شهدت الأزمة السورية تطورا جديدا وخطيرا خلال الأيام القليلة الماضية حيث بدأت عمليات اختطاف متبادلة لمئات المدنيين بين السنة والشيعة,فيما تصاعد القتال بين الجيش السوري النظامي والجيش الحر المعارض ليرتفع عدد ضحايا قوات الأسد إلي60 شهيدا أمس, فيما أكدت إيران تهديدها لإسرائيل بالانتقام لمقتل قائد بالحرس الثوري الإيراني في سوريا. يأتي ذلك في الوقت الذي بحث فيه محمد كامل عمرو وزير الخارجية مع نظيره الإيطالي جوليو تيرزي هاتفيا تطورات الأزمة السورية, ومع رئيس ائتلاف قوي الثورة والمعارضة أحمد معاذ الخطيب الخيارات المتاحة لوقف نزيف الدم السوري, ويبحث اليوم نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية مع المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي سبل حل الأزمة فقد خطف اكثر من300 مدني بينهم نساء واطفال خلال يومين في شمال غرب سوريا, بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وسكان أمس, في عمليات ذات طابع طائفي لا سابق لها بهذا الحجم منذ بدء النزاع قبل23 شهرا. وبدأت هذه العمليات الخميس مع إقدام مجموعة مسلحة علي خطف اكثر من اربعين مدنيا من قريتي الفوعة وكفريا وغيرها من القري الشيعية معظمهم من النساء والاطفال. وبعد ساعات, اقدمت مجموعات موالية للنظام علي خطف اكثر من سبعين شخصا من قري سنية. وسجلت في وقت لاحق الخميس والجمعة عمليات خطف طالت العشرات من المدنيين السنة. وقال المرصد في بيان أمس: ارتفع الي اكثر من300 مواطن عدد المخطوفين من مدن وبلدات سراقب وبنش وسرمين وقيمناس ومعرة النعمان ومعرتمصرين في محافظة ادلب بينهم العديد من الاطفال والنساء... ردا علي عملية اختطاف حافلة ركاب يوم الخميس الماضي كانت تقل اكثر من40 من أهالي بلدتي الفوعة وكفريا من أتباع المذهب الشيعي. يأتي هذا تزامنا مع سيطرة الجيش الحر علي سرية الهجانة رقم14 في بلدة زيزون بريف درعا. وأفادت لجان التنسيق المحلية السورية بمقتل6 أشخاص بنيران قوات النظام معظمهم في حمص. وقالت لجان التنسيق المحلية السورية, إن حصيلة أعداد القتلي علي يد قوات نظام الرئيس السوري بشارالأسد أمس ارتفعت إلي60 شخصا معظمهم في حلب وحمص ودمشق وريفها وإدلب. وفي دبي أعلن مساعد للزعيم الأعلي الإيراني آية الله علي خامنئي أمس أن إيران ستثأر قريبا من إسرائيل لمقتل قائد بالحرس الثوري الإيراني في سوريا. وقالت إيران الخميس الماضي: إن قائدا بالحرس الثوري يدعي حسام خوش نويس وعرف أيضا في بعض التقارير الإخبارية باسم القائد حسن شاطري قتل في سوريا علي أيدي مسلحين يحاربون الرئيس بشار الأسد حليف طهران. وفي القاهرة, بحث محمد عمرو وزير الخارجية في اتصال هاتفي مع السيد معاذ الخطيب رئيس ائتلاف قوي الثورة والمعارضة السورية آخر تطورات الوضع في سوريا في إطار دعم مصر للائتلاف الذي يتخذ من القاهرة مقرا له, كما بحثا الخيارات المتاحة لإيقاف نزيف الدم في سوريا والسماح للشعب السوري بتحقيق تطلعاته في الانتقال إلي مرحلة جديدة. كما تلقي وزير الخارجية اتصالا هاتفيا من نظيره الإيطالي جوليو ترزي دي سانت اجاتا دعا خلاله للمشاركة في اجتماع المجموعة المصغرة لدول أصدقاء الشعب السوري, والتي تعد مصر أحد أعضائها, ويعقد الاجتماع نهاية الشهر الحالي في روما. وصرح المستشار نزيه النجاري نائب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أمس بأن هذه الاتصالات تأتي عشية توجه وزير الخارجية إلي موسكو ضمن وفد الترويكا العربية للمشاركة في اجتماع منتدي التعاون العربي الروسي الذي ينعقد علي مستوي وزراء الخارجية, والمتوقع أن تكون المسألة السورية أحد أهم محاوره لاسيما في ضوء الدور والتأثير الكبيرين لموسكو في هذا الملف. كما أعلنت الخارجية الإيطالية أنها بدأت التحضيرات لمؤتمر أصدقاء الشعب السوري, الذي من المقرر أن تستضيفه قريبا العاصمة روما. من جانبها, أعلنت جامعة الدول العربية أن امينها العام الدكتور نبيل العربي سيلتقي صباح اليوم بالأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي المشترك الخاص بسوريا وذلك لبحث تطورات الأوضاع علي الساحة السورية والجهود المبذولة لحل الأزمة الراهنة. مشيرا إلي أن العربي قد عقد عدة لقاءات في هذا الإطار خلال الأيام الماضية مع كل من معاذ الخطيب ورياض حجاب رئيس الوزراء السوري.