مشكلات عديدة وأوضاع سيئة يعيشها الكمسارية تسببت في إصابة بعضهم بالأمراض في الوقت الذي تكتفي الإدارة بالفرجة لتؤكد أن أوجاع الكمسارية عرض مستمر, وأن التطوير الذي يتحدث عنه المسئولون مجرد كلام في الهواء, وخلال هذا التحقيق نسرد جزءا من المخاطر والمتاعب التي يتعرضون لها. يقول شعبان محمد عطية كمساري ان الوضع في هيئة السكة الحديد يسير من سيئ إلي أسوا بسبب التدني في مختلف القطاعات وخاصة في قطاع الكمسارية الذي سيشهد حدوث إضراب عن العمل والقيام بوقفة احتجاجية في نهاية الشهر الجاري في حالة عدم الحصول علي الحوافز المتأخرة والتي يماطل المسئولون في صرفها متحججين ببعض الأشياء الخارجة عن إرادتهم مثل تعطل الحاسب الالي. أضاف أن الكمسارية طفح بهم الكيل بسبب قيام الهيئة بخصم ضرائب تصل قيمتها إلي20% من المرتب الاساسي والحوافز بدون مستندات رغم أن المتعارف عليه في قانون الضرائب خصم13% فقط, معلنا أن الكمسارية رفعوا الأمر إلي المهندس حسين زكريا القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة الهيئة لتحصيل الضرائب طبقا للقانون إلا أنه أفاد بقيام الهيئة بخصم نسبة20% تحسبا لوجود مديونيات مستقبلية علي العاملين بالهيئة. أشار إلي أن الوزير الجديد لا يعلم شيئا عن هيئة السكة الحديد ونفس الحال ينطبق علي الوزراء السابقين حيث يتحكم في ادارتها المهندس حسين زكريا أحد فلول النظام السابق ولذلك فمن المطالب التي سيحددها الكمسارية في الإضراب تطهير السكة الحديد من فلول النظام البائد الذي دمر الهيئة رغم الملايين التي تنفق سنويا علي التطوير. أما محمد عطية كمساري فقال ان الهيئة قامت بشراء ماكينات الكترونية لصرف التذاكر منذ عام ونصف العام بمبلغ31 مليون جنيه من احدي الدول الأوروبية لا تزال حبيسة المخازن, فضلا عن تحديد ميزانية قدرها20 مليون جنيه لتدريب خمسة آلاف عامل وحتي الان لم يتم تدريب العاملين ولا يعرف أحد مصير هذا المبلغ وأين ذهب؟ أوضح أن تصرفات الهيئة الغريبة والعجيبة هي التي تدفع بالعاملين لتنظيم وقفات احتجاجية والإضراب عن العمل حيث قامت بمنح السائق90% من قيمة راتبه كبدل طبيعة عمل في الوقت الذي حددت الهيئة للكمساري70% دون تحديد أسباب عدم توحد النسبة لكل العاملين. وقال هشام ممدوح كمساري ان قادة الهيئة دائما يتسببون في احداث زوبعة بصفة مستمرة كل فترة, حيث حددوا قيمة بدل المخاطر للسائق بنسبة60% بواقع15% تم الحصول عليها في شهر يوليو الماضي و20% في يناير الحالي و20% يتم الحصول عليها في شهر يوليو المقبل في الوقت الذي حددت الهيئة نسبة بدل المخاطر للكمسارية ب50% وبقية الطوائف40% مما أصاب العاملين بحالة من السخط علي المسئولين في الهيئة, مضيفا أن هناك أشياء كثيرة داخل الهيئة تجعل الموقف في حالة توتر بين مجلس الإدارة والعاملين في الهيئة. أعلن أن الكمسارية يتعرضون للاعتداءات من البلطجية بعد الثورة أثناء أداء عملهم داخل القطارات لعدم وجود أمن يحرصهم بدنيا وماليا, فضلا عن الضغوط المستمرة من الركاب مما أثر علي إصابة بعض الكمسارية بأمراض مختلفة, مشيرا إلي أنه أصيب بجلطة من جراء هذه الضغوط أثارها علي وجهه وأضعفت لديه القدرة علي الكلام بنسبة واضحة إلا أن حالته تحسنت مع العلاج المستمر والمكثف. ويضيف يوسف إبراهيم كمساري أن الإدارة أصبحت لا تهتم بالزي الموحد للكمسارية والذي يميزهم عن بقية العاملين, حيث تقوم بعرض عينات رائعة تليق بفنادق خمسة نجوم عند بداية التعاقد علي الزي ثم يفاجأ الجميع باستلام ملابس سيئة للغاية ورديئة جدا تختلف تماما عن العينة التي عرضت قبل التعاقد, وكأن الهيئة تضحك علي الكمسارية, أو أن الشركة الموردة للملابس تتلاعب بالمسئولين لصالح بعض الأشخاص. قال ان الهيئة فتحت التعيينات لجميع الوظائف عدا السائقين والكمسارية مما زاد من حمل العمل ومضاعفة ساعاته بشكل كبير أصابت فئة السائقين والكمسارية بالتعب والإرهاق مع قلة ما نحصل عليه بالمقارنة لطبيعة العمل الذي زاد عن الحد بعد زيادة القطارات في الوجهين القبلي والبحري, لافتا إلي أن التطوير الذي يتحدث عنه المسئولون مجرد كلام في الهواء يتم التصريح به بعد كل حادث قطار. ويؤكد نجيب محمد عبدالحميد كمساري أن الهيئة لا تعدل بين العاملين في منح الحوافز المالية لدرجة أن الكمساري يحصل علي مبلغ وقدره700 جنيه شهريا ويقل المبلغ قليلا ويزيد عدة جنيهات طبقا لشرائح كل عامل وموظف في الهيئة, في الوقت الذي يحصل رئيس مجلس الإدارة علي176 ألفا وخمسمائة جنيه شهريا ولا يبذل جهدا بالقياس للعامل الذي يحصل بحسبة صغيرة علي ملاليم من الجنيهات سنويا في الوقت الذي يحصل المسئولون علي ملايين الجنيهات سنويا, مما يؤكد أن الثورة لم تطل السكة الحديد حتي الآن وتحتاج إلي ثورة من نوع خاص لإجراء إصلاحات جذرية في الهيكل الاداري والجهاز التنفيذي الذي يعد المسئول الأول والأخير عن الحوادث التي تحصل علي الطرق كل فترة زمنية ليست كبيرة وتطيح بأرواح الأبرياء دون ذنب اقترفوه.