بداية ولها نهاية وهي واضحة الدلالة في وجود المعطيات والبرهان والنتائج التي تظهر من خلف الستار وهناك من يدير الأحداث بخبث وسوء نية ولكن مصر محفوظة بحفظ الله لها ولن ينالها أحد رغما عن أنف أهلها وإلا سوف يطاله الضياع ويدخل نفسه في نفق مظلم وستخرج مصر قوية عفية علي الظالمين وخفافيش الظلام. والسؤال الذي يطرح نفسه من يريد إسقاط جهاز الشرطة؟ ومن المستفيد من كسر إرادته وإنهاك أبنائه وانتهاك مؤسساته وإداراته بعد أن تم تهميش دوره في الحفاظ علي الأمن العام والأمن الخاص وأمن المنشآت حتي يتم تفريغه من مضمونه أو يصبح ألعوبة أو سرابا. فهل هناك من يضمر شرا للشرطة ويريد تهميش دور وزارة الداخلية؟ وهل توجد خطة مدبرة تدار من وراء الستار حتي ولو علي حساب إدخال البلاد في فوضي وعشوائية في وجود البطء الشديد في اتخاذ القرار. فمن وراء تدمير وحرق أقسام الشرطة؟ ومن وراء تهميش مديريات الأمن وفقدان الثقة فيها في أنحاء البلاد؟ ومن وراء إلغاء الأمن الوطني وتدميره؟ بالرغم من أن هذه الأجهزة كان من الممكن أن يعاد تأهيلها في وجود الثواب والعقاب لأن جهاز الشرطة لم يكن مغموسا في الفساد بالقدر الذي كان فيه أهل السلطة ومعارضوهم فالجميع كانوا في الفساد سواء بسواء بل إن موقف الآخرين كان أشد سوءا من اللاحقين. ويبقي الشك الذي يملأ النفوس والسؤال هو من المحرك للأحداث في وجود انعدام الثقة بين أطراف النزاع وفي وجود الشعب الذي فقد الثقة في الجميع دون وجود بادرة أمل من عودة الثقة في وجود العقلاء والحكماء الذين يطببون الميزان ويمنعون البلاد من الإنزلاق في آتون الفوضي والعشوائية من كل اتجاه. ومن وراء العنف في المظاهرات في الشوارع وإراقة الدماء والتي كان يجب أن تكون سلمية تعبر عن رأي المعارضين بحرية دون قتلهم, هل هي المعارضة أم السلطة؟ في غياب حمل الشرطة للسلاح حتي من أجل الدفاع عن النفس وحماية أرواحهم عوضا عن الدفاع عن المؤسسات. وهل كل هذا له علاقة بإثارة الظلم الواقع علي عساكر الأمن المركزي من قبل الضباط مما هز الثقة والاحترام بينهم فلا يقوم للأمن المركزي قائمة بعد تدمير كل أجهزة الشرطة, وبعد أن أصبح السلاح القوي والوحيد وحائط الصد الباقي من كيان وزارة الداخلية وهل هذا له علاقة بحادث قطار البدرشين وقتل عساكر الأمن المركزي؟ أو انفجار الضباط في وجه وزير الداخلية في جنازة شهداء الشرطة لعدم تسليحهم من أجل الدفاع عن أنفسهم؟ فمن يريد إسقاط الأمن المركزي وكسر إرادته بعد أن فشل علي مدار سنتين من عمر الثورة؟ ومن الذي يمنع تسليح الشرطة للدفاع عن نفسها حتي بخرطوش الكوتش الذي لا يقتل كما يقولون؟ ومن الذي يسمح للشرطة باستخدام الغاز ويمنع عنهم السلاح لتثبيت موقف وإظهار الشرطة في موقف الضعف والدفاع عن النفس عوضا عن المؤسسات. فلن تسيطر الشرطة علي الموقف إلا إذا تم مد الشرطة بخرطوش أمام السلاح الآلي ومن الذي يريد إخراج الشرطة من وظيفتها؟ وفي مصلحة من يحدث كل هذا لمؤسسة الشرطة؟ ومن الذي يمنع الشرطة من القيام بواجبها ومن يسعي إلي تفريغ جهاز الشرطة من مضمونه؟. وهل كل هؤلاء المتظاهرين الذين يعتدون علي المؤسسات يدافعون عن الثورة المصرية أم أن هناك مندسين يريدون أن يقولون غير ذلك بمهنية وحرفية عالية؟ ولماذا لا يقول بعض المتظاهرين ما يريدون دون الاعتداء علي مؤسسات الدولة وحرقها وتخريبها؟ ومن وراء تكرار هذا الشريط المكرر؟ ومن وراء حكم الإعدام في أحداث بورسعيد في هذا التوقيت بالذات؟ ثم فرض الطواريء علي مدن القناة بدلا من تخفيف الآلام علي كل هذه الكوارث. وهل غابت كل الأدلة ولم تظهر إلا في هذا التوقيت الحرج من عمر مصر؟ وهل هذا له علاقة بوجود شكوك في الاستمرار في نهج هدم وإعادة بناء وزارة الداخلية؟ ومن الذي يعمل من تحت الرماد؟ فهل توجد ستارة للتغطية علي ما يحدث؟ وهل الحوار هو الستارة حتي يتم بناء العمارة؟ ثم يتم تنظيف أثر الخراب وهل المتظاهرون هم الأداة للسيطرة علي الدولة ثم إتهام المعارضين بأنهم خلف المظاهرات أم العكس صحيح؟ كما قالوا من قبل الشعب يريد إسقاط حكم العسكر؟ فكانت الفوضي وكان التوهان في غياب اكتمال بناء المؤسسات المستقلة إنها أسئلة في حاجة إلي إجابة وإن كنت أعتقد أن اللهو الخفي لايزال يمرح في طول وعرض البلاد بقوة وكأنه هو المسيطر علي الأوضاع من الألف إلي الياء فمن يريد إسقاط جهاز الشرطة في مصر؟ رابط دائم :