أدت ندرة واختفاء السولار ببني سويف الي شلل شبه تام في العديد من الخدمات جاء علي رأسها الخدمات الصحية مرورا بتعطل ماكينات الري وعدم عمل العديد من المخابز وانتهاء بوسائل المواصلات المختلفة وأدت ذلك الي تظاهر الآلاف من مختلف الطوائف وقطع الطرق أملا في ان يجد المسئول مردودا لأصواتهم بتوفير السولار. ففي الأسبوع المنقضي شهدت محافظة بني سويف العديد من التظاهرات وقطع الطرق بدأها سائقو السيارت الأجرة والنقل الثقيل والجرارت حيث قاموا بقطع طريق بني سويفالفيوم الزراعي, عند قرية باها التابعة لمركز بني سويف وقاموا بوضع سياراتهم بعرض الطريق واشعال الأشجار وإطارات السيارات, مما أدي إلي توقف حركة السير علي الطريق. واكد السائقون ان المسئولين بالمحافظة تركوهم فريسة لأصحاب محطات الوقود الذين يقومون ببيع الكمية في السوق السوداء ووصل سعر الصفيحة ال20 لترا الي50 جنيها وتوقفت أعمالهم بسبب اختفاء السولار من المحافظة مما أدي إلي خسارة كبيرة عليهم لأن السيارت عليها أقساط شهرية يعجزون عن سدادها. وأشار محمد سيد سائق إلي أنهم قاموا بتقديم شكوي للمسئولين بالمحافظة ومديرية التموين بالمحافظة ضد أصحاب المحطات الذين يقومون ببيع الكمية لتجار السوق السوداء, ولكن دون جدوي واتهم المسئولين بالمحافظة بالتخاذل والتقاعس مع أصحاب محطات الوقود, وطالب بتدخل المحافظ لحل الأزمة في أسرع وقت. وفي السياق نفسه شهد طريق القاهرةأسيوط الزراعي تكدسا شديدا أمام محطات الوقود للسيارت ووصلت صفوف السيارت إلي عشرات الأمتار علي طول الطريق وشهد العديد من المحطات مشاجرات بالأسلحة النارية بين السائقين وأصحاب المحطات كما شهدت مدينة بني سويف مواقف الرئيسية( لعبور, ومحيي الدين) ازدحاما شديدا بالسيارت لاختفاء السولار الذي أدي الي ارتفاع تعريفة الأجرة100% بين المحافظة والمراكز التابعة لها بسبب الأزمة. وفي السياق نفسه اعتصم العشرات من أ صحاب المخابز في مركز ومدينة الفشن ببني سويف أمام مكتب اللواء فتحي عبد الرحمن رئيس مركز ومدينة الفشن بسبب أزمة السولار وعدم حصول أصحاب المخابز علي كميات السولار الكافية من محطات البنزين لتشغيل المخابز ولجوء أصحاب المخابز الي تجار السوق السوداء لشراء كميات السولار اللازمة لتشغيل المخابز. يقول شعبان طرخان, صاحب مخبز, تأتي كميات قليلة من السولار الي محطات الوقود في مدينة الفشن ولا تكفي عدد المخابز, فعلي سبيل المثال تأتي كمية تقدر بنحو14 ألف لتر سولار في حين ان مخابز الفشن تحتاج إلي38 ألف لتر سولار فماذا نفعل؟ ويضيف ربيع علي أبو العلا, صاحب مخبز, كميات السولار التي تأتي يستولي عليها البلطجي من محطات الوقود لبيعها في السوق السوداء ونضطر لشراء صفيحة السولار بمبلغ80 جنيها من تجار السوق السوداء لتشغيل المخابز. كما شهدت قرية معسرة نعسان التابعة لمركز اهناسيا ببني سويف أحداثا مؤسفة إثر استيلاء الأهالي علي سيارة محملة بعدد40 ألف لتر سولار أمس بالقوة, وقاموا بتفريغ حمولة السيارة في محطة وقود بالقرية وبيعها لأهالي القرية والقري المجاورة لها. وعلي الجانب الآخر صرح الدكتور هشام مدير ادارة الصحة والسكان بمديرية الصحة ببني سويف بأن أزمة السولار أثرت في عمل القوافل الطبيه لتنظيم الاسرة التي كانت تجوب القري والنجوع بالمحافظة مما أثر بالسلب علي عمليات التوعية والإرشاد للسيدات الريفيات في القري والنجوع مما يزيد من معدل المواليد داخل المحافظة بشكل ملحوظ. ومن جانبه أكد سامي عزيز, مدير مديرية التموين, بأن الأزمة التي تشهدها البلاد حاليا بسبب ارتفاع سعر الدولار, وأضاف أن السائقين بسبب الاشاعات والخوف يقومون بتخزين الوقود بعد أن يقوموا بالتزود بالوقود عن طريق النقل وإعادة تفريغ التنكات وملئها بالوقود مما أوجد أزمة أخري وتقوم مديرية التموين بالمحافظة بضخ من200 إلي300 طن سولار يوميا. وأضاف عزيز ان نسبة العجز في المحافظة40% في كمية السولار وحصة المحافظة750 ألف لتر لا يأتي500 ألف لتر فقط, ونطالب وزارة البترول بصرف الكمية حتي تختفي الأزمة بالمحافظة. وأضاف مقدم دكتور محمد محفوظ, رئيس مباحث التموين, أن نسبة السولار الواردة للمحافظة قلت والشعور بالقلق عند السائقين الذي جعلهم يقومون بالتخزين والحرص علي التزود ولو لم تفرغ خزانات الوقود الخاصة بسيارتهم زادت من الازمة حدة وأكد أن المباحث تعمل ليل نهار من اجل ضبط تجار السوق السوداء خاصة المحطات التي باع أصحابها ضمائرهم.