هذا يومكم, يوم سيناء, يوم مبارك العظيم, يوم الرجال الابرار من أبناء القوات المسلحة الباسلة, منهم من قضي نحبه شهيدا في ميادين القتال, ومنهم من ينتظر مرابطا في ثكنات البطولة والشرف. يوم خالد في تاريخ سيناء, في تاريخ مصر, في تاريخ الصراعات العسكرية والسياسية, بطل هذا اليوم, وصانع هذا التاريخ, هو الرئيس مبارك, الذي اصطفاه واختاره القدر العظيم, حتي يبسط ذراعه, ويحتضن علم مصر, ينحني عليه في إجلال وإكبار, يقبله في عرفان وامتنان, ثم يرفعه ليرفرف خفاقا في سماء سيناء الحبيبة لتكتمل فصول الملحمة البطولية التي كتب سطورها أبطال القوات المسلحة, كتبوها بدمائهم, طوال حرب الاستنزاف, ثم في حرب أكتوبر العظيم, حين اصدر الرئيس السادات قراره الجسور, للأسود أن يعبروا القنال, ويحطموا الحواجز وينطلقوا إلي سيناء, ويلقنوا العدو درسا لن ينساه. خمسة عشر عاما من التضحيات, التحمت فيها الأمة, مع قواتها المسلحة, في صف واحد, علي جبهة واحدة, انصهرت فيها الإرادة الوطنية في قصيدة نادرة من الكفاح النبيل تنشد الثأر, وتسترد الكرامة. من عام1967 وعقب أيام أو شهور من النكسة, وحتي عام1982 يوم رفع مبارك العلم فوق آخر حبة من رمال سيناء.. رحلة زمنية تمتد علي مدار خمسة عشر عاما, شهدت حرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر ثم حرب المفاوضات, ثلاث حروب متوالية, تواصلت دون انقطاع, وظلت هذه الأمة وقواتها المسلحة محتشدة وراء الهدف رغم المصاعب والمشقات. واليوم نلتقي جميعا, مع القائد, مع الرجال, يتذكرون الشهداء, ويجددون العهد, أن يكونوا دوما حماة هذا الوطن.