي لاشين مدرس بقرية زهور الأمراء, إن العمل بتطوير تلك الوحدة قد توقف في مرحلة الإنشاءات لأسباب إدارية بحتة, مما يجعل20 ألف نسمة بالقرية محرومون من الخدمات الصحية بشكل لائق. ويلخص الشيخ مأمون الدمنهوري شيخ جامع بالابعادية, حالة الوحدات الصحية القروية بقوله إنها مبان بدون روح, تفتقر لوجود أطباء, وإن وجدوا فهم غير متخصصين, ومع غياب أطقم التمريض المدربة ونقص الدواء واختفاء العلاج المجاني فيها وتحويلها إلي بيزنس خاص بالأطباء المقيمين إن وجدوا, تصبح تلك الوحدات خارج نطاق الخدمة. وفي إطار إعادة الحياة للوحدات الصحية القروية أعلن المهندس مختار الحملاوي محافظ البحيرة عن إنشاء وحدات صحية جديدة وفقا للتخطيط الحضاري والتخطيط الحديث بدلا من تلك الوحدات التي تحتاج إلي تكاليف ترميم تفوق500 ألف جنيه بالاضافة إلي توجيهاته لمديرية الصحة بتكثيف الرقابة وأعمال التفتيش علي الوحدات الصحية القروية ومحاسبة المقصرين.